نشرت قناة "دويتشه فيله" الألمانية، تقريرا حول الأزمة الأخيرة التي ضربت الاقتصاد التركي وسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان الاقتصادية، ووصفت القناة سياسة أردوغان بأنها "تزيد الطين بلة".
وذكرت القناة في تقريرها، أن أردوغان يتهم قوى أجنبية والعقوبات الأمريكية بأنها مؤامرة عالمية تستهدف اقتصاد بلاده، موضحة أن الحقائق الاقتصادية تشير إلى أن سياسات السلطان لعبت دورا كبيرا في حصول هذه الأزمة الحادة"، وتابعت أن انهيار الليرة التركية ما هو إلا "قمة جبل الجليد".
وأشارت القناة إلى وضع الاقتصاد التركي الحالي حيث تعدى التضخم معدل الـ16% ومن المتوقع أن يصل لـ 30% خلال العام الجاري، مضيفة أن العجز التجاري يبلغ 7% من إجمالي الناتج القومي.
وتبلغ مديونية تركيا للبنوك غير التركية أكثر من 470 مليار دولار، منها 80 مليار للبنوك الإسبانية و35 للبنوك الفرنسية و13 مليار دولار للبنوك الألمانية، بحسب القناة، التي أكدت أن تراجع سعر الليرة يضعف قدرات الشركات على الوفاء بديونها الخارجية لأن الديون الخارجية بالعملة الصعبة.
وسلط التقرير الضوء على تدخل الرئيس التركي في سياسات البنك المركزي لمنعه من رفع أسعار الفائدة ومكافحة التضخم المالي، وأشار أيضا إلى سياسة "محاباة الأقارب" التي ينتهجها أردوغان الذي عين صهره بيرات البيرق وزيرا للمالية.
وأشارت القناة إلى أن سياسات أردوغان تجاه معارضيه وتوتر العلاقات مع جيرانه ودول الاتحاد الأوروبي تزعزع الثقة بالاستقرار السياسي وتدفع الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى الهروب، موضحة أن آخرها كان التصعيد مع أمريكا الذي أثر بشكل مباشر على الاقتصاد التركي والعملة المحلية.