2024-11-25 06:55 م

إيران وقطر وكوريا الشمالية.. قضايا خلافية أنهت "عسل" ترامب وتيلرسون

2018-03-13
كتبت- هدى الشيمي:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاء دور وزير خارجيته ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحفي أقيم في واشنطن منذ ساعات، لينضم تيلرسون بذلك إلى قائمة الأشخاص الذين أقيلوا واستقالوا من مناصبهم، لأسباب عدّة.

ويأتي إعلان ترامب بإقالة تيلرسون، وتعيين مايك بموبيمو رئيس جهاز الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) خلفًا له، بعد العديد من الخلافات حول الكثير من الملفات الموجودة في أجندة الرئيس الأمريكي الخارجية، والتي أدت في نهاية الأمر إلى توتر العلاقات بينهما.

ووقع اختيار ترامب على تيلرسون، 65 عامًا، لتولي حقيبة الخارجية في ديسمبر 2016، بعد توليه رئاسة مجلس إدارة عملاق النفط "أكسون موبيل"، ورجح محللون ومراقبون دوليون، في ذلك الوقت، أن الرئيس الأمريكي يسعى لتطبيع العلاقات بين بلاده وروسيا، مُستغلا العلاقة القوية بين تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأثنى ترامب، عقب تعيينه لتليرسون على مساره الوظيفي، وقال إنه "يجسد الحلم الأمريكي"، إن "صلابته، وخبرته الواسعة، وإلمامه بالأمور الجيوسياسية، تجعله خيارا ممتازا لمنصب وزير الخارجية. وسيروج (تيلرسون) للاستقرار الإقليمي ويركز على المصالح الأساسية للأمن القومي للولايات المتحدة."

إلا أن الأمور لم تبقَ كما هي عليه، فبعد شهور من تولي تيلرسون منصبه كوزير خارجية في الإدارة الجديدة، نشبت خلافات بينه وبين ترامب، بسبب اختلاف آرائهما حول العديد من القضايا، أهما الملف النووي الإيراني، الذي قال ترامب إنه كان السبب في إنهاء عمله في الإدارة الأمريكية.

وأضاف الرئيس الأمريكي، في المؤتمر الذي عُقد اليوم، أنه أراد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني إلا أن تيلرسون لم يرغب في ذلك.

وأعلن تيلرسون، منذ فترة، أنه ينتهج أساليب مخالفة تماما للتي يتبعها ترامب تجاه الاتفاق النووي الإيراني، وسبق وقال إنه والرئيس الأمريكي لديهما وجهات نظر مختلفة تماما بشأن هذه المسألة.

ونقلا عن مسؤولين على اطلاع بهذا الأمر، فإن تيلرسون كان مُستاءً عقب إعلان ترامب بأنه اتخذ قرار بشأن الاتفاق النووي الإيراني، في سبتمبر الماضي، وأكد أنه من الضروري أن يتخذ الاثنان القرار الخاص بالملف النووي الإيراني معًا.

"انتقادات علانية"

وقال مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية إن تيلرسون أخذ قراره بالاستقالة من منصبه، في الصيف الماضي، بعد تصاعد حدة الخلافات مع ترامب، لكنه تراجع بعد توسل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وغيره من المسؤولين له حتى يبقى في منصبه.

وانتقد تيلرسون أجندة الرئيس الأمريكي الخارجية علنًا، في اجتماع عُقد في 20 يوليو الماضي، جمع مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ومسؤولين من فريق الأمن القومي وعدة وزراء، وقيل إنه وصفه بـ"المعتوه"، وهذا ما نفاه وزير الخارجية السابق في بيان رسمي.

وفي محاولة لتهدئة الموقف، أفاد مسؤولون في البيت الأبيض بأن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، تحدث أكثر من مرة مع تيلرسون بشأن اللهجة الحادة التي يستخدمها في الحديث مع ترامب، وطالبه بألا يكشف عن الخلافات الواقعة بينهما في الاجتماعات التي يحضرها باقي المسؤولين، وحثه على مناقشة الرئيس الأمريكي في القضايا التي تثير الخلافات والمشاكل بينهما على انفراد.

"خلافات حادة"

اختلف ترامب وتيلرسون حيال العديد من ملفات الخارجية خلال العام الماضي، أبرزها أزمة دول الخليج ومصر مع قطر، التي بدأت في يونيو الماضي، والعقوبات الأمريكية على فنزويلا، ووصلت الخلافات إلى ذروتها بعد تعليقات وزير الخارجية السابق على الطريقة التي تعامل بها ترامب مع احتجاجات تشارلوتسفيل، بحسب مسؤولين في الإدارة الأمريكية، إذ قال تيلرسون إن "تعليقات الرئيس تمثله فقط، ولا تعكس أراء العاملين في إدارته"، ما أثار غضب ترامب.

كما لعبت التوترات بين تيلرسون وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وزوج ابنته الكُبرى إيفانكا، دورا في توتر العلاقات بين وزير الخارجية السابق وترامب، لاسيما وأنه اعترض على الطريقة التي يتعامل بها كوشنر مع القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وقيامه باتصالات واجتماعات دون اخبار وزارة الخارجية، أو اطلاعه عليها.

كانت قضية أسلحة كوريا الشمالية النووية وترسانتها العسكرية من بين أبرز الخلافات بين ترامب وتيلرسون، إذ اختلف الاثنان حيال الاستراتيجية الأمريكية تجاه كوريا الشمالية، وانتقد الرئيس الأمريكي وزير خارجيته في تغريدة على تويتر، عقب محاولة الأخير فتح الأبواب أمام المحادثات مع كوريا الشمالية خلال رحلته إلى الصين. وكتب ترامب: "أخبرت ريكس تيلرسون وزير خارجيتنا الرائع، أنه يضيع وقته في محاولة التفاوض مع رجل الصاروخ"، في إشارة منه إلى الزعيم الكوري الشمالية كيم جونج أون.

وأكد مسؤولون في البيت الأبيض أن ترامب وتيلرسون اختلفا كثيرا حول الطريقة المُثلى للتعامل مع عدائية كوريا الشمالية تجاه أمريكا، ودائما ما كانت تؤول المحادثات إلى تأكيد الرئيس الأمريكي أن الخيار العسكري أفضل طريقة لردع بيونجيانج والتصدي لطموحها النووي.