باتت المقدسية الأميركية رشيدة طليب عضوا في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي بحكم الواقع، بعد فوزها بالانتخابات التمهيدية في الحزب، وعدم ترشح منافس لها. وبذلك تعد رشيدة أول مسلمة وعربية تجلس تحت قبة الكونغرس.
ولدت رشيدة عام 1976 في الولايات المتحدة، وهي كبرى أخواتها الـ 13، وكان والدها المهاجر يعمل في مصانع سياراتفورد في ديترويت بولاية ميتشيغان، ولد والدها في بلدة بيت حنينا شرق القدس وعاش لفترة في نيكاراغوا قبل قدومه إلى ميتشيغان، بينما تنحدر والدتها من قرية "بيت عور الفوقا" من محافظة رام الله بالضفة الغربية.
نالت رشيدة الشهادة الجامعية في العلوم السياسية عام 1998، ثم حصلت على شهادة في القانون عام 2004. ومن خلال عملها كمحامية دخلت ساحة العمل السياسي، وكانت ناشطة في العمل الاجتماعي والبيئي في ولايتها.
حققت فوزا ساحقا (90% من الأصوات) بانتخابات 2008 للانتخابات التشريعية في ولاية ميتشيغان، و85% من الأصوات بانتخابات 2010 لنفس الولاية. وبعد عشر سنوات تصل رشيدة إلى المجلس التشريعي الفدرالي (الكونغرس).
واستطاعت رشيدة -خلال عملها التشريعي بالولاية- أن تحقق إنجازات مهمة مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً بالساعة، وتحسين مستوى خدمة الرعاية الصحية. ومنذ غادرت المؤسسة التشريعية بالولاية ظلت نشطة في المجتمع، تكافح من أجل العدالة الاجتماعية بصفتها محامية وناشطة حقوقية.
تقول رشيدة للجزيرة إنها فلسطينية من القدس، لكنها ترعرعت في حي فقير بمدينة ديترويت، حيث تغلب عرقيات أميركا اللاتينية والأفارقة على سكان الحي، بينما لا يتعدى عدد الأميركيين البيض 3% من السكان. وتعتبر أن هذا ما يحدد هويتها أكثر من أي شيء آخر. ولذلك سبق أن عرفت نفسها بأنها (امرأة أميركية عربية مسلمة وأم).
وتضيف أن ما رأته من معاناة الفلسطينيين وأقاربها بالأراضي المحتلة تحت الاحتلال خلق لديها "تعاطفا مع الفقراء في ولايتها" فاللاتينيون والأفارقة إلى جانب عرب ديترويت هم من صنعوا فوزها بالانتخابات، دون أن يلتفتوا إلى دينها وأصولها.
وتقارن رشيدة في حواراتها الإعلامية بين الصراع العربي الإسرائيلي وحركة الحقوق المدنية في ديترويت، معتبرة أن أوجه الشبه كثيرة. وأكدت مرارا أنها سترفض أي دعم مالي أو عسكري أميركي لإسرائيل لأنه يخل بموازين القوى بين الطرفين.
ويعد فوز رشيدة بمقعد الكونغرس محسوما بالتزكية -بالانتخابات التي ستجري في 6 نوفمبر/تشرين الثاني القادم- نظرا لعدم ترشح أي سياسي من الحزب الجمهوري على مقعد الدائرة الـ 13 بولاية ميتشيغان، لأن ولاء الولاية تقليديا للحزب الديمقراطي، وبذلك تكون أول سيدة أميركية مسلمة تُنتَخب بالكونغرس.
يُشار إلى أن مقعد دائرة الكونغرس الـ 13 بولاية ميتشيغان ظل حكرا على النائب الديمقراطي جون كونيرز منذ عام 1965 حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين استقال بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي.
المصدر : الجزيرة