2024-11-27 08:33 ص

تحت التهديد الامريكي: حصار أردني مصري على سوريا؟!

2019-05-08
القدس/المنـار/ تفرض الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا شرسا على الشعب السوري، في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات اقتصادية على الشعب الايراني، وهو حصار اتخذته واشنطن بعد فشلها وحلفاؤها في الميدان العسكري، حيث منيت العصابات الارهابية بخسائر فادحة وهزائم متلاحقة على أيدي الجيش السوري.
هذا الاسلوب الأمريكي ضد الشعوب وقضاياها واضح في اكثر من ساحة، وليس مفاجئا لهذه الشعوب، لكن، المستغرب أن تتساوق دول كمصر والاردن مع الخطوة الامريكية العدوانية، ضد الدولة السورية فهما تحت الضغط الامريكي تشاركان في الحصار على شعب سوريا، فالقاهرة ترفض وتمنع مرور شاحنات النفط عبر قناة السويس في طريقها الى الاراضي السورية، والاردن قرر حظر رخص الاستيراد والتصدير من سوريا، وأعادت شاحنات محملة بالبضائع في طريقها الى العراق، بعضها محمل بالورود للمشاركة في معرض للزهور في بغداد، ومصفاة النفط الاردنية حظرت أيضا تراخيص شراء نفط عبر السوق المحلية لصالح سوريا تحت ذرائع الضرائب، غير أن الحقيقة تفند ذلك، وتؤكد تساوق الاردن مع الحصار الامريكي، فسفارة واشنطن في عمان منعت وعلانية التجار الاردنيين من التعامل مع الاسواق السورية في مجال المنتوجات الاستراتيجية كالنفط والمحروقات، الى درجة أن الملحق التجاري في السفارة الامريكية وكأنه الحاكم بأمره في الاردن هدد بوضع التجار الاردنيين على القوائم السوداء في أمريكا في حال الاصرار على التوريد والاستيراد الى سوريا ومنها.
ورغم تكبد الاردن خسائر كبيرة جراء قطع العلاقة التجارية مع سوريا وتعرض المملكة للابتزاز من جانب السعودية ودول خليجية، الا أن عمان استجابت للتهديد الامريكي، مما أثار استغراب ودهشة واستنكار الشارع الاردني، فهذا الموقف من جانب مصر والاردن، هو مشاركة فعلية في الحرب الارهابية ضد الشعب السوري والمستمرة منذ سنوات.
ويتساءل المراقبون اذا كانت القاهرة وعمان قد استجابتا للضغط الامريكي ودخلتا لعبة الحصار الامريكية ضد سوريا، فكيف لهما أن تعارضا صفقة القرن التي ستطرحها واشنطن في شهر حزيران القادم.
مصر، تفتح قناة السويس لكل سفن وبواخر وناقلات دول العالم حتى المعادية للامة العربية، وتغلقها في وجه شحنات النفط المتوجهة الى سوريا، فهل هذا هو الحصر الذي تدعيه الدول المتساوقة مع امريكا على الشعب السوري الذي يعاني وضعا اقتصاديا صعبا للغاية، جراء الحرب الارهابية الكونية التي يتعرض لها منذ سنوات؟
واستنادا الى العديد من المراقبين فان حصار القاهرة وعمان لدمشق لن يخدم مصالحهما ولا اقتصادهما وتفقدهما ثقة شعبيهما، وكان الاجدر بهاتين الدولتين العربيتين الوقوف الى جانب الشعب السوري، لا محاصرته ارضاء لأمريكا، وهما لم تتحركا يوما لمساندة هذا الشعب في تصديه ومحاربته للارهاب الذي يهدد شعبي مصر والاردن.