قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن قطع زعماء الاحتجاج في السودان العلاقات مع المجلس العسكري الانتقالي، يضعهم في مسار تصادمي مع الجيش.
وأضافت الصحيفة :أن جمعية المهنيين السودانيين، التي قادت أربعة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، تشير إلى إنها لم تعد تعترف بالمجلس العسكري، وهذا المأزق يعيد المتظاهرين إلى مسار تصادمي مع الجيش.
وتوصل الجانبان إلى هدنة مضطربة بعد الإطاحة بالبشير منذ 10 أيام، حيث قال المجلس العسكري إنه سيوفر المجال للمدنيين في حكومة انتقالية حتى يمكن إجراء انتخابات ديمقراطية في البلد الواقع شمال إفريقيا، ويبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة.
ومع ذلك، يريد الكثيرون في المعارضة نقل السلطة فوراً إلى المدنيين، وقالت سارة عبد الجليل، المتحدثة باسم جمعية المهنيين السودانيين:" كلماتنا واضحة.. نحن لا ندعو إلى حكومة موازية.. نحن ندعو لتسليم السلطة".
وجاء المأزق بعد انهيار المحادثات بين المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوى الحرية والتغيير، وهو تحالف واسع النطاق من المعارضة، وقبل انهيار المحادثات، كان من المتوقع أن يعلن التحالف أعضاء في مجلس مدني، لكن يبدو أنه تم تأجيله.
واستولى المجلس العسكري في انقلاب بعد أشهر من الاحتجاجات دفعت للإطاحة بالبشير، وبدأ المحتجون هذا الشهر اعتصامًا جماعيًا أمام مقر القيادة العسكرية، مما أوصل الأزمة إلى ذروتها، وأجبر الجيش على الاختيار بين الوقوف إلى جانب المتظاهرين أو إطلاق النار عليهم.
إبراهيم طه أيوب، وزير الخارجية السابق ، قال :إن المجلس العسكري لا يمكنه ببساطة تجاهل مطالب المدنيين.. وعليهم أن يدركوا أن الجماهير في وضع قوي.. إما أن تقتل الناس أو تستسلم لما يطلبونه".
وقال عبد المجيد ، اختصاصي القلب الذي يحتج خارج أبواب المقر العسكري ليلة الأحد:" نريد منهم تسليم السلطة للمدنيين.. يعتقد شعب السودان أن الجنرال البرهان جزء من حزب المؤتمر الوطني".
وفي الوقت نفسه، تعهدت السعودية والإمارات بتقديم 3 مليارات دولار كمساعدات للسودان، مما منح المجلس العسكري شريان حياة مالي، ويعتقد أن كلا البلدين يدعمان الجنرال البرهان.
ودعا الاتحاد الأفريقي المجلس العسكري إلى تسليم السلطة لحكومة المدنية بحلول نهاية أبريل أو مواجهة تعليق عضوية السودان من المنظمة، ومع ذلك، هناك ضغط من بعض دول الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك مصر وأوغندا، لتمديد الموعد النهائي لمدة ثلاثة أشهر.
وقبل انهيار العلاقات، قدم المجلس العسكري العديد من التنازلات لمعارضة السودان، بما في ذلك ما قاله إنه نقل البشير إلى سجن كوبر الأقصى في الخرطوم.