2024-11-24 03:08 م

المسارات السياسية والقانونية لمواجهة المخطط الصهيو أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية

2018-02-03
إعداد عبد الحميد الهمشري - الباحث بالشأن الفلسطيني والمحامي علي أبوحبله 
لا شك أن مستجدات الأحداث المتسارعة والتي تعصف بالساحة الفلسطينية والإقليمية وحتى الدولية والعبث الأمريكي المتواصل في دعم التجاوزات الصهيونية على الأرض الفلسطينية ، تفرض على الفلسطينيين اعتماد استراتيجية تقود للتحرر من سطوة الاحتلال الصهيوني الممنهجة وفق خطوط مرسومة ببرامج مخطط لها ومدروسة مسبقاً بدقة وإحكام ، تعتمد أسلوب الخداع والمماطلة والشكوى متخذين من أسلوب " ضربني وبكى وسبقني واشتكى " درباً لطمس الحقائق لنيل المراد وكسب تعاطف الآخرين " الأغيار " جراء اتباعهم سياسة تعتمد التضليل الإعلامي المبنية عليه آمالهم في التأثير على الرأي العام العالمي لتبيين أن ما يفعلونه ليس أكثر من دفاع عن النفس والوجود لرد الظلم عنهم من شعب أعزل يدافع أساسأ عن حقه في الوجود على أرض آبائه وأجداده وممتلكاته . ورغم أن العدو الصهيوني هو من تخلى عن كافة الاتفاقات والمواثيق التي وقعتها قيادته في الكيان العبري مع منظمة التحرير الفلسطينية وبرعاية أمريكية، ويمارس الإرهاب عبر مستوطنيه بدعم من حكومة الاحتلال الصهيوني وبغطاء وحماية ودعم مطلق من قيادة جيشه الباغي لجرائم المغتصبين الصهاينة من شبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن .. إلخ ، إلا أن هناك من يدعمه في مواصلة اعتداءاته ويبرر له قيامه بها رغم امتلاكه لمنظومة لوجستية فاعلة ولترسانة ضخمة من الأسلحة الفتاكة والاستراتيجية لا تملكها دول ذات تأثير في الميدان الدولي من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية واللوجستية. فالإرهاب الصهيوني المتواصل على الأرض الفلسطينية والمنطقة العربية مثلما هو واضح وبيِّن ومعروف للقاصي والداني إرهاب مؤسسي منظم مارسه ولا زال جيش الاحتلال الصهيوني منذ بداية تكوينه بعد أن تبين زيف الادعاءات الصهيونية بأن فلسطين أرض بلا شعب حيث تبث وبالدليل القاطع ومن خلال تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبمقاومته الشديدة للهجمة الصهيونية الاحتلالية الشرسة وعدم استكانته عن حقه رغم شراسة المؤامرة والهجمة والوهن العربي بالنسبة لهذه القضية بالذات حيث بان وبالإدلة الثبوتية القاطعة أن التصور الصهيوني عن فلسطين أنها أرض بلا شعب زائفاً وأثبت الصراع الذي لم يتوقف طيلة ما يزيد عن قرن من الزمان أن شعبها يعي تاريخه وحضارته جيداً ولم تثنه العواصف وهول ما يخطط له ولأرضه وهذا ما أفقد الدوائر الصهيونية والغربية خاصة الأمريكية صوابها ودفع بها وبخطى متسارعة لرفع وتيرة الإرهاب ضد هذا الشعب الفلسطيني الذي معظم قلوب العرب والمسلمين والإنسانية معه في الوقت الذي فيه سيوف البعض منهم وبتبريرات يندى لها الجبين مع بني صهيون وهم ينسون أو يتناسون مواقف أجدادهم وآبائهم في سبيل هذه القضية التي تنال منهم جميعاً في حال التسليم بها للعدو الصهيوني ، ومواقف أمثال هؤلاء شبيهة بمواقف أهل الكوفة الذين كانت قلوبهم مع آل البيت في الوقت الذي كانت فيه سيوفهم مع بني أمية .. وعليه استمر الإرهاب الصهيوني في تصاعد شدته وتنوع أساليبه من قبل العدو منذ ما قبل العام 1948 واشتد بعد حرب العام 1967 في سبيل إفراغ الأرض التي لا شعب فيها من الشعب الذي "تصادف" وجوده فيها (حسب التصور الصهيوني للقضية والذي ازدادت وتيرته وتخطى كل حق إنساني في الوقت الذي فيه يتعامى العالم عما يجري على الأرض الفلسطينية من سفح لكل ما يمت للإنسانية بصلة ( . والمتتبع لمجريات الأحداث يرى الشاهد الحي في الكيان الاحتلالي الغاصب للأرض الفلسطينية أنه يتم مكافأة المجرمين الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني بتقليدهم المناصب القيادية في الكيان العبري بدل تقديمهم لمحاكم الجرائم ضد الإنسانية الدولية في الوقت الذي يوصم به المقاومون الفلسطينيون بالإرهاب أما " قاتلو الأطفال والنساء وكبار السن ومرتكبو المجازر ضد الأبرياء العزل من قبل الإرهاببين الصهاينة " فيطلق عليهم أبطال العمليات العسكرية الإرهابية في عرف الدولة العبرية " وهؤلاء ومنذ ما قبل عام 1948 وحتى الآن هم من يتقلدون أعلى المناصب والمراكز الحساسة في الأجهزة سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً في دولة الإرهاب الصهيوني والتي تتفاخر وفي كل المحافل بممارسة نشاطها الإرهابي والعنصري المتكامل الأبعاد (عسكرياً ـ اقتصادياً ـ سياسياً ـ أيديولوجياً ـ دعائياً... إلخ) ضد الشعب الفلسطيني في الخارج وبالداخل بهدف طرده خارج أرضه ودفعه بعيداً عن الوطن استمراراً لمهام الاستيطان الإحلالي وبالعمل على بناء هيبة القوة ضد البلدان العربية وما يتجاوزها بالتعاون مع الإمبريالية الأمريكية. ورغم أن القيادة الفلسطينية في سبيل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والحد من المخاطر على الوضع العربي القائم - والذي نرى فيه اجتهادات خاطئة في ذلك ووباله كان شديداً على القضية برمتها – تظهر مرونتها وتحاول جهدها الوصول لنقاط تفاهم حول قضايا حساسة تتعلق بالقدس والحدود والاستيطان واللاجئين الفلسطينيين وغيرها من القضايا التي توصل لحل الدولتين مع العدو الصهيوني وفق ما هو منصوص عليه في قرار تقسيم فلسطين الصادر عن المنظمة الدولية ووفق ما تبنته وأعلنت عنه الإدارة الأمريكية منذ تسعينيات القرن الماضي إلا أن العدو الصهيوني قابل ذلك بمزيد من التحدي المدعوم أمريكياً لكل قرار دولي منادٍ بالحل العادل بمزيد من سفك الدماء والإرهاب والاعتقال والاغتصاب للأرض والاقتحامات المستمرة لمناطق السلطة والتهديد المستمر بتنفيذ المزيد من المضايقات على السكان والتمادي في الفصل العنصري " الأبرتهايد " الذي يمارسه على الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر وهذا ما أوضحه تقرير المركز الفلسطيني للإعلام والذي صدر عام 2016 عقب استقالة الفاضلة الأردنية ريما خلف، الأمين التنفيذي لـ"إسكوا" حينذاك ، من منصبها لرفضها طلب الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش سحب تقرير يدين الاحتلال الصهيوني الذي يؤسس لنظام فصل عنصري تجاه الشعب الفلسطيني ويكشف عن مدى تأثير الضغوط الصهيونية على المنظمة الدولية المسنود أمريكياً فالإدارة الأمريكية مع الدولة العبرية ظالمة أو مظلومة رغم أن لا ظلم يقع عليها وأن ممارسات قادتها الحاقدة هو ما يوقع الظلم بالغاصبين أنفسهم. حيث أورد التقرير ملخصاً لما جاء في تقرير الأسكوا والتوصيات حوله وبدورنا هنا ننقل ملخصه الذي يؤكد على أن نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المطبق في الكيان العبري يعمل بطرق مختلفة في نمط قائم على مبدأ السيطرة على الأرض واشجر والحجر والإنسان عبر التجزئة فتسعى لتفتيت الشعب الفلسطيني سياسياً وجغرافياً كأداة أساسية تعتمدها لبسط السيطرة العرقية فيها وإدامتها لوتقويض الهوية الفلسطينية الجامعة ووحدة الشعب السياسية، وإضعاف المقاومة للاضطهاد. وكذلك اضطهاد كل جزء من الشعب الفلسطيني من خلال قوانين، وسياسات، وممارسات مختلفة فالمواطنون الفلسطينيون في الدولة العبرية ذاتها يعيشون في ظل نظام قانوني يقوم على القمع والاضطهاد، ويجرّم أي مواجهة قانونية لهذا الاضطهاد ويجعل من الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية وسياساتها وممارساتها تهدف لضمان بقاء هذا الجزء من الشعب الفلسطيني أقلية ديموغرافية، الأمر الذي يحول دون حصوله على الوزن الانتخابي المطلوب