2024-11-30 02:49 م

هل تحول الدم العربي الى نفط وقطران؟

2019-07-15
بقلم: منى صفوان
المال العربي لم يجلب للعرب العزة، والقوة، ولا حتى الاحترام ، فمالذي جناه العرب من النفط!

الم يكن الثراء النفطي خلال الثلاثة عقود الأخيرة سببا في زيادة الصراع ، والحروب ، وعاملا رئيسا لعدم استقرار المنطقة .

الم يثمر هذا المال المزيد من أدوات الاستعمار ، واكد حضور المستعمر والقواعد العسكرية ، بل وانفق بسفه على انشائها وتوسيعها، وتزاحمت الممالك النفطية على استضافه معسكرات الاحتلال.

ممالك النفط العربية هرمت في عز شبابها، ووجب الحجر السياسي عليها، لسوء تصرفها بثروات الشعوب، حيث عادت الثروة علينا فسادا واحتلالا.. بدلا من ان تكون سبب رخاء وعزة.

فبهذا المال تمت محاربة الانظمة والحركات العربية المقاومة التي رفضت الهيمنة الغربية، والتواجد الصهيوني، وتم التخلص من القادة والمفكرين وليس فقط الزعماء والسياسيين.

وبعد حقبة الاغتيالات وتصفية القضية والانظمة، عن بعد ، جاءت مرحلة الانكشاف والتوسع عن قرب، فمالذي استفاده العرب من الطفرة النفطية.

انتهى مفهوم السيادة، والكرامة ، والمصير العربي المشترك، واصبح التنافس على استضافه القواعد العسكرية المحتلة ، وهاهي قطر بفخر تعلن من واشنطن مرحلة جديدة للتوسع والخنوع العربي.

للاسف انه عار يوصم جميع العرب ، حتى ممن لا يشارك فيه او يعارضه ويقاومه، فأين ذهبت الانفة العربية التي حفلت بها كتب التاريخ، ونحن نسمع الفخر الأمريكي الذي يصم الآذان..اننا نوسع نفوذنا في ارضكم باموالكم فالحمد لله انه ليس بمالنا.

باموالكم نحتلكم، إنها عشرون عاما من الاحتلال المباشر، باموالكم ، ان أمريكا تحمد الله على السفه والحمق العربي.

لكن في الضفة الأخرى من الخليج ، يقبع الفارسي المتغطرس، الذي تنتظر منه أمريكا ان يرد فقط على اتصالها، وتتوسل ان يقبل بالجلوس معها لعقد اتفاق جديد.

ان الاتفاقات التي تبرم بين العرب وأمريكا خلال 3عقود هي صفقات اسلحة، واتفاقيات امنية، تشرعن وتسهل التواجد العسكري.

 بينما الاتفاق الوحيد الذي ابرم بين أمريكا وإيران ، كان لصالح ايران ، يوسع نشاطها الاقتصادي ، ويخفف الحظر عليها، بل ويدعم برنامجها النووي السلمي، ولا يفرض شروطه العسكرية، ولا يتجرأ ان يفكر ببناء قاعدة عسكرية.

فكيف يفكر العرب ، اين أضاعوا العزة العربية ، اين هي “الانفة” ، في اي بئر سقطت ، وفي اي صحراء تاهت

ان المال لا يصنع القوة، ولا الاحترام ، ولا ينقص العرب المال، بل قليل من الكرامة. وكان يمكنهم ان يصبحوا سادة العالم ، دون حماية أمريكية.

ماذا حدث لهم بعد اكتشاف النفط ، هل تبدلت دماؤهم لتصبح بنزينا، وتحول تاريخهم ليكون غازا مسالا، وأضحى تراثهم زفت وقطران..، ان ما فعلته قطر ، وقبلها السعودية والامارات جريمة سياسية بحق تاريخ المنطقة ومسقبلها، وجاز الحجر السياسي عليهم بأي شكل كان.

كاتبة يمنية