2024-11-27 05:42 م

إسرائيل تنشر تعزيزات في الضفة وقناصة في غزة لمواجهة «مسيرات العودة»

2018-03-27
أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة  «مناورات دفاعية» هي الأوسع، تحت اسم «مناورات الصمود والتحدي»، وذلك للمرة الأولى بهذه الطريقة، حيث استعرضت مختلف أنواع التشكيلات العسكرية والأسلحة، بما في ذلك صواريخ وطائرات صغيرة دون طيار، ومجسمات لدبابات محلية.

وقال مسؤول باسم حماس إن هذه المناورة «تدريبية وتحاكي الدفاع أثناء العدوان والحرب وتظهر مدى جهوزية القسام والجبهة الداخلية».

وظهر مقاتلو حماس مشياً على الأقدام وفي سيارات رباعية الدفع في شوارع ومفارق قطاع غزة والمناطق الأخرى المفتوحة، فيما بدا استعراضاً للقوة. واختبرت «القسام» صواريخ تجريبية أُطلِقَت باتجاه البحر، فيما حلَّقَت طائرات صغيرة في سماء القطاع، وشوهدت دبابات محلية الصنع على شكل عربات مجرورة.

وأجرت «القسام» تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة، ومن بينها «أسلحة أوتوماتيكية» وقاذفات «آر بي جي»، كما أجرت تدريبات في البحر وتحت الأرض.

ونشرت «القسام» صوراً ظهر فيها مقاتلوها وهم يخرجون من فوهات أنفاق.

وخلال يوم أمس، سُمِع في القطاع أصوات انفجارات عالية وإطلاق نار. وقالت «القسام» إن ذلك جزء من المناورات التي يُفتَرَض أن تنتهي صباح اليوم.

وجاءت تدريبات حماس الواسعة التي يُعتقد أن 20 ألف عنصر شارك فيها، بعد يوم من تصعيد في القطاع، شمل تسلل غزيين وإحراق حفارات للجيش الإسرائيلي على الحدود، وغارات إسرائيلية على مواقع لـ«القسام».

وكان 4 فلسطينيين كما ذكر الجيش الإسرائيلي، تسللوا من قطاع غزة إلى منطقة حدودية، وأضرموا النار في إحدى حفارات الجيش الإسرائيلي التي تعمل على كشف وتدمير الأنفاق تحت الأرض، على الحدود مع غزة. وردَّت إسرائيل بمهاجمة مواقع تابعة لحماس في رفح جنوب القطاع.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد وصل 4 شبان إلى الحفارات وهم يحملون حاويات وقود لإشعالها، وعندما بدأوا بإضرام النار، شاهدوا الجيش يصل فانسحبوا فوراً. واحترقت إحدى الحفارات بشكل متوسط.

وتقدر أوساط أمنية إسرائيلية، أن الهدف كان بث رسائل حول عدم القبول باستمرار الوضع الحالي على الحدود، وتشجيع الفلسطينيين على تنفيذ عمليات من هذا النوع ضد الحفارات. ونظرت إسرائيل إلى الحادثة بكثير من الغضب.

وكتب منسِّق الحكومة الإسرائيلية يواف بولي مردخاي: «حماس تستثمر الأموال في المظاهرات بدلاً من استثمار الأموال في المرافق الصحيّة والبنى التحتية للمياه وجودة البيئة. لذا، إياكم أن تدعوا حماس تستغلّ النساء والأطفال والسكان الأبرياء. سوف نعمل بتصميم وبيد متشدّدة ضدّ أي مسّ بالبنى التحتية الأمنية الإسرائيلية وبمحاولة الدخول باتجاه إسرائيل».

بعد ذلك، أغارت طائرات على غزة، وأطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه مناطق عسكرية تابعة لحماس.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت مقاتلات سلاح الجو على هدف إرهابي تابع لمنظمة حماس الإرهابية، داخل معسكر تدريب في رفح جنوب قطاع غزة. وينظر الجيش بخطورة إلى أي محاولة للمساس ببنية تحتية أمنية، أو بالجدار الأمني، وإلى أي خرق للسيادة الإسرائيلية فوق الأرض وتحتها».

وأضاف أدرعي: «يُعتَبَر حادث المس بالجدار الأمني، بالإضافة إلى محاولة إشعال النيران بآلية هندسية، حادثاً خطيراً آخر في سلسلة أحداث في منطقة الجدار الأمني. نعتبر منظمة حماس الإرهابية مسؤولة وحيدة عن كل ما يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه». وتابع: «يحذر الجيش من أحداث يتم دعوة مواطنين فيها لمظاهرات مزعومة، تستخدم كغطاء للمس ببنية تحتية أمنية أو بمواطني دولة إسرائيل أو بجنود الجيش. سنواصل الردَّ بيد قوية ضد أي محاولة من هذا النوع».

وكان الجيش الإسرائيلي ألقى بيانات على سكان شرق غزة يحذر فيها من الاقتراب من السياج الأمني، وأيضاً خلال المسيرات المتوقع أن تشهدها غزة في «يوم الأرض» نهاية هذا الشهر، التي دعت إليها الفصائل تحت فعالية «مسيرة العودة الكبرى».

وقالت حماس إن القصف الذي شنَّته طائرات الاحتلال جنوب قطاع غزة «يهدف إلى إفشال مسيرة العودة الكبرى المقرر انطلاقها يوم الجمعة المقبل».

وأضاف الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح، إن «التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واستهداف مواقع المقاومة، يهدفان إلى إرباك الساحة وإرهاب الناس لإفشال مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار».

وفي حين يستعد الفلسطينيون ليوم الأرض، تستعد إسرائيل جيداً كذلك، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب أرسلت رسائل إلى حركة حماس عبر مصر، تحذرها فيها من «تسخين الأوضاع على الحدود».

وقرَّر الجيش الإسرائيلي نشر تعزيزات عسكرية كبيرة في الضفة الغربية وعلى طول الحدود مع غزة.

وبدأت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى، بتسوية الأراضي المتاخمة للحدود مع في غزة، لإقامة سواتر ترابية لحماية المتظاهرين الذين ينوون الاعتصام في خيام. ويخطط منظمو المسيرات إلى الاعتصام على بعد 700 متر من الأسلاك الفاصلة والشائكة.

وقرَّر الجيش نشر قوات تضم قناصة ووسائل غير تقليدية لتفريق المظاهرات.

ويدرس الجيش استخدام قنابل غاز عالية التركيز، وأخرى ذات رائحة كريهة (عادمة)، ومدافع طنانة لتفريق المتظاهرين.

وفي الضفة، ستدفع إسرائيل بتعزيزات إضافية تشمل بين الفترة والأخرى إغلاق عسكري، عشية عيد الفصح اليهودي وذكرى النكبة منتصف مايو (أيار) المقبل.

ويُفتَرَض أن تستمر الاستعدادات الإسرائيلية حتى الخامس عشر من شهر مايو، الذي يُفترض أن ينظم فيه الفلسطينيون مسيرات في ذكرى النكبة. وقال ناطق إسرائيلي إن الجيش سيعزز قواته بكتائب عدة في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة، استعداداً للمظاهرات.