طرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جون لوتون إستراتيجية إدارة ترامب الجديدة تجاه أفريقيا، مهددا بإنهاء الدعم الأمريكي لبعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في القارة السمراء.
وقال بولتون إن الإستراتيجية الجديدة، التي وافق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستنفذ "على الفور".
-- تعزيز الأعمال
ولدى شرحه مضمون الإستراتيجية في خطاب ألقاه في مؤسسة هيريتيج، وهي مؤسسة أبحاث، أشار بولتون إلى أن واشنطن تسعى لتوسيع العلاقات التجارية مع الدول الأفريقية في مختلف أنحاء المنطقة، ومكافحة الإرهاب، وضمان استخدام المساعدات الأمريكية "بكفاءة وفعالية".
وذكر في تصريحات معدة سلفا بأن الأولوية الأمريكية رقم 1 ستكون تنمية علاقاتها الاقتصادية مع المنطقة لتسهيل العلاقات التجارية الأمريكية الأفريقية وحماية مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وأثناء الإعلان عن مبادرة تسمى "أفريقيا تزدهر"، حث بولتون الدول الأفريقية على اختيار "مشروعات استثمار أجنبي ذات جودة عالية وشفافة وشاملة ومستدامة، بما في ذلك تلك من الولايات المتحدة".
ومع ذلك، فقد ذكر أن المبادرة قد تحتاج إلى "سلطة تشريعية إضافية"، لكنه تغاضى عن تحديد تفاصيل مثل عملية اتخاذها للقرارات والبلدان المستهدفة.
ولفت إلى أنه يتوقع أن تتكشف تفاصيل المبادرة بعد أول زيارة خارجية لترامب في عام 2019.
-- إنهاء "المساعدة العشوائية"
وأفاد بولتون أن واشنطن، خلال تنفيذ الإستراتيجية، سوف "تعيد تقييم" المساعدات الخارجية الأمريكية للمنطقة وحول العالم، وذلك بغية ضمان أن تؤدي المساعدات إلى النتائج المرجوة بالنسبة للشعب الأمريكي.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لن تقدم بعد الآن مساعدات عشوائية عبر القارة بأكملها"، مضيفا أنه "يجب على دول تصوت مرارا ضد الدول الأمريكية في المحافل الدولية، أو تتخذ إجراءات مضادة للمصالح الأمريكية، ألا تتلقى مساعدات خارجية أمريكية سخية".
وأضاف "أننا سوف نتأكد من أن كل المساعدات للمنطقة -- سواء المخصصة للاحتياجات الأمنية أو الإنسانية أو التنموية -- تعزز المصالح الأمريكية".
كما قال بولتون، وهو منتقد معروف على نطاق واسع للمؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، إن واشنطن ستسعى إلى "تبسيط أو إعادة تشكيل أو إنهاء" بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ما لم "تجلب السلام الدائم".
وأوضح بولتون أن واشنطن ستعيد تقييم دعمها لبعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بدلا من إعطاء الشرعية لبعثات تعطي دفعات كبيرة لبلدان غير مؤهلة، مبينا أن مراجعة الولايات المتحدة لمعوناتها الخارجية قريبة جدا من الانتهاء.
ولفت إلى أن الوقت قد حان لتتولى الحكومات الأفريقية زمام القيادة بأنفسها في عمليات حفظ السلام.
-- أمريكا أولا
وتحدث بولتون، خلال خطابه، بنبرة عدائية وتنافسية ضد دول مثل روسيا والصين.
ولدى وصفه التعاون التجاري للدولتين مع الدول الأفريقية بـ "الممارسات المفترسة"، أكد بولتون أنها "تعيق النمو الاقتصادي في أفريقيا؛ وتهدد الاستقلال المالي للدول الأفريقية؛ وتمنع فرص الاستثمار الأمريكي؛ وتتداخل مع عمليات عسكرية أمريكية؛ وتشكل تهديدا كبيرا لمصالح الأمن القومي الأمريكي".
وبعد الخطاب، الذي عزف على وتر "أمريكا أولا" عاليا، وهو شعار تتغنى به إدارة ترامب، نشر بولتون تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) ذكر فيها بأن الإستراتيجية تعكس "المبادئ الأساسية" لعقيدة سياسة ترامب الخارجية.
وكان مشرعون أمريكيون نسبوا ذات مرة لترامب وصفه دول أفريقية بأنها "أوكار قذرة" عند مناقشة قضايا الهجرة.
لكن بولتون دافع عن ترامب بالقول إن "تاريخ معاملاته" يجب أن يكون علامة جيدة لأفريقيا.
ونشر بول ماكليري، وهو محلل، تغريدة على (تويتر) بعد الخطاب، قال فيها إن "بولتون يصدر تهديدا مباشرا ضد الدول الأفريقية التي لا تلتزم بأهداف السياسة الأمريكية".
فيما ذكر جوليان هاتيم، وهو مراقب آخر مختص بالشؤون الأفريقية، "مما أستطيع قوله، تبدو إستراتيجية ترامب (بولتون: كما جاء بالنص) لأفريقيا وكأنها متأخرة 10 سنوات وخطابية تماما/اعتراف ضمني بمقولة 'أوه تبا! الصين وروسيا تتفوقان علينا' ".