وبدأت تتوالى الموافقات بالحضور من جانب الدول العربية، التي "تمنعت" و "صمتت" عند الاعلان عن الورشة الاقتصادية وموعدها، وبعضها أعلنت انها ستلتزم بالموقف الفلسطيني من حيث المشاركة أو عدمها، واتضح أنها كاذبة لا وعود لها ولا عهود، فهناك من الدول العربية من تنساق خلف المطالب الأمريكية حتى لو كانت هذه المطالب ضدها، وتوقع على بياض دون معرفة الخلفيات التي تعمل عليها ومن أجلها الولايات المتحدة.
البيت الابيض في واشنطن ومع اقتراب موعد عقد الورشة كشفت عن أسماء دول عربية أمدت مشاركتها دون اعتراض أو ادراك للغايات والاهداف، ولكل منها ذرائعها وتبريراتها دون التطرق لفلسطين شعبنا وقضية، ودون اكتراث لما ستلحق به الورشة من أخطار وتأثيرات سلبية على الفلسطينيين وحقوقهم، فورشة البحرين هي الشق الاقتصادي الممهد للشق السياسي لصفقة العصر الامريكية الاسرائيلية التي تخدم اسرائيل ومخططاتها وتشطب قضايا الصراع الجوهرية.
قد يقول البعض أن أمريكا مارست ضعوطا كبيرة على هذه الدول ومنها مصر والاردن والكويت والمغرب وسلطنة عمان، مع أننا ندرك بأن أنظمة هذه الدول لم تعد قضية فلسطين على سلم أولوياتها واهتماماتها، ولا يعنيها أن تكون حقوق الفلسطينيين وضياعها ثمنا لمشاركتها.. أعلنت هذه الدول مشاركتها عبر الناطق باسم البيت الابيضث خوفا وأملا في ثمن مالي.. وكان أولى بها أن ترفض المشاركة من خلال القول، لا فائدة من المشاركة ما دام الجانب الفلسطيني أعلن رفضه لهذه الورشة.
هذه الانظمة خدعت شعوبها عندما كانت تعلن صباحا ومساء بانها لن تقبل الا ما يقبله الشعب الفلسطيني وترفض كل ما ترفضه، فكيف وافقت الدول المذكورة على المشاركة في ورشة رفضها كل الفلسطينيين عبر اختلاف توجهاتهم وتياراتهم.. ليس لهذه المشاركة الا تفسير واحد، وهو الخنوع لواشنطن والانجرار وراء المملكة الوهابية السعودية ونظامها المجرم ومشيخة الامارات وحكامها المتآمرين على قضايا وساحات شعوب الامة.
أنظمة هذه الدول انساقت وراء جريد كوشنير الصهيوني صهر الرئيس الامريكي داعمة لمبادرة هذا الصبي التي وضعت في مكتب بنيامين نتنياهو، ليستمعوال في المنامة اذلاء له.
ورشة المنامة، ايذان بحراك أمريكي اسرائيلي مرتد بدعم اسرائيلي وأمنها عبر تصفية القضية الفلسطينية ومحاصرة شعبها.. في ورشة المنامة التي ستشارك فيها اسرائيل سيعلن البدء بتطبيق علني للتطبيع مع اسرائيل.
ان الحديث عن السلام من جانب امريكا وأنظمة الردة كلام فارغ تضليلي، فواشنطن لا تريد احلال سلام حقيقي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي منحازة كل الانحياز للجانب الاسرائيلي، صفقة القرن واحدى محطاتها ورشة المنامة خدعة جديدة للالتفاف على القضية الفلسطينية وتصفيتها عبر العرب وضدهم والمشاركون فيها قطيع سيق بالخاطر وبالسيف لقبض ثمن على حساب حقوق شعب فلسطين.