2024-11-26 10:28 م

«غزوة» جبل طارق البريطانية: شراكة عملية في حصار سوري

2019-07-06
احسين الامين
بلا لبس، وبكامل الأدوات والسبل المتاحة، أعلن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الحصار الكامل على سوريا. فبالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها واشنطن على دول العالم، ولا سيما الدول العربية، لمنع إعادة العلاقات مع سوريا، وإعاقة انخراطها في الدورة الاقتصادية والسياسية في المنطقة، قفز أمس إلى الحلبة لاعب آخر، هو بريطانيا، بإجراءات عملية مفاجئة تمثلت في توقيف واحتجاز ناقلة نفط إيرانية كانت متجهة نحو سوريا قبالة منطقة جبل طارق. إجراءات ترافقت مع تصريحات بريطانية رسمية عالية السقف، بدت بمثابة إعلان صريح عن انخراط لندن جدّياً وعملياً في حصار دمشق.

فصل آخر من فصول حصار سوريا، افتتحته في الساعات الأولى من صباح أمس البحرية الملكية البريطانية، بالتعاون مع سلطات جبل طارق التابعة للمملكة المتحدة، وبتوجيه من واشنطن بحسب وزير الخارجية الإسباني، حيث تم توقيف واحتجاز ناقلة نفط عملاقة تحمل كميات كبيرة من النفط الخام، أو من أحد مشتقاته، كانت متوجهة إلى مصفاة بانياس في السواحل السورية. الناقلة العملاقة، التي تحمل اسم «غريس 1»، كانت ترفع علم بنما، وهي مملوكة لشركة «Grace Tankers Ltd» التي تتخذ من سنغافورة مركزاً لها. وفي البداية، قيل إن الخبراء خلصوا إلى أن «غريس 1» تحمل النفط من إيران؛ لأنها لم تكن ترسل معلومات جغرافية أثناء وجودها في المياه الإيرانية (أسلوب يُعتمد في التخفي عن الرادارات)، ولكن في الساعات اللاحقة تم تأكيد الأمر، إذ استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، للاحتجاج على احتجاز حكومة جبل طارق التابعة لبريطانيا، «ناقلة نفط إيرانية»، بشكل غير قانوني.
وقد تم اعتراض الناقلة العملاقة، القادرة على شحن مليونَي برميل من النفط الخام، من قِبَل مفرزة من مشاة البحرية الملكية وشرطة جبل طارق، هبطت مجموعة منهم على الناقلة من طائرة مروحية، فيما صعد آخرون إليها من قارب سريع في الساعات الأولى من صباح الخميس. والآن، ترسو السفينة بالقرب من جبل طارق، الذي يعتبر إقليماً بريطانياً في الخارج على الطرف الجنوبي لإسبانيا التي لا تعترف به، ويطلّ على المضيق بين البحر الأبيض المتوسط