ان العداء للشرعية ومحاربتها من جانب الحركة يثبت بجلاء ووضوح عدم رغبة حماس في انجاز المصالحة، وان انخراطها في حواراتها هو ذر للرماد في العيون.. موقف معيب كشفته تلك المسيرات الرعناء التي أطلقتها في غزة تمويلا وحراسة، في توقيت مدروس ولأغراض مرسومة، تساوقا مع انطلاق قطار صفقة القرن الأمريكية الاسرائيلية وممهدة لأدوار أنظمة الردة في الاقليم.
هذا الموقف المرفوض لحركة حماس وتطاولها على منظمة التحرير والطعن في شرعيتها، ضربة مؤلمة أخرى بعد الانقسام البغيض توجهها ضد الساحة الفلسطينية وشعبها، موقف يعري مشبوهة معادية لثوابت وتطلعات وآمال فلسطين، وتخدم المخططات والمصالح الأمريكية الاسرائيلية والرجعية العربية الداعمة للارهاب في المنطقة، وتمنح اسرائيل فرص مواصلة احتلالها للأرض الفلسطينية.
ما أقدمت عليه حماس في غزة، هو تجذير للانقسام ويفرزها خارج اطار الصف الوطني، اداة لتمرير حلول مشبوهة لقضية عادلة، والحركة ترى في ذلك، فرصة للتقارب مع اسرائيل في صفقات التهدئة والهدنة.
هذا الموقف المريب من جانب حركة حماس في عدائها لمنظمة التحرير والمطالبة باقصاء رأس الشرعية يعطي الدليل الدامغ على حقيقة الدور الذي تضطلع به الحركة وعدم صدقيتها، وانطلاقها من تربة بعيدة عن البستان الفلسطيني، ومشروعها لا يخدم تطلعات شعب فلسطين ولا يعبر عنها، وبأنها مجرد أداة في يد جماعة الاخوان المختصة من جانب أنظمة مرتدة داعمة للارهاب متآمرة على الحق الفلسطيني.
وما نتمناه أن تعود الحركة الى رشدها، وأن تعتذر عما ترتكبه بحق شعبنا، نظر اليها جزءا من هذا الشعب، وما عدا ذلك، تكون قد وضعت نفسها في خندق معاد لحقوق الفلسطينيين ومسيرتهم، وممثلهم الشرعي والوحيد الذي انتزع اعتراف العالم به.
للتذكير فقط: عشية ذهاب الرئيس محمود عباس الى نيويورك لترؤس لجنة الـ 77 أرسلت قيادة حركة حماس بيانا الى الأمين العام للامم المتحدة تشكك في شرعية القيادة الفلسطينية. وعشية مؤتمر شرم الشيخ، حركت حماس المسيرات المدفوعة ضد القيادة الشرعية. الهدف بات واضحا.....