ثالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إن الولايات المتحدة اتهمت الصين وروسيا باتباع سياسات مُسيئة لاستغلال أفريقيا، الجزء الذي همشّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكثيرًا ما سخر منه وأهانه.
ذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، الجمعة، إن مستشار الأمن القومي جون بولتون قال، في كلمة ألقاها في مؤسسة هريتدغ للأبحاث أمس الخميس، إن الصين تستدرج الحكومات الأفريقية إلى مشاريع بنية تحتية باهظة الثمن.
وقال بولتون إن روسيا تسعى إلى توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي، وتغض النظر عن القوانين الدولية. كما أتهم المسؤول الأمريكي موسكو بتدمير الأراضي الأفريقية بحثًا عن مصادر طبيعية، ولتبادل الأسلحة والطاقة مع الأفارقة من أجل مصالحها الشخصية.
كمثال على ذلك، أشار بولتون إلى زامبيا التي تدين لبكين بحوالي 10 مليارات دولار وستضطر إلى التنازل عن شركتها الوطنية للطاقة لتسديد الدين، وجيبوتي التي قالت إن الصين أنشأت قاعدة عسكرية بالقرب من معسكر ليمونير التابع للولايات المتحدة.
لفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يخوض حربًا تجارية مع ترامب، كان قد أعلن عن تنفيذ خطة ضخمة تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، والتي تهدف إلى تأسيس مشروع يربط الصين عبر البحر بآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
كانت المبادرة، حسب بولتون، جزء من خطة الصين لتعزيز قوتها العالمية.
في الوقت نفسه أدان بولتون، حسبما نقلت الصحيفة، الإدارة الأمريكية السابقة لإنفاقها مليارات الدورلات على أفريقيا دون طائل.
ورغم انتقاداته لروسيا والصين، أكد بولتون أن الولايات المتحدة يجب أن تضع مصلحتها أولاً عندما يتعلق الأمر بأفريقيا أو غيرها.
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة خفضت عدد مساعديها الذين ترسلهم إلى أفريقيا وبعض أجزاء العالم، كما أنها تُهدد بإيقاف الدعم عن قوات حفظ السلام، والتي يتواجد أغلبها في أفريقيا، ومع ذلك يُصر بولتون على أن رخاء القارة السمراء وأمنها على قائمة أولويات الولايات المتحدة، خاصة تلك الدول التاني من الإرهاب والفقر المُدقع.
كذلك أوضح بولتون أن الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بأفريقيا ستعزز مسألة الاعتماد على الذات والتجارة المتبادلة، وستحول الأموال إلى صفقات ثنائية، مُشددًا على ضرورة اتباع استراتيجية شاملة للتخلص من تنظيمي داعش والقاعدة، وغيره من المليشيات الإرهابية المسلحة التي تتواجد في أفريقيا، وتجند أفارقة للعمل لصالحها.
تقول لوس أنجلوس تايمز إن أفريقيا نادرًا ما تجذب انتباه الإدارة الأمريكية.
وكانت ميلانيا ترامب، سيدة أمريكا الأولى، قد قامت بزيارة بمفردها لأفريقيا إلا أن الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته لم يتوجهان إلى هناك أبدًا.
وكان من المفترض أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي السابق ريك تيلرسون إلى القارة السمراء، لزيارة عدة دول قبل أن يفصله ترامب من عمله.
سبق أن أدلى ترامب بتصريحات أثارت جدلاً واسعًا، إذ قال إن المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة يأتون من “مستنقع قذارة“.