في غزة المحاصرة اسرائيليا وحمساويا، وفي خطوة (استهبالية) تبعث على السخرية والاستهزاء، وتكشف حجم المأزق الذي تعيشه حركة حماس، وتفضح أهدافها وأطماعها في التحكم والسيطرة والعداء للشرعية، وانحرافها عن البوصلة.
في غزة هاشم تداعى نفر من قيادة الحركة الى الاجتماع منصبين أنفسهم ممثلين لشعب فلسطين واتخذوا "قرارا" بـ "نزع الاهلية السياسية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
المجتمعون هؤلاء، لا يمتلكون أدنى سلطة للتحدث باسم الفلسطينيين، يعيشون الحلم والوهم، مصابون بـ "الصم" لم يسمعوا بعد أن المجلس التشريعي قد انحل بقرار من المحكمة الدستورية، التي وافقوا يوما في جلسة للمجلس على تشكيلها ثم انقلبوا عليها، ونسوا ايضا أنهم خاضوا الانتحابات التشريعية تحت الالتزام بنهج وسياسة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ثم تمردوا على ذلك!!
هذا القرار الذي اتخذته حماس ينم عن حقد واشغال وعبث وحب السيطرة، بغير وجه حق، هؤلاء متخذو القرار الخائب المضحك يؤكد فقدانهم لاهليتهم الاخلاقية والوطنية، والا لما أقدموا على اتخاذه، فخطوتهم لا تتوافق مع القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية ويبدو أنهم وضعوا أنفسهم "ظل الله في الأرض".. كما يدعون ويروجون، في ادبياتهم ومجالسهم وداخل جلسات غسل الادمغة، لكن، من يتعلق بـ "حبال الهواء" مصيره السقوط المدوي.
ما تقوم به حركة حماس وتحديدا في الفترة الاخيرة، يؤكد أن الحركة تعمل في خدمة أجندات خارجية، وتتعمد الهروب من تحقيق انجاز المصالحة، وغير مكترثة بتعزيز الوحدة الوطنية، فلديها مشروعها الخاص الرافض للمشروع الوطني الفلسطيني، مدعومة من مرتدين وأعداء ووكلاء لواشنطن وتل أبيب، وان عداء حماس للشرعية يفرض على القيادة الفلسطينية اتخاذ كل ما تستطيعه من خطوات وقرارات للجم هذا التهور والتغول حماية لثوابت الشعب وأهدافه، بعد أن تخندقت الحركة مع الطرف الساعي لتصفية القضية الفلسطينية، وافتضاح هدفها المتمثل في التحكم والسيطرة ولا غير ذلك.
بدهي، أن للحكم رأس واحد فقط، وقد تأخرت القيادة الشرعية كثيرا في حسم الموقف، مما ساعد في تمادي حماس التي تتحمل مسؤولية انشغال الشعب بمسألة الانقسام الذي تسببت به عبر انقلابها الاسود في قطاع غزة، حركة يتوهم قادتها أنهم رسل الله عز وجل، ومن يخالفهم الرأي فهو كافر، ووصل بهم الارتداد حد قدرتهم على احياء العظام وهي رميم.. هكذا تتعامل الحركة مع قضية التشريعي المنحل.
لقد غاب عن اذهان قيادات حماس ان شرعية الرئيس محمود عباس لا يستمدها من الخارجين على الصف الوطني، فهو الرئيس ورئيس منظمة التحرير، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تخشى حماس خوض الانتخابات؟!