2024-11-25 07:47 م

اوروبا تواجه أزمة في البلقان

2018-03-01
نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مسؤول تركي رفيع قوله: إن الحرب العالمية الثانية قد انتهت، بينما لم تنته الحرب العالمية الأولى بعد.

وأدلى المسؤول التركي بهذا التصريح في لقاء معه بأنقرة، بينما كان يتحدث عن أزمات الشرق الأوسط.

ويقول كاتب التقرير، رئيس مركز ابحاث الاستراتيجيات الليبرالية بصوفيا، ايفان كراستيف «سمعت مثل هذا الكلام في موسكو وكييف ودول البلقان في نظرتهم للحالة الراهنة للقارة الاوروبية، والمكان الوحيد الذي لم اسمع فيه هذا الكلام هو بروكسل، فلا يزال الاتحاد الاوروبي غير مستعد للعيش في ظل عالم عادت الجغرافيا السياسية لتحكمه، حيث تهتم الحكومات والكثير من الجماهير بالأرض والحدود وتميل لتحديد النجاح بتحقيق النمو الاقتصادي اكثر من الشعور بالفخر الوطني».

ويشكل الوضع اليوم في غرب البلقان، بحسب «الجارديان»، اختبارا لقدرة الاتحاد الاوروبي على التفكير والعمل كلاعب جيوسياسي، ففي وقت مبكر من شهر فبراير الفائت قدم الاتحاد الاوروبي استراتيجيته الجديدة لدول غرب البلقان، لتشجيع الاصلاحات في صربيا والجبل الاسود والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا وألبانيا، وذلك عبر تجديد وعوده لهذه الدول بالحصول على عضويته.

ويبدو أن مؤسسات بروكسل، التي تجد نفسها في خضم موجة طائفية تؤثر على معظم بلدان الاتحاد الاوروبي، لديها الشجاعة لكي تؤكد مجددا أن وعد الحصول على العضوية ليس معجزة صغيرة.

وأوردت الصحيفة البريطانية، مزحة تنتشر في البلقان حول الحصول على عضوية الاتحاد، تقول: إن الفرق بين المتشائمين والمتفائلين هو أن المتفائلين يعتقدون بحصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي أثناء رئاسة ألبانيا له، بينما يعتقد المتشائمون أن ألبانيا ستنضم خلال رئاسة تركيا للاتحاد، والمعنى أن ذلك لن يحصل ابدا.

ومن حق بروكسل توضيح أن الوضع الراهن «في البلقان» لا يحتمل، ولكن مخاطر هذا الاعلان سوف تثير عدم الاستقرار في المنطقة. وينبغي على الاتحاد الاوروبي أن يكون اكثر خوفا من تكرار السيناريو الأوكراني، حيث يؤدي تشجيع الاتحاد لتطلعات الدول بالحصول على عضويته الى رد فعل عنيف من الدول، التي تعارض توسع الاتحاد مثل روسيا.

وتقوم روسيا بزعزعة استقرار البلقان كجرس إنذار كلما اجتمع قادة الاتحاد لبحث التوسع شرقا وضم دول على تخومها.

ولكي ينجح الاتحاد الاوروبي في طموحه بتحويل دول البلقان للتوافق مع شروط الانضمام، فإن عليه ان يكون على علم بالتغيرات الجيوسياسية الهائلة التي حدثت.

ولا تستعجل الصين في الانخراط في انشاء مشاريع البنية التحتية في دول البلقان وتتنظر، إذ انضمام هذه البلدان يحتم عليها الالتزام بقواعد الاتحاد.

وقد يثير ذلك العديد من التساؤلات، فهل يدفع الاتحاد الاوروبي دول غرب البلقان لاعتماد قواعده في مشترياتها الآن أم فيما بعد؟ وهل الاتحاد الاوروبي على استعداد لتعويض دول البلقان اذا فقدت الاستثمارات الصينية نتيجة الاندماج فيه؟

كما ينبغي ان يكون صناع السياسة الاوروبية حذرين من طول امد النزاع بين اليونان ومقدونيا «اذ تعترض اليونان على تسمية مقدونيا لاسباب تاريخية وترفض دخولها الاتحاد بهذا الاسم»، واذا لم يحسم الاتحاد هذا الامر قبل انعقاد قمته القادمة في غرب البلقان في مايو المقبل فإنه سيواجه هزيمة مزدوجة، فمشاعر شعب مقدونيا سوف تتحطم، وجهود بروكسل سوف تتراجع بدلا من ان تكون على محمل الجد «ستفقد مصداقيتها». فالبلقان هو المكان الذي يمكن لروسيا ان تعمل على زعزعة استقرار الاتحاد الاوروبي من خلاله دون ان تدفع تكلفة سياسية كبيرة.