2024-11-30 12:35 م

القاهرة أمام تساؤلات مشروعة حول تحركات واصطفافات مقلقة

2018-03-13
القدس/المنـار/ تتحرك القاهرة في اتجاهات مختلفة، وتتصدر القضية الفلسطينية بجوانبها المتعددة، هذا التحرك متعدد المسارات والاطراف، هناك المصالحة التي ترعى مصر ملفها، وهناك ما يتعلق بالتحرك الامريكي وما يسمى بـ (صفقة القرن).
هذا التحرك يثير تساؤلات عديدة، بفعل عدم الوضوح في الاهداف والنتائج، وما يدور في اللقاءات متعددة الأطراف، والموقف من السلطة الفلسطينية، وما يقال عن تغييب متعمد لها، ونسج تحالفات بعيدا عن خدمة التطلعات الفلسطينية، ومساندة الفلسطينيين في مواجهة التحديات المتزايدة، من جانب دول باتت تربطها علاقات تحالف متقدمة مع القاهرة.
وما يخشاه الفلسطينيون، أن تكون هذه التحالفات على حساب الحقوق الفلسطينية، في ضوء توتر العلاقات بين الجانبيين الفلسطيني والمصري، رغم ما يصدر من بيانات، هي دبلوماسية لا أكثر، فدلائل واشارات التغييب المصري للسلطة الفلسطينية واضح تماما، ولا مجال للتغطية والانكار والتفتيد، انها اشارات تثير العديد من علامات الاستفهام، لم تجب عنها القاهرة حتى الان، في حين تواصل نسج وتركيب التحالفات مع قوى أصبحت في الخندق المقابل وتحولت الى مجرد "مقاولين" لواشنطن، وتعمل نهارا جهارا لتصفية الحقوق الفلسطينية، وصولا للتطبيع مع اسرائيل وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية ومشيخة الامارات.
وهنا، من حق الفلسطينيين، عتاب القاهرة، واشعارها بالقلق والتخوف، ما دامت لم تقم حتى الان بالاجابة على تساؤلات مشروعة فهناك أحداث ولقاءات تثير الريبة وتدعو الى القلق، وتستدعي الاجابة عليها من منطلق الأخوة والحرص، هذه اللقاءات والأحداث، هل هي متعمدة، وما الهدف منها، ولماذا تكرارها، ما دامت تحمل من المعاني والدلالات خطورة كبيرة، على القضية الفلسطينية، وأيضا على الدور المصري، الذي يتمنى له الفلسطينيون تعاظما وريادية في خدمة القضايا العربية.
من بين هذه التساؤلات المشروعة، ماذا يدور في لقاءات التحرك المصري مع حركة حماس، والمملكة الوهابية السعودية، وما علاقة ما يجري من محادثات بصفقة القرن الامريكية، في ضوء ما يتوارد من أنباء حول دور مصري سعودي اماراتي لتمرير هذه الصفقة، وهل القيادة الفلسطينية على اطلاع بما يدور، أم أن هذه التحركات تتعمد تجاوز القيادة، وماذا يهدف المشروع السعودية المشاركة فيه مصر والمسمى بـ (نيوم) بمعنى، ماذا يخطط ضد قطاع غزة، وهل التحرك المصري يخدم رعايتها لملف المصالحة، أم أن هذا الملف قد طوته القاهرة لتطورات وأهداف وملفات أخرى.
ومن هذه التساؤلات أيضا، هل تتعمد القاهرة، الايعاز للمفصول من حركة فتح محمد دحلان المرتبط بقوة بالأجندة الاماراتية والعمل لصالحها، وهي أجندة مفضوحة مشبوهة، للمجيء الى القاهرة مع كل زيارة لوفد من السلطة أو وفد من حركة حماس، أو الاثنين معا، فاذا كان الهدف الضغط على القيادة الفلسطينية أو المس بالمشهد السياسي الفلسطيني، فان هذا الهدف لن يتحقق، وستفشل مصر فيه تماما.
ان موقف القيادة الفلسطينية واضح وثابت، فهي لا يعنيها علاقات المذكور مع القيادة المصرية وأجهزتها الأمنية، وما يقال عن خدمته لهذه الأجهزة، فهذا أمر يخص القاهرة وحدها، لكن، أن لا تكون هذه العلاقة شكلا من أشكال الضغوط على القيادة الفلسطينية.
من حرصنا على علاقة متينة ومتميزة مع مصر، نطرح هذه التساؤلات خاصة هذه المرحلة المفصلية، بانتظار اجابات حاسمة وصادقة، فالأجواء مليئة بالغبار، وضبابية هذه الأجواء وما يجري على الارض من تحركات، تجعلنا نقلق ونتخوف من تحالف خطير يجري بناؤه في حدمة مصالح أمريكا واسرائيل.