2024-11-28 12:42 م

سيناريو استهداف الأدمغة السورية مستمر

2018-08-06
قبل يومين استُشهدَ الدكتور عزيز اسبر مدير مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف السورية برفقة سائقه إثر تفجيرٍ استهدف سيارته. تفاصيل الاغتيال وملابساته لا تزال غامضة حتى الآن.

الجريمة تشير إلى أن العدو الصهيوني عبر عملائه هو الجهة المعتدية، على الرغم من الصمت الإسرائيلي المعتاد، فالمستفيد الأول من استهداف الأدمغة والخبرات العلمية السورية التي ستشكل قاعدة الأساس في إعادة الصناعات السورية إلى وضعها التي كانت عليه قبل الحرب، هو حتما العدو الصهيوني وحلفائه.

وسبق للعدو الصهيوني أن استهدف المركز أكثر من مرة عبر غارات طيرانها في الـ 22 من تموز/يوليو المنصرم، كما شنت "إسرائيل" غارة في أيلول/سبتمبر 2017 بعد مزاعم الولايات المتحدة بـ"المساعدة في تطوير وصنع أسلحة كيميائية"، في اتهامات نفتها دمشق منذ تدمير برنامجها للأسلحة الكيميائية بين عامي 2013-2014 بموجب اتفاق أميركي ـــ روسي.

من جهتها، أشارت وسائل إعلام صهيونية إلى ان "اغتيال العالم السوري رسالة إلى دمشق مفادها أن العاملين في مراكز الأبحاث تحت الخطر أيضاً". ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" ان اغتيال إسبر يذكّر بعمليات اغتيال أخرى لمسؤولين من "حماس" وحزب الله.

وأضافت ان "من بين الاغتيالات اغتيال مسؤول كبير في حماس قتل في كانون الثاني/ يناير 2018"، لافتة إلى أن "المنصب الذي شغله العالم السوري الذي اغتيل هذه الليلة يذكّر بالمنصب الذي شغله محمود المبحوح الذي اغتيل في دبي عام 2010. المبحوح ساعد في تنظيم نقل السلاح من إيران الى قطاع غزة"، على حد تعبيرهم.

الشهيد عزيز إسبر العالم في الفيزياء الذرية والحائز على الدكتوراه في الوقود الصاروخية، لم يكن الأول المستهدف من قبل العدو وعملائه، فالحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الأدمغة السورية منذ بدايات الأزمة أدت إلى استشهاد العالم نبيل زغيب المهندس في المشروع الصاروخي السوري، ثم كرت السبحة من أوس خليل المهندس النووي الذي اغتيل في سيارته بحمص إلى حسن إبراهيم الضابط في الحرب الالكترونية.

قدرات الشهيد إسبر ومهامه العلمية، "تؤكد المصلحة الصهيونية باغتياله، فهو أحد أبرز مكامن القوة العسكرية السورية وبإمكانه  تطوير الأسلحة المختلفة وأولها الأسلحة الصاروخية"، حسبما أشار مصدر حكومي سوري.

وأضاف المصدر لموقع "العهد" الإخباري ان الشهيد إسبر عمل على تطوير وترميم القدرات العسكرية للجيش السوري والتي من شأنها أن تُعيد النديّة مع العدو وترجعها لمربع ما قبل الحرب الإرهابية الغربية على سوريا.

وأكد أنّ "الاستهدافات الجوية الصهيونية عن قرب وإسقاط سوريا للمقاتلة الصهيونية بيَّنَ للعدو قدرات سوريا المتنامية رغم الحرب التي ما تزال قائمة وعمل على ردعه عن الأجواء السورية، ما اضطره للاستهداف عن بعد الأمر الذي لم يجدِ نفعاً بالنسبة له، و بالتالي دخلت اعتداءاته مرحلة جديدة بمثل هذه العمليات الاغتيالية التي تهدف لمنع الصناعة العسكرية السورية من استعادة دورها".

واشار المصدر إلى أنّ "العدو الصهيوني يدرك أنه خسر في الحرب ويحاول فرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة بما يناسب مصالحه و لن ينجح في ذلك، سواءً إن اعتمد على أدواته الإرهابية أم تدخل بشكل مباشر بعمليات استخباراتية ولن يستطيع منع الصناعة العسكرية السورية من استعادة دورها واستهدافه للخبرات والعقول السورية لن ينجح وسيخسر في رهانه على قدراته الاستخباراتية كما خسر في الحرب".

بدوره، أكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام العبد الله ان "العملية تأتي في سياق الأستهداف المستمر للأدمغة السورية من قبل العدو الصهيوني، ما يؤكد ضعف العدو وارتباكه أمام عودة تنامي القدرات الدفاعية السورية".

وقال العبد الله في حديث لموقع "العهد"، "كما يستهدف العدو المراكز الاساسية والخدماتية في سوريا، ويسعى إلى شل الحركة في المناطق السورية، فإن خطته تهدف إلى اضعاف وتدمير القدرات العلمية البارزة في سوريا".