2024-11-30 02:28 م

على السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس أخذ زمام المبادرة

2019-05-29
بقلم: بسام ابو شريف
في العمل السياسي والنضالي لايوجد مستحيل ، ولذلك فان السلطة مطالبة بالانتفاض على نفسها ووضع المتكلسين جانبا والاقدام على مبادرات ثورية ، مبادرات تستمد قوتها من الحق الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وحقه بالاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والتمسك بالقانون الدولي والمبدأ العادل بحق العودة لكل أبناء البشر .

كتبنا كثيرا ، لكن يبدو أن كلامنا لايصل الى مسامع صانع القرار الرئيس ابو مازن ، وربما لأن من يلخصون له ماينشر ، لايريد من يحيط به أن يصل الى مسامعه أو أن يقرأه .

رغم ذلك سنخاطب ابو مازن – لأن خطابنا له يصل الى مسامع أبناء شعبنا ويقرأه الآلآف منهم ” حسب مايشير له احصاء الفيسبوك والوكالات والمواقع ” ، وعلى سبيل المثال وصل عدد من اطلعوا على آخر رسالةكتابية وجهناها للأخ ابو مازن 129 الفا .

ولندخل في صلب الموضوع : كيف نتصدى للمشروع الاميركي ؟

هنالك طرق مختلفة ، لكن أقصرها وأفعلها وأسرعها هو أن نحرم مشروع ترامب لشطب قضية فلسطين من تأييد حلفاء اميركا من الدول العربية .

وقد يقول قائل : لكن هذه الدول تؤيد مشروع ترامب فليكمن أن واجب السلطة يقتضي بأن تتصرف وتبادر بحجم قضية فلسطين ، وقوة الحق فيها وجرأةالمواجهة المباشرة وحتى اذا كانت دول عربية وقفت أنظمتها الى جانب مشروع كوشنرفان الوقت الى جانبنا لأن الحق وهيبة القضية وسلاح الحقيقة أقوى من هذا الموقف الذي يتأرجح نتيجة الضغط الاميركي والتسلل الاسرائيلي لهذه الدول .

كيف يبادر ابو مازن ؟

استنادا لما قاله في اجتماع وزراء الخارجية العرب ، ورفضه المشروع الاميركي والتفاوض مع اميركا على أساسه ورفضه لمؤتمر البحرين ” مؤتمر كوشنر ومشروع ترامب ” ، يطلق الرئيس ابو مازن مبادرة لتوقيع اتفاقيات ثنائية أو جماعية بين منظمة التحرير الفلسطينية وكل دولة من هذه الدول ، ومعها مجتمعة للتمسك بالمبادرة العربية وبحق الشعب الفلسطيني بالاستقلال واقامة دولته وان القدس عاصمتها ، وان حق العودة حق مبدئي لايمكن الغاؤه .

مثل هذه المبادرة التي يجب أن تتم فورا سوف ينتج عنها :-

1- اما موافقة وتوقيع الاتفاق ، وهذا سيقطع الطريق على كوشنر واسرائيل ومشروع ترامب .

2- أو عدم التجاوب ، وهذا سوف يكشف زيف ما أعلنه الملك سلمان وغيره من دعم حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته وأن القدس عاصمة لها وأن المبادرة العربية تستند للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بهذا الصدد .

وسوف تشد هذه المبادرة أجهزة الاعلام ، وتحاط بأكبر قدر من الاهتمام لأنها تأتي عشية انعقاد مؤتمر البحرين نقطة انطلاق التآمر ومحاولة تمريره وتضليل الرأي العام حول أهدافه .

ولاشك أن دولا خليجية ( سبق لها أن أعلنت تمسكها بأهداف المبادرة العربية ) ، سوف توقع هذا الاتفاق وسينتشر الأمر وتحذو حذو الكويت ( مثلا ) ، دولة عمان وقطر مما سيحرج الآخرين ، فهذه مبادرة تتراكم حسب انتاجها ككرة الثلج ، وسيسقط في يد كوشنر عندما ينهار الأساس الذي يستند له في انجاح وتمويل المشروع .

مثل هذه المبادرة سوف تضع السلطة والأخ ابو مازن في الموقع الأقوى بشكل عملي بدلا من أن يبقى الأقوى بشكل نظري ومبدئي .

والقاء نظرة على مبادرة ايران لعقد اتفاقيات حسن جوار وعدم اعتداء مع دول الخليج سوف تنجح رغم ضغط الولايات المتحدة ، وسوف تقطع الطريق على اجراءات بولتون ومحاولته هو ونتنياهو لجر واشنطن لحرب يرغب فيها مستشارو ترامب لكن يرفضها ترامب كما يظهر في أقواله ، فبدلا من التصادم مباشرة مع ترامب وكوشنر ومشروعهما يأتي الاتفاق مع هذه الدولحول دعم الحق الفلسطيني خطوة رادعة لواشنطن وتل ابيب .

هذه المبادرة تطرح هنا كعنوان أو لقطع الطريقعلى مشروع واشنطن ، فهو مشروع تصفوي دموي خطير ، وحلفاء واشنطن من الدول العربية يعلمون ذلك ويخشون من تبعاته .

وستكون مبادرة ابو مازن طوق نجاة من الضغط الاميركي ومن الرعب السائد حول تبعات المشروع ان وافقت عليه هذه الدول وهي التي صاغت واطلقت المبادرة العربية .

هل يقرأ الرئيس ابو مازن آراءأبناء الشعب واقتراحاتهم أم يحيط نفسه بمجموعة من الذين ” رتبوا أمورهم ” ، ولايريدون لأحد أن ينهض ليواجه المؤامرة ؟

رأي اليوم