2024-11-28 06:35 م

ازدياد المطالبة بسحب القوات السودانية من اليمن

2018-04-13
الخرطوم - على الرغم من تأكيد السودان بقاءه ضمن التحالف العسكري الذي يقاتل الحوثيين في اليمن بقيادة السعودية، تزايدت المطالبة بسحب قواته عقب الكمين الذي أوقع قتلى في صفوفها.
وأكد مصدر عسكري يمني الأسبوع الماضي أن عشرات الجنود السودانيين قتلوا في كمين نصبه لهم الحوثيون بشمال اليمن. كما نقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين خبر الكمين.
وقالت مصادر عسكرية يمنية انها الخسارة الأكبر في صفوف القوات السودانية منذ انتشارها في اليمن 2015 كجزء من التحالف الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها. لكن الخرطوم لم تؤكد مقتل جنودها ولا التحالف.
غير أن صورا نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جنودا قتلى في الكمين دفعت معارضين للرئيس عمر البشير ومحللين سودانيين إلى طرح سلسلة تساؤلات.
وقال غازي صلاح الدين وزير الدولة السوداني السابق للشؤون الخارجية والذي بات معارضا للبشير لفرانس برس "الناس يسألون عن الفائدة التي حصلنا عليها من قرار (ارسال قوات إلى اليمن) لكنهم لا يحصلون على إجابة".
واعتبر ان "لا هدف سياسيا واضحا وراء" هذا القرار، لافتا إلى انه كان يتطلب موافقة البرلمان "وهذا لم يحدث".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب ناشطون بدورهم بحسب الجنود السودانيين من اليمن حيث أسفر النزاع عن نحو عشرة آلاف قتيل منذ 2015 وتسبب بكارثة إنسانية كبرى بحسب الأمم المتحدة.
وجاء قرار ارسال القوات السودانية إلى اليمن بعد تحول رئيسي في سياسة الخرطوم الخارجية تجلى في قطع صلات امتدت لعقود مع إيران والانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على شمال اليمن وضمنه العاصمة صنعاء.
وقال خالد التجاني رئيس تحرير اسبوعية ايلاف السودانية "منذ البداية قال (المسؤولون السودانيون) انه قرار ديني لحماية الاماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية" ولكن "لا اعتقد ان حماية الاماكن المقدسة من واجب السودان".
واشار التجاني الى "شكوك لدى السودانيين حول مدى اهتمام السعودية ببلادهم وخصوصا ان مسؤولين سعوديين كبارا زاروا مصر الدولة الجارة ولكن لم يأت أحد منهم الى السودان".
وزار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاسبوع الماضي مصر ووقع اتفاقيات استثمار ضخمة معها، علما بان القاهرة عضو في التحالف ولكنها لم ترسل قوات الى اليمن.
وأضاف التجاني "السعودية ساعدت مصر بمليارات الدولار في حين حصل السودان على فتات (...) الناس يشعرون بانه نوع من التمييز".
واعتبر ان سقوط الضحايا في الكمين هو "دليل على فشل السياسة الخارجية للخرطوم".
وكان البشير قال أمام البرلمان السوداني الأسبوع الماضي "أجدد التزامنا بان قواتنا ستواصل مهمتها ضمن التحالف العربي حتى تحقق غاياتها النبيلة".
وكرر وزير خارجيته ابراهيم غندور هذا الالتزام لدى لقائه سفراء السعودية والإمارات ومصر الثلاثاء الماضي.
من جهتهم، يؤكد بعض الخبراء أن السودان سيستفيد من مشاركته في التحالف.
وقال النور أحمد النور كاتب الزاوية اليومية في إحدى الصحف السودانية إن "القوات السودانية تحرس الحدود السعودية اليمنية وهذا ما يجعل السعودية محتاجة لهذا التعاون العسكري".
وأضاف "على المدى الطويل السودان سوف يستفيد".-(ا ف ب)