2024-11-27 11:42 ص

واشنطن غاضبة من الموساد لتنفيذه عملية فاشلة ببلد عربي

2019-08-30
كشفت مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها واسعة الاطلاع، النقاب عن أنّ الجيش الأمريكيّ غاضبٌ على جهاز المخابرات الإسرائيليّة الخارجيّ (الموساد)، بسبب عمليةٍ فاشلةٍ قام بها في إحدى دول الشرق الأوسط العربيّة، وألحقت ضررًا بمصالح الطرفين.

وحسب تقرير نشره الصحافي الإسرائيلي أمير أورن، المُختّص في الشؤون الأمنيّة، العسكريّة والمخابراتيّة، في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، فإن هناك خللاً في طريقة التواصل بين الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة والأمريكيّة، إذ تعالت مؤخرًا مسألة التنسيق الإسرائيليّ-الأمريكيّ، فيما نُفذت عملية في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى (للجيش الأمريكيّ)، دون الإفصاح عن أيّ تفاصيل تتعلّق فيها، إذْ لا يستبعد أنْ تكون التفجيرات في معسكرات الجيش العراقيّ، في الأسابيع الأخيرة، من تنفيذ عملاء “الموساد”، على حدّ تعبير المصادر.

ووفقا للمُحلِّل أورن، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، فإنّ القيادة الوسطى للجيش الأمريكيّ حساسة تجاه انتهاك سيادة دول تقع ضمن منطقة نفوذها وليست لها حدود مع إسرائيل، على حدّ تعبير المصادر الأمريكيّة التي نقل عنها المُحلِّل الإسرائيليّ، واصِفا العملية الإسرائيليّة بالإخفاق المُزلزِل.

وتابع المُحلِّل قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ هذه الحادثة المذكورة أثرّت سلبًا على العلاقات والمُفاوضات والمُباحثات بين الجانبين الأمريكيّ والإسرائيليّ في مجال التنسيق الاستخباراتيّ، والتي يقودها من جانب الكيان رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو أخيرًا أنّه يرى فيه خليفةً له في منصب رئيس الوزراء، على حدّ تعبيره.

وأوضح المُحلِّل أورن أنّ تبادل وتراشق الاتهامات بين الجيش الإسرائيليّ وبين الموساد قد بدأ على هذه الخلفية، إذْ اتهمّ جيش الاحتلال الموساد بأنّه يعمل على تخريب النسيج الحسّاس في العلاقات بين الأجهزة الأمنيّة الأمريكيّة ونظيرتها الإسرائيليّة في كلٍّ من واشنطن ومنطقة الشرق الأوسط، كما أكّدت المصادر التي اعتمد عليها المُحلِّل.

وشدّدّت المصادر في تل أبيب، كما ذكر المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّ التوتّر في العلاقات بين الجيش الإسرائيليّ نفسه وبين جهاز الموساد هو ليس وليد اليوم أوْ أمس، بل يعود إلى سنواتٍ طويلةٍ خلت، حيثُ أضافت المصادر عينها أنّ الموساد يُقيم علاقاتٍ بين قائده كوهين وبين ممثلي وكالة المخابرات الأمريكيّة المركزيّة (CIA) في تل أبيب، كما أنّ المسؤول عن فرع الموساد في واشنطن، والذي يتخِّذ من سفارة تل أبيب في العاصمة الأمريكيّة مقرًا له، يُحافِظ على السريّة التامّة ويمتنِع عن سبق الإصرار والترصّد، كما شدّدّ المُحلِّل عن إبلاغ شعبة الاستخبارات العسكريّة عن هذه الاتصالات مع الجانب الأمريكيّ، كما أنّ رئيس الموساد، يوسي كوهين،يُخفي عن الجيش قصص لقاءاته واجتماعاته برئيسة الـCIA جينا هاسبل، لأنّه يُريد الحفظ على السريّة التامّة، علمًا أنّ جهاز الموساد ليس تابعًا للجيش، إنمّا مُباشرةً لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وكشف المُحلِّل النقاب عن أنّ الموساد، ومن وراء ظهر الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان) قام بإبلاغ المُخابرات الأمريكيّة، وبشكلٍ خاصٍّ الـCIA عن التطورّات والمُستجدّات في الشرق الأوسط، على الرغم من أنّ هذه الوظيفة هي من صلاحيات شعبة الاستخبارات العسكريّة، خصوصًا وأنّ الجيش الإسرائيليّ هو الذي يتخّذ قرار الحرب أوْ السلم، وليس جهاز الموساد، كما أكّدت المصادر الرفيعة في واشنطن وتل أبيب للموقع الإسرائيليّ-العبريّ، الذي نشر الخبر.

وتابع المُحلِّل الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها إنّ منسوب التوتّر بين الموساد وشعبة الاستخبارات العسكريّة ارتفع كثيرًا في الآونة الأخيرة، كما أنّ منسوب التوتّر بين الموساد الإسرائيليّ ووزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) ارتفع هو الآخر على هذه الخلفية، مؤكّدًا على أنّ المشكلة لم تجد حتى اللحظة طريقها إلى الحلّ، مُشيرًا إلى أنّها قد تًلحِق أضرارًا بالأمن القوميّ لكيان الاحتلال، على حدّ تعبيره.

وختم المُحلّل الإسرائيليّ تقريره بالقول إنّ مقّر القيادة الوسطى الأمريكيّة موجود في قاعدة (العيديد) الأمريكيّة-العسكريّة في إمارة قطر بالخليج العربيّ، وأنّ الجيش الإسرائيليّ، التابِع للمنطقة الأوروبيّة، وليس الآسيويّة في الجيش الأمريكيّ، يقوم بتزويد الجيش الأمريكيّ في قطر بالتقارير حول أخر المُستجدّات والتطورّات في منطقة الشرق الأوسط من وجهة نظره، ومن المعلومات التي يعكِف على جمعها من مصادره، كما أكّد الموقع الإخباريّ-العبريّ.