2024-11-25 09:20 م

ترامب صادق في “سحق” الفلسطينيين.. ابقاء الأقصى تحت سيطرة الاحتلال

2018-06-22
كشفت صحيفة “هآرتس”، أن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض الإدارة الأميركية على الفلسطينيين، قرية أبو ديس عاصمة لدولتهم المستقبلة، عوضًا عن القدس، وذلك مقابل الانسحاب الإسرائيلي من 3 إلى 5 قرى من بلدات عربية واقعة شمالي وشرقي المدينة المقدسة، فيما تبقى البلدة القديمة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنه وفقًا للرؤية الأميركية لخطة السلام، سيكون على إسرائيل في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في القدس الشرقية المحتلة، شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس.

 

ونقل المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن الخطة الأميركية المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي بات الإعلان عنها وشيكًا وفقًا لمصادر صحفية تعززها التحركات الدبلوماسية الأخيرة، لا تضمن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك المستوطنات “المعزولة”، فيما تكون منطقة الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.

 

وأضافت الصحيفة أن الدولة الفلسطينية وفقًا للرؤية الأميركية التي تترجمها “صفقة القرن” ستكون “دولة ناقصة” من دون جيش أو أسلحة ثقيلة، وذلك مقابل ما وصفه هرئيل بـ”حزمة من الحوافز المادية الضخمة” الممنوحة منالسعودية ودول خليجية أخرى.

 

وأشارت الصحيفة العبرية إلى ما اعتبرته “تخوفات” أردنية من أن تمنح الخطة الأميركية موطئ قدم لدول للسعودية ودول خليجية أخرى في الحرم القدسي، ما يسحب الامتياز الأردني في الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدس. وعقد هذا اللقاء للمرة الأولى منذ أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان، في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أنه على خلفية نصب البوابات الإلكترونية من قبل الاحتلال على مداخل الحرم المقدسي، أطلق أحد حراس السفارة الإسرائيلية في عمان النار على مواطنين أردنيين في داخل مبنى السفارة.

 

ويشار هنا إلى أن تقارير تحدثت، استنادا لمصادر دبلوماسية عربية، عن ملامح أـزمة بين أميركا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. ونقلت تقارير أن “هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية بسبب المسوّدة التي صاغها كوشنر لـ”لخطة السلام الأميركية”.

واعتبر المحلل الإسرائيلي، هرئيل، أن العرض الأميركي، إذا تطابق مع التسريبات المتوفرة، فإنه لن يرضي طموحات الفلسطينيين، الذين قطعوا فعلا العلاقات مع الولايات المتحدة إثر إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر الماضي، ولا يمكن اعتبارها نقطة يمكن أن تستأنف منها المفاوضات المجمدة منذ العام 2014.

 

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة  “وريون دو جور” للبنانية الناطقة بالفرنسية أن فريق المفاوضين حول خطة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إدارة ترامب يبدو أنه اعتمد “أسلوب الاستماع”.

 

جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي، وجايسون غرينبلات، مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط، والسفر، يتشاورون ويسجلون الملاحظات.

 

ووصل كوشنر و غرينبلات الثلاثاء الماضي إلى عمان والتقيا مع الملك عبد الله، ويوم الأربعاء مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأمس في القاهرة، حيث التقى المسؤولان الرئيس المصري عبد الفتاح سيسي. والغرض من هذه الجولة هو ضمان تعهد ما يسمى قادة العرب “المعتدلين” بشروط “الصفقة النهائية” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويتوقف المبعوثان اليوم في القدس، قبل اختتام جولتهما في قطر.

 

وينتقلون من عاصمة عربية إلى أخرى، لتسويق فكرة أن “اتفاقية القرن” هي الممكن المتاح في متناول اليد الذي لا يُضيع. ولم يقدم الفريق الأمريكي لخطة الاتفاق إشارات كثيرة حول الإستراتيجية التي تعتمدها وتفاصيل الخطة التي يجري “وضع اللمسات الأخيرة” عليها. وبالإضافة إلى ذلك، لم يحددوا موعدا نهائيا للكشف عنها.

 

“لقد مر عامان منذ أن تحدثوا عن هذه الخطة. إن مرور الوقت يصنع مناخاً سيئاً من انعدام الثقة في المنطقة، حيث تروج الكثير من الشائعات، ومنها أن القيادة السعودية ستكون على استعداد لترك القدس للإسرائيليين”، هذا ما علقت به الباحثة “إليزابيث مارتيو”، المتخصصة في الصراع الإسرائيلي فلسطيني في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في فرنسا.

 

وأضافت قائلة: “من وجهة نظر موضوعية، فإن الإدارة الأمريكية ليس لديها ما تقدمه. وهذه العملية لا تصدق، لأن الفلسطينيين ليسوا حتى جزءًا من المفاوضات. لا يمكن توقيع اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني بين تل أبيب وواشنطن والرياض. ومع ذلك، فإنه من المؤكد أن ترامب وكوشنر سيحصلان على شيء في أيديهما”.

 

اليوم، سيكون جيسون جرينبلات وجاريد كوشنر في القدس المحتلة. وليس ثمة موعد مع السلطة الفلسطينية، والتي تقاطع إدارة موالية لإسرائيل ورفضت الحديث إلى شخصيات أمريكية كان يمكن أن يسميها المكتب السياسي لحزب الليكود. ولم تستبعد واشنطن نشر خطتها للسلام دون مشاركة فلسطينية.

 

وينقل التقرير عن الباحثة الفرنسية “مارتيو” أن هذا الاستعداد للتفاوض مع الإسرائيليين يعكس في جانب منه “احتقار دونالد ترامب العميق للفلسطينيين”، مضيفة: “مصالح إسرائيل ومصر والشركاء الإستراتيجيون في الخليج، وفقط، هي التي تهم. ترامب صادق في اعتقاده أنه يحتفظ بشيء ما. إنه صادق في إستراتيجيته لسحق الفلسطينيين”.