القدس/المنـار/ أين جثة جمال خاشقجي؟! سؤال يطرح في لقاءات المسؤولين من بلدان عديدة.. ويتصدر عناوين الصحف الغربية ـ وليس العربية لأسباب عدة ـ سؤال يتردد صداه في شوارع ساحات دولية في الاقليم!!
في تركيا حيث قتل الكاتب السعودي في قنصلية بلاده باسطنبول، التسريبات المتباينة تتواصل وعبر وسائل اعلام محسوبة على النظام، واردوغان الرئيس التركي من حين الى اخر وبعد أكثر من شهر على قتل خاشقجي، يثور غضبا متهما القيادة السعودية بعرقلة التحقيقات، دون أن يقترب من السؤال الملح من أمر بقتل خاشقجي؟! هو يعلم من أصدر الأمر، برأ العاهل العاجز في الرياض، لكنه لم يبرىء نجله، دون أن يتهمه صراحة وموقف اردوغان في نشر كافة تفاصيل الحادث الاجرامي الذي وقع على أرض بلده موقف متردد، ولذلك، عدة تفسيرات أهمها، انه ينتظر أثمانا لم يحصل عليها حتى الان، وربما واشنطن لم تف بعد بوعودها له فالرئيس الامريكي، الذي يتربع على صناديق مال النفط السعودي معني بحماية ابن سلمان صديق صهره كوشنير، والمماطلة في دفع الاثمان هي التي تثير غضب اردوغان، الذي يدرك عداء النظام الوهابي السعودي لنظام حكمه، لكنه، لا يريد اغضاب سيده في حلف الناتو دونالد ترامب.. ويأمل باثمان مالية سياسية، ودعم مواقف من قضايا وملفات في الاقليم، ويخشى قلب الطاولة على محمد بن سلمان هذا الدب الداشر الذي يريد التفوق على هتلر دموية ووحشية، وتبوأ قيادة الخون في الساحة العربية والاقدر على تقديم الخدمات لواشنطن وتل أبيب، وفي ذات الوقت ترهيب امراء العائلة الحاكمة، ومعارضيه "الصامتين" في مملكة الشر والهاربين الى ساحات مختلفة خارجها.
محمد بن سلمان، الذي يشن حربا همجية وحشية على الشعب اليمني، يقتل الاطفال ويدمر المدارس والمستشفيات والطرق، ويحاصر اليمنيين، ويقصف عشوائيا الساحة اليمنية بطائرات يقودها طيارون من جنسيات مختلفة وينفق المليارات على حرب ظالمة لن ينتصر فيها، ليس مفاجئا أن يكون هو الذي أصدر أمر ارتكاب جريمة قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، واللواء علي القحطاني، وامراء من عائلته، هذه العائلة التي يعتمل صدورها ابنائها بالحقد والدموية والانتقام، أليس قادتها هم الذين القوا بالمعارض السعودي ناصر السعيد في صحراء الربع الخالي بعد اختطافه من بيروت في العام 1979؟؟ وابن سلمان المتحالف مع اسرائيل ضد الأمة العربية وشعب فلسطين وايران ليس غريبا على أن يقتل كاتبا من مواطنيه خالفه الرأي، أو طرح انتصارا لسياساته.
الرئيس التركي أردوغان يخفي هذه الحقيقة، ولمصالح شخصية لا يريد أن يوجه الاتهامات مباشرة لولي العهد السعودي بانتظار اثمان يأمل الحصول عليها من وراء الحادث الاجرامي، أليس كبار مستشاري محمد بن سلمان وقادة أجهزة حمايته وكبار موظفي ديوانه هم الذين نفذوا عملية القتل البشعة.. فهل يعقد أن يرتكب هؤلاء جريمة قتل خاشقجي بدون تعليماته؟!
معلومات تنشر لأول مرة
قبل اسبوعين من حادث اغتيال وقتل جمال خاشقجي، وعلى متن يخت ابن سلمان، التأم لقاء ضم حاكم مشيخة الامارات الفعلي محمد بن زايد وقيادات استخبارية سعودية واماراتية وسعودية وخلال اللقاء تلقى محمد بن سلمان اتصالا من شقيقه خالد بن سلمان سفير المملكة الوهابية السعودية في واشنطن، والتفت الى سعود القحطاني والجنرال عسيري وشاركاه في المكالمة الهاتنفية واستنادا الى مصادر خاصة، أشار ولي العهد الوهابي، الى ابن زايد ضاحكا وقال: انه صيد آخر..
