كتب د. صالح الزيود - إعلان سماحة مفتي المملكة الاردنية ان يوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وبالتالي يكون يوم الاربعاء اول ايام عيد الفطر السعيد اثلج صدورنا بقراره الجريء والمستقل والصحيح على الاغلب.
لطالما كان تحري الهلال في كثير من الدول العربية والى عهد قريب عبارة عن مشهد تمثيلي او احتفال تقليدي ينتهي باعلان مستورد جاهز ومكتوب وموجه لغايات غير معنية بالمناسبة وفيه مجاملة (ان احسنا الظن) او تبعية لدول تعتبر نفسها وصية على الدين الاسلامي في كل العالم. ومن باب الترغيب او غير ذلك من الاسباب تلتزم الدول الاخرى بمضمون الاعلان المرسل او التوجه القائم لدى الاخرين.
لكننا اليوم وفي خضم تباين وجهات النظر والاهتمامات بل والمصالح في الدرجة الاولى نجد ان المعادلة قد تغيرت والتبعية العمياء توقفت وتم اللجوء الى تحكيم المنطق والرأي الاصوب،
ومع ان هناك قوى شد عكسي من الداخل والخارج لايروق لها النهج الجديد لأي قرار لا يتوافق مع رؤية الدول الراعية والمتبوعة.
لكن في المحصلة النتائج المتأتية من النهج الجديد لدى دائرة الافتاء ومجلس الافتاء في التعاطي مع آلية الرصد السنوية ، تصب في المصلحة العامة وبناء منظومة للثقة بين المؤسسات الدينية والمواطنين ووضع حد للمتصيدين بالماء العكر وكذلك للمشككين بكل قرار او رأي شرعي يصدر عن الهيئات والمؤسسات الدينية المختلفة.
لكن ما يقلق في هذا الصدد صوت مسموع ومؤثر لتيار جارف من الاشخاص الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام ليوم اضافي عما اعتادوا عليه، ويتخذوا من اي قرار او رأي موقف مسبق، ويطلقوا العنان للسخرية ان تنتشر وللالفاظ التي لا تليق بقداسة الشهر الفضيل ان تملأ وسائل التناحر الاجتماعي. وينبغي وضع حد لمثل هؤلاء حتى لايفسدوا علينا اي بادرة ايجابية ولو متاخرة .
سماحة المفتي لقد اثلجت صدورنا باستقلال قراركم ورجاحة موقفكم وعدم الالتفات لكل مغرض او ناعق بحديث يخرج عن الذوق العام. والاهم انك ومجلس الافتاء قد اسستم لنهج جديد .
