2024-11-28 08:40 م

أين مصر من أحداث المنطقة؟!.. تراجع الدور وضبابية الموقف

2018-05-15
القدس/المنـار/ هل تخلت مصر عن دورها الطليعي في الاقليم والساحة الدولية؟! أين تقف القاهرة من صراعات وملفات وأزمات المنطقة، أين الحسم في المواقف والرد على حلول ومبادرات التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية؟! وأسئلة أخرى كثيرة تراود الأذهان، ونحن نرى أرض الكنانة صامتة، أمام الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب العربية، و "نائية" بنفسها عن ملفات ساخنة مشتعلة، تطلق المواقف وتتخذها بضبابية، غير مفهومة الأسباب وغير مقبولة الأعذار.
مصر، صاحبة الدور الداعم لقضايا الأمة والمدافع عن حقوقها، لم تعد في مقدمة المؤثرين في الأحداث، ولاعبي الأدوار ذات الثقل التي يحسب لها في النتائج..
مصر تحولت الى مجرد وسيط، بل ناقلة للرسائل بيت أطراف الصراع، هكذا نراها وهي التي تستدعي هذه الجهة أو تلك، لتبلغها الموقف الاسرائيلي، والتهديد الاسرائيلي.
لم نعد نسمع من القاهرة مشاركة حقيقية، في ملفات خطيرة، ولم نعد نسمع من مصر مواقف وخطوات متخذة ضد هذا البغي الاسرائيلي والتآمر السعودي والخيانة القطرية والاماراتية.
القضية الفلسطينية، عرضة اليوم للتصفية على ايدي الادارة الامريكية والنظام الوهابي السعودي، وها هي القدس تحت خطر التهويد الكامل، واسرائيل ترتكب المجازر في القطاع الصامد المحاصر من كل الجهات.. وواشنطن تترجم بنود صفقتها المشبوهة على حساب الفلسطينيين، وتنقل سفارتها تحديا الى القدس الشرقية، ومصر صامتةـ ضبابية الموقف دون حسم أو حزم.
حتى بالنسبة للملف الفلسطيني، وفي مقدمة صفحاته انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لم تصل مصر الى نتيجة بشأنها، ولم تعلن كما وعدت عن الطرف المعرقل، ونسمع الكثير عن اشتراك القاهرة في محور يستهدف قضية فلسطين تقوده الولايات المتحدة ويضم السعودية والامارات، بما يضمن مصالح وبرامج ومخططات اسرائيل.
اننا لا نتمنى لمصر هذا الدور وهذا الموقف الضبابي، سواء بالنسبة لقضية فلسطين، أو المؤامرة الارهابية الكونية على الشعب السوري، أو العدوان الهمجي الذي يشنه نظاما الرياض وأبو ظبي على الشعب اليمني.
القدس تحت التهديد، وغزة تحترق، والمجازر في اليمن والتدمير والتخريب في سوريا، ومصر يبدو أنها تخلت عن دورها ، وهو ما حذرنا منه مرارا، فريادية دور مصر وثباته وطليعيته سند لشعوب الأمة، انه الاسناد المصري الذي لم تتخلى عنه القاهرة عبر التاريخ وعلى مر السنين.
نخشى على مصر هذا التحالف الذي تقيمه مع الرياض وأبو ظبي، وهما لن يقبلا بتطور مصر ودورها، انها الحاجة الوقتية لمصر، وبعد قضائها سترتد الامارات والسعودية، وقبلها قطر على مصر وشعبها، فالانظمة الخائفة المرتدة لا تؤتمن، أنظمة تتعامل بابتزاز مع القاهرة وبطريقة البيع والشراء والاستئجار.
فهل يعود لمصر دورها الريادي، وهل تتصدر التحركات المناهضة لقوى التآمر ضد شعوب الأمة، وهل تخرج مصر لتتربع على العرش العربي، قائدة مؤثرة لا منقادة هامشية.. ان نقطة الانطلاق تبدأ من دعم شعب فلسطين وفضح المشاريع التي تستهدف قضيته، مرورا بالوقوف الى جانب سوريا واليمن، هذا ما نتمناه من مصر وما اعتدنا عليه، فهل يعود الدور المصري، ثقلا وزخما واسنادا لأمة تتعرض شعوبها للغدر والمجازر؟!