2024-11-25 11:58 م

العمودان المتساندان السعودية واسرائيل.. ولا اصطدام مع النظام التركي

2019-05-11
القدس/المنـار/ رغم كل الاهانات التي يتعرض لها الرئيس التركي رجب أردوغان من أمريكا ودول الاتحاد الاوروبي، الرافضة ادخال تركيا الى هذا الاتحاد، ورغم ما يقدمه من خدمات للمحور المعادي للامتين العربية والاسلامية، الا أن الرئيس التركي يواصل تآمره على الشعب السوري، وقضايا الأمة ويتسلل للعبث في أكثر من ساحة، وهو الذي فتح حدوده أمام مئات الالاف من الارهابيين الى داخل الاراضي السورية والعراقية، انها لعبة العمودان المتساندان، حسب وصف دراسات بحثية تتناول دور أردوغان في المنطقة، والقيود التي تتحكم في سياساته، ولا يستطيع التملص منها، وتبقيه في خدمة الصهيونية والامبريالية.
في العام 1969 طرح الرئيس الامريكي نيكسون ومساعدوه نظرية "العمودان المتساعدان"، انذاك أن تكون ايران في عهد الشاه شرطي الخليج والسعودية الممول المالي، وبدأت عمليات تخريب المنطقة ودفعها باتجاه الدمار، ومع سقوط الشاه انهار العمودان، ليتشكل ويقام عمودان آخران متساندان، هما اسرائيل شرطي المنطقة والسعودية الممول المالي، وهذا ما يجري تطبيقه الان، ويدفع بالمنطقة الى الدمار وسياسات اسرائيل والسعودية الارهابية والعدوانية واضحة في هذا المجال، وهناك دراسات تؤكد بأن التطبيع السعودي مع اسرائيل أخطر من زيارة انور السادات الى اسرائيل، فالتطبيع بينهما ساخن، لبناء شرق أوسط جديد باستخدام كل اساليب الشر والعدوانية من حروب ارهابية، وتمويل سيناريوهات تخدم مصالحهما وتوجهاتهما الحاقدة التدميرية، خاصة ضد ايران والذهاب الى الفوضى.
الرئيس التركي أردوغان يقوم بما يقوم به ولي العهد الوهابي بن سلمان، فهو مثله عامل تدمير وخراب في المنطقة، فالفريق بين ابن سلمان وأردوغان كالفرق بين ابليس والشيطان، يلعب لعبة خطيرة في العراق وسوريا وقطاع غزة وساحات اخرى، تحت مسميات عدة، الا ان الرئيس التركي لا يستطيع التخلص من شيئين، فهو عضو في حلف الناتو، وعلاقاته مع اسرائيل استراتيجية لا فكاك عنها.
والمشروع التركي في المنطقة يستند الى عاملين: أن لا يصطدم المشروع السعودي الاسرائيلي الاماراتي، بل التلاقي معه، فهو مشروع فوضى وتدمير، ووجود دونالد ترامب على رأس الادارة الامريكية يدعم هذا المشروع، حتى وان سقط، فالمشروع العدواني لن يتهاوى أيا كان لون الادارة الامريكية الحاكمة، انها الدولة العميقة.