2024-11-28 04:51 م

مدير الصليب الأحمر: سكان غزة بحاجة لإيجاد حل للخلافات الفلسطينية الداخلية

2018-03-26
حذر مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى قطاع غزة جيلان ديفورن، من الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة التى يعيشها السكان فى القطاع، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بردة فعل السكان حين يصلون إلى طريق مسدود، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير تصحيحية أساسية. 
وقال يكافح مليونا شخص فى غزة كل يوم لتحقيق طموح أساسى واحد، وهو الرغبة فى عيش حياة كريمة، وجاءت تصريحات ديفورن فى حوار مع صحيفة "فلسطين"، حين شبه الوضع الإنسانى فى غزة  بحياة رجل عجوز شامخ ولكنه مريض، وتهدد مشاكل الكهرباء، وتدنى الأجور، والفقر، والبطالة، وشح المياه الصالحة للشرب وصعوبة تقديم الرعاية الطبية اللازمة حياته بالانهيار.
ولفت إلى أن المستشفيات تعانى من نقص حاد فى الأدوية الأساسية، فالأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج المتخصص خارج غزة، على سبيل المثال مرضى السرطان، يواجهون التأخير وعدم اليقين، فى انتظار تصاريح السفر التى لا تتحقق فى بعض الأحيان. 
وأضاف يصعب على أن أفهم لماذا يجب على أم طفل مريض أن ترى طفلها يعانى أو يموت، نتيجة كونه رهينة الجمود السياسى. موضحا أن الظروف التى تحياها غزة جعلت منها مكانا يصعب للغاية العيش فيه.

وفى سياق آخر، نبه ديفورن على أن اللجنة الدولية تراقب عن  كثب الأحداث وتوثق الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين بشكل عام وخصوصا المزارعين والصيادين، وتنخرط بشكل ثنائى وغير علنى مع السلطات الإسرائيلية  المعنية، معربا عن قله الشديد إزاء تعليق الزيارات العائلية للأسرى المنتمين لحركة حماس من غزة وللأثر الإنسانى المترتب على هذا التعليق، حيث يشكل الحرمان من رؤية الأحباء مصدرا رئيسا للمعاناة سواء "للمعتقلين أو لعائلاتهم". 

وأضاف من حق جميع المعتقلين الفلسطينيين أن يتم احترامهم واحترام كرامتهم وحقوقهم العائلية فى جميع الأحوال.  وللمعتقلين الفلسطينيين الحق فى تلقى زيارات من أحبائهم، وعلى سلطات الاحتجاز أن تلتزم بالسماح للمحتجزين بالتواصل مع أسرهم كما عرج على مسألة تقديم الرعاية الطبية للأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية حيث تقع على عاتق سلطات الاحتجاز، وليس على اللجنة الدولية"، وقال: "ناقشت بنفسى ظروف المعتقلين فى الشتاء معهم مباشرة أثناء زيارتى لهم فى سجني رامون ونفحة ونشارك حوارات ثنائية مع السلطات الإسرائيلية".

وأعرب عن صدمته فيما فعله عضو الكنيست الإسرائيلى أرون حزان، بالاعتداء على أمهات الأسرى أثناء إحدى الزيارات التى يجب أن تتم بطريقة تحفظ كرامة العائلات.

وشدد على المعاناة الإنسانية التى لا تحتمل لتسعة عشرة عائلة فلسطينية وخمس عائلات إسرائيلية والتى بعد 4 سنوات من نزاع عام 2014، ما زالت تنتظر معلومات عن أحبائها. 

ونوه إلى أن القانون الدولى الإنسانى العرفى ينص على وجوب أن تسعى أطراف النزاع إلى تسهيل عودة جثث من قُتلوا فى أثناء النزاع، والهدف من هذه القاعدة هو تمكين الأسر من دفنها بكرامة واحترام، وفقا لمعتقداتها وتقاليدها.

وشدد فى نهاية حديثه على ضرورة إيجاد حلول جوهرية والتى لا يمكن أن تأتى إلا من القرارات السياسية الاستراتيجية، التى من شأنها أن تضع الاحتياجات الإنسانية للسكان فى مركز الصدارة، مؤكدا أن ما يحتاج إليه السكان هو اقتصاد جيد، وتخفيف القيود المفروضة على حركة الناس والبضائع، وإيجاد حل للخلافات الفلسطينية الداخلية التى تشلّ اقتصاد غزة.