واتضح بعد اغتيال خاشقجي، أن خالد بن سلمان هو الذي دفع الكاتب السعودي للذهاب الى القنصلية السعودية في اسطنبول لاستخراج ما يحتاجه من اوراق تتعلق بزواجه من فتاة تركية، بمعنى أن تم استدراج خاشقجي الى تركيا، حيث قتل على أيي جلاوزة محمد بن سلمان الذين وصلوا من الرياض الى اسطنبول في طائرتين خاصتين، ومعهما أدوات الجريمة البشعة، وعادوا الى مملكة الشر بعد تنفيذها، ليسلموا ابن سلمان أجزاء من جثة خاشقجي، دلالة على التنفيذ الدقيق للمهمة القذرة.
المصادر الخاصة، أكدت ان ابن سلمان شكل عند توليه منصبه فرقة موت لتصفية معارضيه تحمل اسم (النمر) ومحمد بن زايد هو الاخر شكل فرقة موت شبيهة تحمل اسم (الصقر) وخلايا الفرقتين تنتشران في ساحات عربية ودولية، لتضاف هاتان الفرقتان الى العصابات الارهابية الدموية المدعومة من أبو ظبي والرياض.
أين جثة جمال خاشقجي؟!
والسؤال، الذي لم تجب عليه، حتى الان، السعودية وتركيا، أين جثة خاشقجي، التسريبات كثيرة منها أن القتلة السعوديين أعطوا الجثة لمتعاون تركي، فهل قتل هو الآخر، أما أنها تسريبة كاذبة، وصحيفة الصباح التركية المقربة من نظام اردوغان، تقول ان القتلة تخلصوا من جثة خاشقجي عبر رميها في انابيب شبكة الصرف الصحي بعد تذويبها في مادة الحمض، واردوغان حيث وقعت الجريمة على ارض بلاده، يطالب النظام الوهابي السعودي بالكشف عن جثة خاشقجي.. وبلا شك أن جهات عدة، غير معنية لا بالكشف عن الجثة، ولا عن من أعطى تعليمات قتل الكاتب السعودي.
المصادر الخاصة التي تستند اليها (المنـار) في متابعة هذا الموضوع، تفيد بأن احدى الطائرتين التي اقلت عددا من قتلة خاشقجي بعد تنفيذ الجريمة حطت وهي في طريقها من اسطنبول الى الرياض في مطار ابوظبي، وتحمل خمسة صناديق محكمة الاغلاق، وهناك حضرت ثلاث سيارات "فان" سوداء الى المطار ونقلت أربعة من هذه الصناديق والفريق المجرم الى داخل السفارة السعودية في مشيخة الامارات تحت حراسة رجال الامن الذين انتشروا على مفارق الطرق المؤدية الى السفارة السعودية، وتضيف المصادر أن الصندوق الخامس الذي بقي في الطائرة نقل الى الديوان الاميري حيث محمد بن سلمان، يذكر أن الطائرة الثانية التي اقلت عددا من القتلة السعوديية حطت في مطار القاهرة، قبل متابعة طريقها الى الرياض.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما دام الرئيس التركي اردوغان يؤكد امتلاك تركيا لتسجيلات تدين المملكة الوهابية ومسؤولين نافذين في قضية خاشقجي، وانه اطلع عليها دول منها السعودية وامريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا.. فلماذا لا ينشرها على الملأ، وعلى الشعب التركي بشكل خاص الذي وقعت الجريمة على اراضيه، ومن يملك هذه التسجيلات لا شك أن يعلم من أصدر اوامر قتل الكاتب السعودي، ويعلم، أين هي جثته، صحيح أن أردوغان والنظام السلماني داعمان رئيسان للارهاب وشريكان في الحرب القذرة على سوريا، وكلاهما من أدوات امريكا، لكن، صدقيته تحطمت نهائيا، ليبقى منتظرا (الاثمان) التي قد لا يجنيها ابدا وعندها هو مشارك في قتل جمال خاشقجي.