بقلم: طلال سلمان
الضابط الذي لم يحارب مرة، الا ضد شعبه، والذي اعطى نفسه رتبة “المشير”، حسن البشير، سيقدم خلال الايام القليلة، إلى المحكمة لمحاسبته على ما دمرته يداه في السودان.
كم من الضباط في الجيوش العربية، مشرقاً ومغرباً، يستحقون مثل هذه المحاسبة على ما جنته ايديهم وما الحقته قراراتهم الهمايونية من خراب في بلادهم وتدمير لقدراتها وشطب لحق شعبها في الحياة الكريمة، نتيجة مغامراتهم الهمايونية بذريعة التخلص من النظام الفاسد وفتح ابواب الحرية امام الشعب المضطهد والمحروم من حقه في حياة حرة وكريمة؟!
كم خسرت الامة العربية من زمن نهوضها بقدراتها، نتيجة المغامرات العسكرية التي كان يغري بها فساد النظام، لا فرق هنا بين الملكي والجمهوري، طالما أن النظامين يتساويان في ممارسة القمع ورعاية التخلف واحتقار حقوق الانسان؟!
لنتصور أن الجزائر اكملت مسيرتها، بعد الاستقلال، بالزخم الذي باشرت به حياتها الطبيعية، بعد اجلاء المحتل الاجنبي الذي استعبدها والغى هوية شعبها العربي ففرض عليه الفرنسة، ألم تكن اليوم في صدارة الدول العربية والافريقية انتاجاً وازدهاراً، بدل أن تحتشد شوارعها وميادينها بطوابير “الموريست” او “الحيطانيون” الذين لا يجدون فرصة للعلم فيسندون الحيطان، في انتظار فرصة عمل لا تجيء؟!
لكن التصورات تتهاوى أمام الواقع المر الذي تعيشه هذه الأمة، وهي تتلقى الهزائم صاغرة، فينتصر عليها العدو الاسرائيلي بفرقتها وتشتت شعبها والصراع المفتوح على السلطة في بلاد اهلها جائعون، وخريجو جامعاتها لا يجدون فرصة للعمل والانتاج بما يحقق الازدهار والرخاء والتقدم، ويحصن البلاد ويجعلها منيعة في وجه اعدائها قادرة على تبادل الدعم والتعاون مع الاقطار الشقيقة، والعلاقات الندية مع دول العالم، بما في ذلك المستعمر القديم.
الحرية تحمي الأوطان..
والشعوب المحقرة والمبعدة عن القرار، معطلة الارادة والقدرة على الفعل انما تعجز عن مقاومة الاستعمار، جديده والقديم، فاذا بها تخضع للهيمنة الاجنبية التي يستدعيها “السلطان” ليحمي عرشه من شعبه!
كاتب ورئيس تحرير وناشر صحيفة السفير