الانباء تحدثت عن وفد مصري مخابراتي سيصل قريبا الى غزة، ويعرج على رام الله، دون أن توضح هذه الانباء او تكشف عن الهدف والغاية من زيارة هذا الوفد، هل هو من أجل متابعة ملف التهدئة أو ملف المصالحة أو الاثنين معا.
مسؤول فلسطيني ذكر في تصريح له أن هناك تطور ايجابي في ملف المصالحة، معلنا عن نية وفد مصري زيارة كل من غزة ورام الله، ومسؤول آخر بشر بأن القاهرة ستواصل مساعيها لانهاء الانقسام، في مرحلة تتعرض فيه القضية الفلسطينية الى مخاطر تفرض استئناف الحوار.
هذا "التبشير" بقرب عودة حوارات المصالحة واستئنافها في القاهرة التي ترعى ملف انهاء الانقسام منذ سنوات، يأتي مع اقتراب موعد انعقاد ورشة المنامة، الشق الاقتصادي من صفقة العصر التصفوية، فهل هذه الامال "تسريبة" مصرية، أخذ بها المسؤولون الفلسطينيون للالهاء والاشغال والتغني بها الى حين الانتهاء من بحث ونقاش جدول أعمال الورشة.
لقد شهدت القاهرة حوارات وجلسات عديدة بين فتح وحماس وبين الفصائل مجتمعة، دون نتيجة تذكر رغم التحديات والتهديدات، التي لم تتوقف.. وجاءت ورشة المنامة، مفضوحة الاهداف والاغراض واللاعبين.. دون أن تدفع الحركتين الى التلاقي داخل الوطن أو خارجه، وتسريب استئناف الحوار لا يعني انه سيدار غدا في القاهرة، واذا ما حصل فسيكون بعد ارفضاض المجتمعين في العاصمة البحرينية، وسيكون كالحوارات التي سبقته، دون تصد جدي موحد للورشة ونتائجها، فالتسريب اشغال لا اكثر والقاهرة التي تعهدت يوما بالكشف عن الطرف المعرقل لانجاز ملف المصالحة لم تف بوعدها.
ويبدو أن العودة لملف المصالحة لعبة ياتت تتقنها حماس وفتح، فما دامت التحركات الامريكية والاسرائيلية، ودول في الاقليم التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لم تدفع الحركتين للتلاقي وانهاء الانقسام ومواجهة تلك التحركات بموقف واحد والعمل على افشالها، فكيف ستكون عليه الحوارات في مصر ــ هذا اذا تأكد استئناف الحوار ــ بعد "نجاح" ورشة المنامة، التي تحضرها قوى رئيسة في الاقليم، لم تعد مهتمة بالقضية الفلسطينية، بل تتسابق فيما بينها للحصول على حصص مالية على حساب هذه القضية، ولو كانت هذه الحصص وهمية.
وكما يرى الكثيرون من المحللين والمراقبين والمتابعين، اذا لم تتم المصالحة على أرض الوطن المهدد، فكيف ستنجز في عواصم غالبيتها ليس في صالح انهاء الانقسام!!