عدد الهنود في الإمارات يفوق عدد مواطنيها، كما أن التجارة الثنائية تجاوزت 50 مليار دولار عام 2018 أسوشيتد برس
أرجعت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، الموقف العربي الصامت إزاء قضية إقليم كشمير، إلى كون الهند شريكاً تجارياً، أكثر أهميةً من باكستان، لدى دول الشرق الأوسط.
شركاء اقتصاديين:
قالت الوكالة، إن دولاً خليجية آثرت الموقف الصامت، لحماية مصالحها التجارية مع الهند، التي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار سنوياً.
وصفت الهند بأكبر الشركاء الاقتصاديين في شبه الجزيرة العربية.
صمت الدول الخليجية، يأتي بالرغم من تجريد الهند لإقليم كشمير، من الحكم الذاتي، وفرض حظر تجول عسكري، وعزل السكان عن الاتصالات والإنترنت.
السعودية ترقص:
أشارت الوكالة إلى أن دول الكويت وقطر والبحرين وعمان، لم تصدر أي بيانات بشأن قضية كشمير.
إلا أن الإمارات وقفت على ما يبدو إلى جانب الهند، بعد وصفها قرار إلغاء الوضع الخاص لكشمير بالأمر الداخلي.
أما السعودية فتبدو في وضع معقد، بسبب علاقتها الوثيقة مع كل من الهند وباكستان، على حد سواء.
كما أن التنافس الأيدلوجي مع تركيا وإيران، لقيادة العالم الإسلامي، كان له أثر في موقف الرياض المتردد.
لفتت الوكالة إلى البيان السعودي المختصر حول أحداث كشمير، الذي ذكر أن المملكة تتابع الوضع وتدعو إلى تسوية سلمية، بما يتماشى مع القرارات الدولية.
صدافة إماراتية:
تضم دول الخليج، أكثر من 7 ملايين من المغتربين الهنود، الذين يساعدون في دعم اقتصاد المنطقة.
تعج المدن الخليجية، بالأطباء والمهندسين والمدرسين والسائقين وعمال البناء وغيرهم من الأصول الهندية.
عدد الهنود في الإمارات يفوق عدد مواطنيها، كما أن التجارة الثنائية تجاوزت 50 مليار دولار عام 2018، ما يجعل الهند ثاني أكبر شريك للإمارات.
يعتبر الهنود أكبر المستثمرين الأجانب في سوق العقارات في دبي.
تخطط إدارة الموانئ في دبي، لتطوير مركز لوجستي في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية.
ضاعفت الإمارات علاقاتها مع الهند من خلال دعمها القرارات الأخيرة بشأن إلغاء الوضع الخاص لكشمير.
أكد ذلك تصريحات سفير الإمارات في الهند، أحمد البنا، الذي وصف التغييرات في كشمير بأنها ستحسن العدالة الاجتماعية والأمن، وتزيد من الاستقرار والسلام.
تغيير ديموغرافي:
يتخوّف منتقدو قرار الهند، من سعي نيودلهي إلى إحداث تغيير ديموغرافي في كشمير. يعتقد البعض أن الخطوة قد تسمح لغير الأهالي، بخاصة الهندوس، بشراء الأراضي في المنطقة. سيؤدي ذلك إلى تغيير الثقافة وفقدان حق الأهالي في الوظائف والمنح الدراسية.
نقلت الوكالة، عن حسن الحسن، الخبير في العلاقات الخليجية الهندية قوله، إن التوترات الدينية في كشمير، حولت المنطقة لمجال تنافس بين الرياض وأنقرة وطهران.
أضاف الحسن بأن الأتراك يحاولون تعزيز نفوذهم في كشمير، كذلك يفعل الإيرانيون، لذا من المستبعد أن تتخلى الرياض عن المسابقة الرمزية لقيادة العالم الإسلامي.
صفقات التجارية:
شركة ريلاينس الهندية، أعلنت الإثنين الماضي، عن إبرامها خطاب نوايا مع شركة أرامكو السعودية.
يقضي الخطاب بصفقة شراء محتملة، تستحوذ بموجبها الشركة السعودية على 20% من أنشطة النفط والكيماويات للشركة الهندية.
بموجب الاتفاق المبدئي بين الشركتين، ستزود أرامكو مصفاة ريلاينس الواقعة على الساحل الغربي للهند بنصف مليون برميل يوميا.
أثارت الصفقة بين أرامكو وريلاينس غضبا في صفوف الأوساط الباكستانية.
الصحفي والكاتب الباكستاني محمد ماليك، غرد في حسابه على تويتر، متسائلاً: كيف ننتظر دعم السعودية لنا في كشمير وشركة أرامكو اشترت حصة 20% في شركة ريلاينس الهندية؟
أضاف ماليك ساخراً: “مرحبا بكم في العالم الحقيقي، حيث يجف لون دم المسلمين قبل اللون الأخضر للدولار”.
حذر خليجي:
حفصة كانجوال، أستاذة أمريكية، متخصصة في شؤون كشمير، قالت إن دول الخليج ربما تكون أكثر حذراً من دعم قضية الإقليم، لارتباطه بحق الأهالي في تقرير مصيرهم.
أضافت كانجوال إلى ارتباط كشمير بحركات تنادي بالديمقراطية، وحقوق الناس، الأمر الذي تخشاه دول الخليج وتتخوف منه إلى جانب إسرائيل بشدة، حسب وصفها.
سلطات البحرين قامت قبل أيام، باعتقال متظاهرين أجانب، حاولوا دعم قضية كشمير، بعد صلاة عيد الأضحى.