ماجدة أبو طير
تواجه الدول الأوروبية جدلاً واسعاً حول عودة مقاتلي تنظيم «داعش»، فالمصير المجهول هو الوجهة الأبرز إلى هذه اللحظة، رغم مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تبذل الدول الأوروبية المزيد من الجهد لاستعادة المقاتلين، وإلا سيكون البديل إطلاق سراحهم.
وفي المقابل أكدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أنها لن تفرج عن مقاتلي تنظيم داعش الأجانب المحتجزين لديها في شمال شرق سوريا، مضيفة أن على الدول الأوروبية تحمل مسؤوليتهم.
قلق
الخبير في الجماعات المتشددة، حسن أبوهنية يؤكد أن معضلة المقاتلين الأجانب الأوروبيين المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية قائمة إلى هذه اللحظة. وهنالك آراء أوروبية رافضة لاستقبالهم ومحاكمتهم رغم مطالبات الولايات المتحدة بذلك. الدول الأوروبية مواقفها متفاوتة والأكثر شدة في هذا الملف هي بريطانيا التي نزعت مؤخراً الجنسية عن امرأة التحقت بتنظيم «داعش»، ولا يوجد أي مؤشر لعودتهم إلى بلادهم.
يضيف: كذلك الأمر بالنسبة لألمانيا وبلجيكا في حين أبدت فرنسا نوعاً من الاستعداد، ولكن لا يوجد عمل حقيقي على أرض الواقع. من الواضح أنه لا يوجد حل واضح بشأنهم ومصيرهم مجهول. وكان هنالك مجموعة من الاقتراحات لعلاج هذا الملف وهي غير مقبولة من أهمها محاكمتهم في العراق، أو نقلهم إلى فيتنام، وهذه أطروحات غير ممكنة.
ورقة ضغط
ومن جهته يشير الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة إلى أن هؤلاء المقاتلين يشكلون ورقة ضغط كبيرة على الأوروبيين أولاً، وثانياً الولايات المتحدة صرحت بشكل مباشر بضرورة تحرك الأوروبيين بهذا الاتجاه، وبالتالي هنالك عامل ضغط.
يواصل: نحن أمام مرحلة «توظيف» هذه الورقة سياسياً، فالأكراد سيستخدمونها لتثبيت موقفهم والحصول على دعم من قبل الأوروبيين، والأمريكيون سيستغلونها للضغط على الأوروبيين والحصول على مواقف في ملفات أخرى أبرزها الملف الإيراني. مصير المقاتلين سيخضع لفكرة التوازنات والتوظيف. ولن يكون هنالك حل سريع لهذه الإشكالية، فالدول الأوروبية تحاول أن تتجنب الخوض في هذا السيناريو المقلق بالنسبة لها، ويشكل عبئاً كبيراً.
وكشفت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب أردوغان قد عرض على الرئيس الأمريكي تولي أنقرة مسؤولية نقل 800 مقاتل إلى مناطق درع الفرات، وتولي تركيا مسؤوليتهم بشكل كامل، يعلق الخبير الأمني د. بشير دعجة أن الولايات المتحدة ستضغط على الأوروبيين من أجل استقبال المقاتلين ومحاكمتهم بحسب أنظمتهم، ولكن الأوروبيين الرافضين إلى هذه اللحظة سيوظفون هذا الملف من خلال الحصول على مكتسبات وميزات جديدة، ففي النهاية سيتم احتواؤهم من خلال بلدانهم.
يضيف: كما شهدنا فإن تركيا أيضاً تحاول الاستفادة من هذه الإشكالية، فتركيا منذ سنوات ولديها علاقات مع «داعش»، وتحاول جاهدة من منطلق ضرورة الانسحاب الأمريكي من سوريا أن تقدم حلولها الخاصة.
البيان الاماراتية