لتحدي القوانين التمييزية أو الطبيعة اليهودية الأساسية للدولة عبر القنوات التشريعية. أما الفلسطينيون في القدس الشرقية فيصنفون كمقيمين دائمين، لا كمواطنين، مما يحول دون مساهمتهم في زيادة الثقل الديمغرافي للفلسطينيين داخل إسرائيل. ويعاني فلسطينيو القدس الشرقية من التمييز، لا سيما في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، والحصول على تراخيص البناء، وفي خدمات عامة أخرى وهم يعيشون تحت ضغط مستمر يرمي إلى دفعهم إلى مغادرة المدينة نهائياً، وفي خوف دائم من مصادرة تصاريح الإقامة ، وهذه الممارسات جزء من سياسة متعمدة هدفها الحد من عدد الفلسطينيين في المدينة. ناهيك عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المفصولين أيضاً عن الفلسطينيين في إسرائيل والقدس الشرقية ويحكمهم القانون العسكري الصهيوني، بينما يعيش المستوطنون اليهود في ظل القانون المدني الإسرائيلي (ما يعتبر بحد ذاته انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة) ، وسياسة تجزئة الضفة الغربية إلى كانتونات تفرقها مناطق حصراً يهودية (المستوطنات)، والحصار على قطاع غزة لإضعاف الفلسطينيين وإحكام السيطرة عليهم. وكذا الحال بالنسبة للاجئين والمنفيين الفلسطينيين ممنوعون وبشكل صريح من العودة إلى منازلهم سواءً في إسرائيل أم في الأرض الفلسطينية المحتلة، لأن السماح لهم بالعودة قد يؤدي إلى تغيير التوازن الديموغرافي داخل إسرائيل. ورفع التقرير توصيات تدعو لقيام الأمم المتحدة والدول الأعضاء بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري والسعي لتقديم طلب برأي استشاري من قبل محكمة العدل الدولية حول ما إذا كانت إسرائيل قد أنشأت نظام أبارتايد. وقيام هيئات الأمم المتحدة بدور محوري في الدعوة إلى التعاون الدولي لإنهاء الأبارتهايد وتقديم الدعم من قبل الحكومات الوطنية لمبادرات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، ومحاكمة مرتكبي جريمة الفصل العنصري في المحاكم المحلية في إطار تصدي الدول لنظام الأبارتهايد في إسرائيل. والطلب من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني عرض آراءها بشأن نتائج تقرير الإسكوا على مجلس حقوق الإنسان. *** كلام خطير للغاية : الحكومة الصهيونية كما تفعل في كل مرة تحاول أن تغطي الحقيقة بغربال فالحقائق التي يتكلم بها الفلسطينيون وقيادتهم تحاول دوماً استثمارها لصالح الصهيونية العالمية إعلامياً فبعد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمودعباس حول طبيعة الصراع في فلسطين وانتقاده للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس جوهر الصراع والخلاف عاصمة للدولة العبرية وإلغائه حق العودة وإظهاره الانحياز الكامل لنتنياهو وزمرته الإرهابية فقد وظفت تلك التصريحات لتحقيق مآرب دعائية وتوجيه الاتهامات للشعب الفلسطيني باللاسامية خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لوصفه الصهيونية بالمشروع الاستعماري الغربي . حيث علق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في العاصمة الهندية نيودلهي على تصريحات الرئيس عباس بالقول أنه أي عباس كشف النقاب عن الحقيقة وأزال القناع عن وجهه التي هو يعمل منذ سنوات طويلة على غرسها في قلوب الناس عن أن جذور الصراع مع الفلسطينيين تعود إلى الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بدولة الشعب اليهودي مهما كانت حدودها ونسي نتنياهو أو تناسى أنه يريد كل شيء دون أن يعطي شيئاً للفلسطينيين من حقوقهم أي شيء وأنه بهذه العقلية السادية يحاول الإيحاء بأن الصهاينة هم الحمل الوديع والضحية معتقداً أن العالم لا يدرك كنه الصهيونية وحقيقتها النازية الشرسة والمخادعة . من جانب متصل سارع خصم نتنياهو السياسي رئيس الدولة العبرية رؤوفين ريفلين للانضمام لجوقة التطبيل والتزمير الصهيونية ضد الرئيس عباس واصفاً كلماته بالرهيبة وهو يتساءل عن الحقيقة وهي الحقيقة فعلاً : هل يعقل القول إن إسرائيل هي نتيجة مؤامرة من العالم الغربي لتوطين اليهود في مناطق تابعة للسكان العرب، والقول إن الشعب اليهودي لا علاقة له بأرض إسرائيل؟ زاعماً ريفلين أنه لأجل ذلك لا يوجد حوار بين الجانبين كونه أي الرئيس عباس ينكر عودتنا إلى وطننا وبدون ذلك لا يمكننا بناء الثقة والتقدم”. فيما سارع وزير التعليم الصهيوني من حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينيت للقول أنه قد حان الوقت للتفكير في اليوم التالي ما بعد أبو مازن في إشارة واضحة للدعوة للتخلص منه.. متابعاً حديثه ” أن أبو مازن ومعه فكرة قيام دولة فلسطينية بطريقها للابتعاد والزوال والاختفاء من العالم ومواقفه هذه أفقدته حقه في الاستقلال وكأن تل أبيب تسعى لمنح الفلسطينيين استقلالاً . من جانبه اعتبر وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، من حزب الليكود، أن أبو مازن يدمر كل احتمالات السلام، كونه اختار التحريض ضد إسرائيل والتراث اليهودي بدلاً من الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وهو بذلك يريد من القيادة الفلسطينية التسليم بسياسة الأمر الواقع وإعطاء الكيان الصهيوني كل شيء ودون أن ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير . ** * بنس يواصل مشوار رئيسه : نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي قام بزيارة للمنطقة بعدما تأجل جراء رفض استقباله فلسطينياً لانحياز أمريكا السافر للكيان الصهيوني بشأن مسائل عديدة وحساسة خاصة قضية القدس والمغتصبات الصهيونية وحق العودة ومواقفها من الوكالاات الدولية التي تدعم الحق الفلسطيني ومنها الأونروا فإنه ووفق التقديرات الأولية من جولته الشرق أوسطية فقد خرج بخفي حنين بل وبزيادة الحنق العربي الرسمي والشعبي على هذه الجولة التي لم تكن تحمل في جنباتها سوى تغزل ما بين الإدارتين الأمريكية والصهيونية بعضهما ببعض ، حيث أثنى نتنياهو على الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب وفريقه المتصهين حينما قال في الكنيست " إن أمريكا ليس لديها صديق أفضل من إسرائيل " و " إسرائيل ليس لديها صديق أفضل من الولايات المتحدة " ورد بنس بالقول " أنا هنا لأنقل رسالة واضحة وهي أن أمريكا تقف إلى جانب إسرائيل " .. فسياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط شكَّلَها ووضع خطوطها العريضة اليمين الأمريكي المتصهين المنطلق من القاعدة الدينية المدعومة من أعضاء المجلس الاستشاري الإنجيلي الذي أشار للرئيس باتخاذ قراره بنقل السفارة والخطة للسلام المزعوم أمريكياً والتي تبناها ووضع خطوطها العريضة ونصها بالكامل نتنياهو الذي تحدث في الكنيست وأمام بنس الصهيوني نيابة عن ترامب بالقول عن الخطة " «كل من ليس له استعداد لإجراء محادثات مع الأميركيين حول السلام، فهو لا يريد السلام " . ورغم هذه التلميحات والتي تحمل في ثناياها التهديد والوعيد لكل من يرفض خطة ترامب من العرب كان هناك إصرار أردني مصري فلسطيني على رفض الخطة الأمريكية حيث جوبه بنس برفض شعبي من خلال المسيرات والاعتصامات التي جرت ما قبل وما بعد الزيارة وكذلك من قيادة هذه البلاد ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذين أظهروا قلقهم العميق لهذا التوجه الأمريكي المنحاز للعدو الصهيوني والذي زعزع الثقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي يحتاج إعادة بنائها الكثير حتى ما بعد تغيير نهج الإدارة الأمريكية المنحاز لنتنياهو وزمرته النازية في التفكير والأهداف والأفعال ، فلم تعد أمريكا وفق سياستها المعلنة وسيطاً نزيهاً يمكن الوثوق به أمام ما أعلنه