معرفة الملياردير بحاجة لملياردير مثله، هذه النظرية التي كانت وراء إفساح المجال أمام مايكل بلومبيرغ للحديث في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي، حيث أضفت سخريته من الرئيس دونالد ترامب حيوية على المؤتمر، وذلك أحد الأسباب لاحتمال ترشح بلومبيرغ للرئاسة في 2020.
وقال الكاتب فرانك بروني في مقال له في نيويورك تايمز إن بلومبيرغ إذا مضى قدما، فسينافس من أجل الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.
وعقد بروني مقارنة طويلة بين بلومبيرغ (76 عاما) وترامب (72 عاما)، تشير إلى أن الرجلين مختلفان تماما في كل شيء باستثناء أنهما مليارديران، رغم أن الفرق في الثراء بينهما شاسع للغاية (50 مليار دولار مقابل 3 مليارات) لصالح بلومبيرغ.
ومع ذلك قال الكاتب إن الرجلين من أثرياء نيويورك المسنين البيض، مشيرا إلى أن بلومبيرغ له ما يكفي من الجاذبية حتى وسط عامة الناس، وأنه أصبح صنوا للأداء الممتاز كما يقول كبار قادة الحزب الديمقراطي عن مدة توليه منصب عمدة نيويورك (من 2002 إلى 2013)، لكنه من الصعب أن يكون الخيار الأنسب لحزب أصبح الصوت الأعلى فيه لليسار.
وبلومبيرغ هو الكابوس الذي يفزع ترامب، كما أنه شخص يتمسك بالنظام في حين يتمسك ترامب بالفوضى، وهو مستقر مقابل ترامب المتشنج. ويمضي الكاتب في مقارنته الطويلة بين الرجلين ليقول إن ترامب لن يمنح الشعب الأميركي لحظة سلام وهدوء، أما بلومبيرغ فسيهدهده حتى النوم، وإن الشعب الأميركي حاليا بحاجة لأعمق مراحل النوم، مرحلة ما يسميها علماء النفس "الحركة السريعة للعين".
وبلومبيرغ دائما في حالة استعداد، ولن تكون الرئاسة بالنسبة له أول تجربة في إدارة منصب رفيع بالدولة، كما أنه لا يعمل دون أرقام وبيانات ولا يتخذ قرارا إلا بعد قتله بحثا وتحليلا، وهو مؤتمن على النأي بـأميركا بعيدا عن الأزمات، ويحترم الآخرين، ولا تلاحقه شكوك بشأن تعارض مصالحه مع مقتضيات المنصب الذي يتولاه، وهو رجل إحسان بعلم ومعرفة الجميع.
وترامب بالمقابل، وفقا للكاتب، غير مستعد على الدوام، ويعمل بحدسه، ويكره الأرقام والبيانات، ولا يستطيع السيطرة على الأمور، ولا يتمتع بأي صفة من الصفات التي نسبها الكاتب لبلومبيرغ.