2024-11-27 03:57 م

عريقات يتراشق مع غرينبلات بينما تشرع واشنطن في وضع «صفقة القرن»

2018-06-12
غزة ـ «القدس العربي»: لم ينتظر الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كثيرا للرد على المبعوث الأمريكي لعلمية السلام جيسون غرينبلات، الذي اتهمه بـ «الكذب»، ليرد بشكل عنيف عليه، ويتهمه بـ»الوضاعة، ويصفه بـ «تاجر عقارات»، وليس رجل دولة، في الوقت الذي شرع فيه الطاقم الأمريكي في وضع اللمسات الأخيرة لعملية السلام المعروفة باسم «صفقة القرن».وصب عريقات جام غضبه على غرينبلات، الذي التقاه خلال الفترات التي سبقت «تجميد العلاقات ووقف الاتصالات» كثيرا، بعد الانتقاد الذي وجهه إليه واتهامه بـ «الكذب».
وفي تصريح صحافي طويل هاجم مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام.
يذكر أن عريقات من أكثر الشخصيات الفلسطينية التي احتكت بمبعوثي الإدارات الأمريكية لعملية السلام، وبات يعرفهم جميعا بشكل دقيق. ووصف المسؤولين الحاليين عن ملف التسوية، وهم إلى جانب غرينبلات جاريد كوشنر، والسفير في تل أبيب ديفيد فرديمان، بأنهم «رجال عقارات»، وقال، منتقدا خططهم لإحلال السلام «من أجل تحقيق سلام عادل ودائم فإننا بحاجة إلى رجال دولة وليس رجال عقارات». وأضاف في رده على الإساءة التي بادر إليها غرينبلات تجاهه «قد نأخذ وضاعة غرينبلات وبقية فريق (الرئيس دونالد)  ترامب للشرق الأوسط، في الحسبان عندما نستذكر ما كان عليه دور الولايات المتحدة في المنطقة في وقت من الأوقات». وشدد على ضرورة عدم ترك مستقبل السلام العالمي في أيدي «مبعوثي ترامب»، ودعا المجتمع الدولي للتدخل «قبل أن نشهد انهياراً كاملاً لعقود من الجهود الدبلوماسية وجهود السلام التي بذلت على مدار السنوات»، متهما غرينبلات برفض معايير الحل الدولية للقضية الفلسطينية.

خطة واشنطن 
لاتعطي الفلسطينيين شيئا

وأكد وهو يشير إلى خطط الإدارة الأمريكية للسلام، والتي يسوقها المبعوث لمنطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بأنها لم تعط الشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير أو حل سياسي، ولن يجرؤ على الحديث عن حل يتساوى فيه الفلسطينيون والإسرائيليون، مؤكدا أنه خلال عشرات الاجتماعات التي أجراها معه، رفض غرينبلات مناقشة القضايا الجوهرية، مثل  الحدود، والمستوطنات، وحل الدولتين، واتهمه بأن دوره يتمحور في تسويق السياسات الإسرائيلية «على مجتمع دولي مرتاب».
كذلك اتهم عريقات، المسؤول الأمريكي بتشجيع أجندات تهدف إلى «إنكار حقوق الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج، وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية».
وكان غرينبلات قد هاجم عريقات في وقت سابق، وقال إنه «أكثر من يتحدث بلا أي نتائج». وأضاف في مقال نشرته إحدى الصحف الإسرائيلية، إن عريقات تسبب في الكثير من الأزمات بسياساته، والأهم بتصريحاته غير المسؤولة»، واصفا تصريحاته السياسية الأخيرة بـ «التحريضية والهدف منها فقط هو إثارة الفلسطينيين، ودفعهم إلى التمرد بدلاً من الاتجاه للسلام».

تراشق غير مسبوق

واتهمه بالكذب، مشيراً إلى أنه أصدر الكثير من التصريحات التي تسببت أكثر من مرة في أزمة وتداعيات لا تزال مستمرة.
وكانت القيادة الفلسطينية قد قررت قطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورفضت القيادة استمرار التعامل مع واشنطن كراع وحيد لعملية السلام، واستدعت قبل أسابيع ممثلها في واشنطن، وجمدت الاتصالات مع إدارة ترامب. وجاء التراشق غير المسبوق بين عريقات وغرينبلات، مع الكشف عن بدء مسؤولي الإدارة الأمريكية خطة السلام المزعومة، التي تنوي واشنطن طرحها قريبا، بوضع أفكارها الرئيسية، وذلك بعد استدعاء السفير ديفيد فريدمان من تل أبيب للمشاركة في تلك النقاشات. 
وكشف فريدمان الموجود في واشنطن حاليا عن ذلك، خلال كلمة ألقاها عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» في مؤتمر اللجنة اليهودية الأمريكية في إسرائيل، وأبلغ المؤتمر بأنه يشارك في واشنطن في بلورة خطة السلام الجديدة.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن خطة «صفقة القرن» باتت شبه جاهزة، ودخلت مراحلها النهائية، وقد يتم الإعلان عنها قريبا.
وسبق أن أعلنت القيادة الفلسطينية رفضها للخطة، التي ناقشها مبعوثو ترامب مع دول محيطة، وكشف أنها تشمل إقامة دولة منزوعة السيادة، باختراع عاصمة جديدة في منطقة أبو ديس، كما تستثني حق عودة اللاجئين، وتبقي المعابر والحدود تحت الإشراف العسكري الإسرائيلي. وتشمل الخطة التي روجت أفكارها سابقا أيضا ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة لإسرائيل، إلى جانب الاعتراف بإسرائيل كـ «دولة يهودية»، مع انسحابات تدريجية لإسرائيل من مناطق فلسطينية محتلة.