مرة أخرى يتحول ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، إلى مادة للتندر والسخرية ومصدر استغراب؛ بسبب تصريحاته التي يتناقض بعضها وواقع الحال.
لكن هذه المرة، وفي خلال أقل من 24 ساعة، نشر خلفان ثلاث تغريدات أثارت ليس فقط الاستغراب، بل غضب السعوديين؛ لما لمسوه فيها من إهانة موجهة لبلدهم.
ونشر نائب شرطة دبي، الجمعة (23 أغسطس الجاري)، تغريدة في حسابه على منصة "تويتر" جاء فيها: "الذي يقاتل بجانب هادي يقاتل مع رجل غدر وخيانة".
ثم أعقبها بتغريدة أخرى قال فيها: "فضيحة قوية من قناة بلقيس اليمنية. قائد وخبير عسكري شمالي تابع للشرعية (بالرياض) يفضح الجيش الوطني وألويته ويفضح الشرعية. السؤال هل التحالف عارف بهذه المصيبة؟ وإذا هو مش عارف فالمصيبة أعظم. استمعوا. لا حول ولا قوة إلا بالله".
وهنا يشير خلفان -بحسب ما يوضح الفيديو- إلى حديث خبير عسكري يمني تحدث عن وجود مشاكل داخل الجيش اليمني؛ منها فساد من قبل قيادات في الجيش يناصفون جنوداً مرتباتهم في مقابل حصول هؤلاء الجنود على إجازات مستمرة وعدم الالتحاق بالجيش، وطالب بإعادة هيكلة الجيش اليمني.
وكعادته في محاربة الإخوان المسلمين، نشر خلفان تغريدة ثالثة، لكنه ألمح إلى ازدواجية في التصرف لدى حكومة السعودية، وقال في تغريدته: "يا قيادة التحالف. أنتم قادة ونحن لا نفهم شيئاً. تحاربون الإخوان في مصر وتركيا وتحتضنونهم في اليمن. وتنسون أن للأفاعي سماً قاتلاً. أي منطق بالله عليكم. الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي مصدوم من هذا التناقض".
تغريدات خلفان فتحت الباب للإساءة إلى بلده الإمارات، وهو ما ظهر في عدد من التغريدات، منها ما وجه اتهاماً صريحاً لأبوظبي بالخيانة.
ولم يكتفِ الغاضبون من تصريحات خلفان بالرد على تغريداته المفردة، بل أنشأ ناشطون وسماً حمل عنوان "#ضاحي_خلفان_يسيء_للمملكه"، ليحتوي التعليقات الغاضبة على خلفان.
وبدا مؤخراً وجود خلافات بين الرياض وأبوظبي حول الوجود العسكري في اليمن؛ ففي الوقت الذي تدعم فيه السعودية حكومة اليمن الشرعية تظهر الإمارات عكس هذا التوجه، على الرغم من إعلانها الوقوف إلى جانب الرياض في دعم حكومة عبد ربه منصور هادي.
وتجلى هذا الخلاف بشكل واضح مع وقوف أبوظبي إلى جانب الانفصاليين في الجنوب الذين يطالبون بدولة مستقلة، ما يقسم اليمن إلى دولتين.
ويبدي مسؤولون يمنيون باستمرار غضباً من سياسة الإمارات في بلدهم، ويؤكدون في تصريحات لهم أن وجود القوات الإماراتية في اليمن إنما هي لتمزيق بلدهم ووحدة شعبهم.
آخر هذه التصريحات كانت الجمعة (23 أغسطس)، حيث قال السفير اليمني في الأردن، علي العمراني، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن خطر دولة الإمارات على بلاده تجاوز الخطر الذي تشكله إيران، معرباً عن رجائه في أن "تراجع أجندتها في اليمن سريعاً وعاجلاً".
وأضاف وزير الإعلام السابق: "يدرك هذا كل اليمنيين حتى أولئك الذين ربطتهم الإمارات بمصالح شخصية لشراء سكوتهم أو ولائهم. عندما نتكلم هكذا عن أشقاء نشعر بأسف عميق. لكنها الحقيقة الأمرّ من العلقم. والمسألة وطن يقال له اليمن الذي ليس لنا سواه".
وفي تغريدة أخرى كتب العمراني: "هل يمكن أن تراجع الإمارات أجندتها في اليمن سريعاً وعاجلاً، لمصلحتها ومصلحة اليمن والتحالف العربي، هذا ما رجوناه وتحدثنا عنه من قبل. لكن يبدو أنه قد سبق السيف العذل للأسف".
ومنذ 26 مارس 2015، يشن تحالف عسكري تقوده السعودية والإمارات معارك في اليمن لمواجهة مليشيات الحوثي؛ في إطار دعم الحكومة الشرعية للبلاد، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، حسب الأمم المتحدة.
الخليج اون لاين