2024-11-27 06:41 م

لماذا طالت مفاوضات حماس في القاهرة؟

2018-02-26
فيما كانت السيارات التابعة للمخابرات العامة تتجه صوب معبر رفح في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، كان وفد «حماس»  يستعد لخوض أهم وأنجح مفاوضاته في القاهرة؛ فإسماعيل هنية الذي تزامن صعوده لرئاسة المكتب السياسي للحركة مع انفراجة كبيرة في العلاقات مع الجهاز السيادي، استطاع أن يُقدم تنازلات حصد منها مكاسب أخرى.

والزيارة التي استمرت ثمانية أيام وقتها كان أبرز نتائجها: تخفيف الحصار عن قطاع غزة. وحلّ اللجنة الإدارية تمهيدًا لإتمام المصالحة الفلسطينية، في ظلّ صفقة جانبية برعاية القاهرة تصدَّرها محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة «فتح»، بشأن تشكيل حكومة وفاق في حال فشلت المفاوضات مع عباس، وبعد أقل من شهر، كان مدير المخابرات المصري في القطاع يُضيف نجاحًا آخرًا للزيارة، وبُعدًا واضحًا للعلاقات التي شهدت تنسيقًا أمنيًا متبادلًا.

لكنّ الأوضاع سُرعان ما تغيرت؛ فالوفد الذي يمكث منذ 9 فبراير (شباط) الجاري، أوشك على دخول أسبوعه الثالث في ظل توقيتٍ سيئ للزيارة؛ فقيادات الجهاز السيادي القديمة توارت بصعود تيار «الصقور» المُعادي تاريخيًا للحركة، كما أنّ تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة يُمثّل حاليًا ضغطًا كبيرًا على خيارات المقاومة، إضافة إلى القصف الإسرائيلي المتواصل تزامنًا مع العملية الشاملة للجيش التي أعطت سببًا أخلاقيًا للقاهرة لغلق المعبر.

اقرأ أيضًا: شهر العسل بين النظام المصري وحركة حماس.. المخابرات المصرية كلمة السر!

القاهرة.. وسيط «غير نزيه» يمارس ضُغوطًا

بعد يومين فقط من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أُقيل مدير المخابرات العامة محمد رأفت شحاتة، أحد أهم كوادر الجهاز التي كانت تُمثل امتدادًا لإرثٍ ثقيل من المبادئ التي أرساها اللواء عمر سليمان في التعامل مع قضايا الشأن الفلسطيني، وكان البديل هو أبرز تيار «الصقور» محمد فريد التهامي، والذي يُطلق عليه «مُعلِّم السيسي»، مدير المخابرات الحربية السابق الذي عُيّن خصيصًا لتطهير المخابرات من الولاءات القديمة، وتشكيل ولاءاتها الجديدة، فأقال 113 من الصفوف الأولى، إضافة إلى مهتمه الثانية باعتباره فعليًا مهندس قطع العلاقات مع حركة حماس، وكانيصفها بأنّها «كانت الطفل المدلل لنظام الإخوان»، لذا واجهت حماس في عهده اتهامات بالضلوع في العمليات الإرهابية بسيناء.