شنت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية هجوما عنيفا على سياسات ولي العهد السعودي ‘وخاصة حملات الاعتقالات الواسعة التي نقلها من الداخل السعودي الى الخارج لملاحقة واصطياد معارضيه؛ ورأت أن هذا "الانفجار العظيم” أحدث كذلك توترا داخل العائلة الحاكمة.
وقالت ان رياحا سامة تهب داخل السعودية وخارج حدودها يذكيها تهور ولي العهد محمد بن سلمان، وعدم خبرته وما يتمتع به من دعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
جاء ذلك في تقرير للصحيفة حول تطور الأوضاع في المملكة رأت خلاله أن هذا يتجلى في عدة أمور لعل آخرها إقدام ابن سلمان على اعتقال الصحفي جمال خاشقجي المعروف بانتقاده لحكمه، وذلك دون تردد رغم أنه في بلد آخر خارج مملكته.
ويرى الصحفي جورج مالبرينو أن اعتقال خاشقجي شبه المؤكد يشوش مع أحداث أخرى صورة ولي العهد، متسائلا (هل هو ذلك الليبرالي الذي كان يعول عليه في تحويل بلد عرف بانغلاقه إلى بلد منفتح ومتطور؟ أم هو بكل بساطة ملك مستبد أكثر استنارة من أسلافه..؟!
وفي محاولة للرد على هذين السؤالين، يلفت مالبرينو إلى تدشين ابن سلمان لحملة الاعتقالات التي لم تسلم منها لا الشخصيات الليبرالية ولا الدينية ولا حتى الناشطات اللاتي عرفن بدفاعهن عن حقوق المرأة، إذ اتهم بعضهن بالخيانة” .
واستطرد الكاتب: عمليات الاعتقال البارزة للأمراء ورجال الأعمال وما تعرضوا له من ابتزاز تمثل في إرغام كل من يريد أن يطلق سراحه بالاعتراف بأنه مدين للدولة بمبالغ، الأمر الذي مكن ابن سلمان من جمع أكثر من 100 مليار دولار. وقال لم يؤد هذا “الانفجار العظيم” إلى فرار جزء من رؤوس الأموال فحسب، بل أحدث كذلك توترا داخل العائلة الحاكمة نفسها التي اعتادت في السابق على أن تتخذ قراراتها بالإجماع.
ولفت مالبرينو إلى أن هذه الأحداث دفعت الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الوقوف في وجه بعض قرارات ابنه مثل إدراج شركة أرامكو في البورصة، واعتراضه على “صفقة القرن” التي راهن عليها ابن سلمان وجاريد كوشنر زوج ابنة ترامب، في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال انه بالنسبة للدول التي تجرؤ على انتقاده، لا يتردد ابن سلمان في انتهاج طريق الابتزاز مهددا بإلغاء العقود، وهو ما نجح فيه بالفعل. فألمانيا اضطرت للعودة للوراء في سوء تفاهم حدث بعلاقتها مع الرياض، وكذلك إسبانيا التي هددها بسحب ملياري دولار من الاستثمارات، كما التزمت فرنسا الصمت عندما طردت الرياض السفير الكندي، وهو ما علق عليه أحد الدبلوماسيين بقوله “لا يمكننا فعل أي شيء”. فهو حسب ما ينقل مالبرينو عن أحد العارفين بالعائلة المالكة “يستمد شرعيته من القمع ولا يقبل أن تخضع أعماله لا للديمقراطيين ولا رجال الدين، ناهيك عن الدول الأجنبية”.
وختم قائلا : لا يريد ابن سلمان أن يوصف بالديمقراطي، إذ قال لأحد الزعماء الدوليين والذي زار الرياض عام 2017 “لا تزعجوني بحقوق الإنسان، فأمرها لا يهمني”.