2024-11-27 07:35 م

هل نجحت حماس في التسلل الى هيئات السلطة ومؤسساتها؟!

2018-12-28
القدس/المنـار/ لحركة حماس مشروعها الذي يتعارض مع مشروع منظمة التحرير، وهي عندما تبحث عن تهدئة في قطاع غزة، قد تتحول الى هدنة دائمة، فانها ترى في ذلك فرصة للتحرك داخل ساحة الضفة الغربية، وبالتالي، هي لن تتوقف عن السعي من أجل السيطرة على الضفة، وترسيخ اقدامها هناك، باسناد من قوى تحتضنها موزعة في الاقليم، تصب في النهاية في خدمة الحل الذي تبتغيه وتروج له اسرائيل، لصراع يمتد منذ عقود طويلة.
ويكفي أن نعود الى ما قاله رئيس المكتب السياسي للحركة في الذكرى الـ 31 لتأسيس حماس في السادس عشر من الشهر الجاري، يقول اسماعيل هنية: "نحن مستبشرون بالضفة، فهي الساحة الأهم للاحداث والساحة الأعمق لحسم الصراع مع العدو الصهيوني". قد يكون كلام هنية يدخل في اطار الشعارات السياسية الحماسية، لكن، المعطيات الأخيرة تشير الى أن الضفة الغربية هي أخطر الجبهات التي يمكن أن تفتح مع اسرائيل.
ما شهدته رام الله وما حولها مؤخرا يؤكد عمق التباعد بين مشروعي حماس ومنظمة التحرير، وأن حركة حماس معنية بقوة بضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وهي لم تتوقف عن محاولاتها لتحقيق ذلك، وبالتالي، لجأت الى تحريك خلاياها في الضفة الغربية، للوصول الى عدة أهداف، على رأسها احراج القيادة الفلسطينية، وان امكن اسقاطها.
هذا التوجه من جانب حماس لا يقتصر على تحريك الخلايا المسلحة في الضفة الغربية، بل سعت الى التسلل داخل الوزارات والهيئات التابعة للسلطة الفلسطينية، ونجحت في بعضها، بالتعاون مع تيارات عقدت معها تفاهمات خلطا للأوراق وتشويشا على قيادة السلطة في استهداف واضح.. هذا التسلل المتنامي داخل المؤسسات الحكومية، لم تفطن اليه السلطة وأجهزتها، لذلك، قد نجد يوما، أن حماس والجهات المتحالفة معها، وتجمعها واياها مصلحة تتمثل في اقصاء القيادة وقد تغلغلت وسيطرت على هيئات ومؤسسات الدولة، في وقت تتصاعد فيه حدة الصراعات بين أجنحة السلطة، وتعمق الاختراق الخارجي، في بعضها. الأجهزة التابعة للسلطة وهيئات الرقابة والتفتيش غاب عن أذهانها عملية التسلل وخطورتها، والتي اذا ما تواصلت ستدفع بالمؤسسات الى الانهيار، فالتغلغل الذي نجحت الحركة في تحقيقه يتعمق ويتسع وينتشر، ومن يدري في ظل الانشغال والاهمال، أن تصحوا السلطة يوما لتجد نفسها خارج السيطرة على مؤسساتها وهيئاتها، ما دامت أصمت آذانها عما يجري داخلها، وغابت عنها منشغلة بمسائل غالبيتها هامشية، دون الالتفات الى التحذيرات الصادرة عن البعض، وما يتسبب به المال السياسي، أداة الانظمة المرتدة الحاضنة للجهات المتربصة بالقيادة ومشروعها الوطني الذي بات في دائرة الخطر الجدي.
لقد نجحت حماس في التسلل الى هيئات السلطة، مستخدمة وسائل مدروسة، حققت لها ذلك، من التضليل والتعمية وجذب الأنصار، لتتربع على مواقع هامة ومفصلية وحساسة أيضا.