2024-11-25 03:24 م

مشروع جديد لتدريس مادة عن حقيقة "التطرف" في إسبانيا..

2018-04-06
حسن الخطيب
لا شك أن الحكومات ينبغي أن تضطلع بدور كبير في مكافحة الإرهاب، وفي دحض أفكاره الضالة، وبشكل خاص توعية ‏النشء الجديد من الأطفال والشباب، وبخاصة طلاب المدارس والجامعات الأكثر عرضة للانضمام لصفوف داعش، وذلك عن طريق ما يتم تدريسه لهم في المدارس والجامعات.

تدريس مادة خاصة عن الإرهاب وأفكاره وأفعاله، ومعتقداته ومبادءه، وكيفية دحض كافة الأفكار والمعتقدات، سوف تُسهم بشكل كبير في التقليل من أخطار توسع دائرة التطرف، وبالتالي إحكام السيطرة على التنظيمات الإرهابية وتحجيم تزايد أعدادها.
فالشباب وطلاب المدارس والجامعات، خاصةً من هم في مرحلة المراهقة، أكثر عرضة للإيقاع بهم في شباك الفكر المتطرف، وهم أكثر عرضة للإنبهار بأفكار المتطرفين والإرهابيين، ولذلك كان تحصينهم عن طريق تخصيص مادة دراسية تعمل على توعيتهم بتلك الأفكار، ومدى تنافيها مع الأديان السماوية والمعتقدات الدينية، وهو الأكثر نفعا في تحصينهم من تلك التيارات الإرهابية.
وهذا ما ‏فعلته وزارة التربية والتعليم في إسبانيا، فقد اتخذ مشروع "مواجهة الإرهاب" بالفعل خطواته ‏الأولى لدى إدارات التعليم المختلفة في إحدى مدن إسبانيا، وهي "لا ريوخا" و"قشتالة و"ليون" حيث قاما بتخصيص وحدة ‏تعليمية كاملة في مادة الجغرافيا والتاريخ عن الإرهاب، وذلك بإعداد من وزارة الداخلية ‏ووزارة التعليم والثقافة والرياضة ومؤسسة ضحايا الارهاب، وذلك بهدف أن يتم تنفيذ هذا المشروع التربوي في جميع أنحاء إسبانيا خلال العام الدراسي المقبل ‏للمرحلة الثانوية. 

وتستهدف الحكومة الإسبانية، من تدريس تلك المادة، تجنب تكرار الخراب الذي يسببه الإرهاب، وتحقيق أكبر قدر من تعاطف ‏الطلاب ممن هم في سن الخامسة عشر، مع ضحايا الإرهاب وأسرهم.، إضافة إلى ذلك أنها ‏ستسهم في تعريف الأجيال القادمة بمخاطر الإرهاب.

وتبدأ الوحدة التعليمية بشرح مفهوم الإرهاب ‏وعواقبه وتطوره في على مدى الفترات الماضية، وكيف سيكون شكله لو تم إهماله، ولم تقم الدول في مواجهت.

هذا المشروع التوعوي، مشروعا رائدا في تحصين الشباب والنشء والأجيال القادمة من براثن الإرهاب وأفكارهم، ويسهم في تجنيب الشباب خطر الانجراف وراء الأفكار المتطرفة، فهل ذلك المشروع ممكن التطبيق في مصر؟‏.
من ناحيته يؤكد الشيخ صالح عباس رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بأنه بالفعل هناك مادة في الأزهر تعني بشأن تدريس حقيقة الإرهاب، وأفكاره المنحرفة والمتطرفة، وتعمل على توعية النشء بحقيقة تلك التنظيمات الإرهابية، وهذه المادة يدرسها طلاب المعاهد الأزهرية، تحت اسم "الثقافة الإسلامية".

وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن تلك المادة تخصص جزءا كبيرا منها على الردود التي تدحض شبهات وأفكار الإرهاب التي يطل علينا منها، وذلك بهدف سد الطرق كافة أمام الغرهاب للوصول غلى هقول وأفكار الشباب وبخاصة النشئ.

وأضاف عباس، أن تلك المادة يتم تدريسها للطلاب منذ العام 2012، بمختلف المعاهد الأزهرية، ويدرسها طلاب المرحلة الثانوية، حيث سيكون قد نضج عقلهم، واعرفوا بما يدور من حولهم، مبينا بأن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب هو أول من طالب بتدريس تلك المادة من أجل حماية النشء وتعريفهم بحقيقة الدين الغسلامي الصحيح.

فيما يؤكد الدكتور أحمد ذارع المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، أن كليات جامعة الأزهر تقوم على تدريس مواد بعينها تهتم بتعريف الطلاب بحقيقة الغرهاب والافكار المتطرفة، خيث يدرس طلاب الكليات الشرعية تلك المواد من أجل توعيتهم وتبصيرهم بحقيقة الإرهاب، كما أن الجامعة تقوم بإعدادهم ليكونوا جنودا في ساحة المعركة الفكريةن لمواجهة أفكار الإرهاب وتفنيدها ودحضها.

وأكد ذارع، أن الجامعة حرصة كل الحرص على تدريس مواد ثقافية على مختلف الكليات سواء الشرعية أو العلمية، لأنها تقوم في المقام الأول بإعداد العلماء المنفتحين على الثقافات الأخرى، والمتسلحين بالعلم والمعرفة والفكر الوسطي المعتدل.