ترامب من توجهه إلى جانب إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني لشطب حق العودة بالنسبة للفلسطينيين ووقف دعم الوكالات المتخصصة الداعمة للحق الفلسطيني خاصة وقف دعم الأونروا والاستيلاء على أراضِ واسعة من باقي الضفة الغربية التي لم تعد القدس الشرقية جزءاً منها بموجب اعتراف ترامب المشؤوم ووقف دعم الدول التي تقف في مواجهة خطة ترامب الصهيوني . حيث أدرك بنس خلال زيارته الإصرار والتصميم العربي والإسلامي على رفض خطة الإدارة الأمريكية التي يقدر لها إن نجحت في حال قبولها كخطة للحل لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وإلى الأبد وترويج الدولة العبرية لتكون الدولة التي تتحكم بمصائر دول المنطقة . .فبنس عاد من حيث أتى من المنطقة العربية بخفي حنين لكنه حصل على شيء واحد يدغدغ فيها مشاعر وعواطف رئيسه وهي " رضا حكومة نتنياهو عن إدارة ترامب الماسونية المتصهينة " . ** الضغط الأمريكي المتواصل بوقف الدعم للسلطة : وأمام الضغوط التي يمارسها ترامب وبطانته المنقادة لرغبات نتنياهو وزمرته الحاقدة التدميرية لعملية حل الدولتين بوقف أو تخفيض الدعم المالي للسلطة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطيني للقبول بما يملى علي الفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية انهيار العملية التفاوضية ورفض الوساطة الأمريكية في تنازل الفلسطينيين حتى عن جزء كبير من حقوقهم في سبيل الاستقلال وتقرير المصير للتسليم بنهج ترامب وزمرته الحاقدة على العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً لم يكن أمام القيادة الفلسطينية التي تحملت الكثير ما بعد أوسلو من انتقادات واسعة لنهجها التفاوضي والتنسيق الأمني مع الجانب الصهيوني حيث سعى العدو الصهيوني في سبيل إحراجها الدائم مع شعبها في الداخل والخارج الفلسطيني بتصويرها بالمهرول على ما لا شيء في سبيل تسيدها على قمة السلطة لإعادة حساباتها من جديد مستفيدة من دروس وعبر التماشي مع سياسة الاحتلال طمعاً في نيل الاستقلال لشعبها لأن من يرضى الاستمرار بالتغاضي عن ممارسات الاحتلال الاستفزازية سيفقد نفسه وسيؤول مصيره إلى طي النسيان وسيكون تحت رحمة المحتل الذي يقرر مصيره الذي سيؤول إليه إن لم يمرر كل ما يريده الاحتلال. مراجعة الحساب هذه ما كان لها أن تكون لو خلصت نوايا الإدارة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإرهاب الدولة الصهيونية المنظم الذي ثبت ومن خلال النهج الأمريكي العملي دعمه لممارسات حكومات الاحتلال المتعاقبة وهذا ما أوصل المفاوضات مع حكومة الاحتلال التي يرأسها نتنياهو إلى طريق مسدود فأضحت عبثية لا جدوى مرجوة من العودة إليها جراء تخليها عن كافة التعهدات والالتزامات مع منظمة التحرير الفلسطينية ومواصلتها الاستمرار في التمادي بسياسة العدوان على الشعب الفلسطيني وهدم البيوت والشروع بحملات اغتصابية للأرض الفلسطينية وممارسة القتل والاغتيال والحرق والاعتقال غير المبرر خاصة للأسرى المحررين منهم ضمن صفقة شاليط مع حكومة نتنياهو ، ورفض الانصياع نحو تطبيق القرارات الدولية والإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية . مستجدات الأحداث واعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل وجنوح حكومة اليمين الاسرائيلية لتمرير مخططها العنصري لتكريس مفهوم الدولة اليهودية من خلال ممارسة الحكومة الصهيونية ومستوطنيها الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومناطق 48 والقدس ، ومحاولات تشريع قانون لضم الضفة الغربية كل ذلك يؤكد تخلي الدولة العبرية في سبيل فرض تسوية ديدنها الإذعان والاستسلام لمطالب نتنياهو الاستسلامية تحت ضغوط الإدارة الأمريكية المتصهينة. 
 * مركز العرب للشؤون ألاستراتيجيه ورسم السياسات