2024-11-25 05:25 م

الرئيس عباس لعمان والقاهرة: ترامب لن يحصل على توقيعي

2018-02-01
االقدس – أحمد عبدالفتاح

أعرب كل من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اجتماعه معهما خلال زيارته لعمان والقاهرة أخيرا، عن تفهمها للموقف الفلسطيني بخصوص رفض استمرار واشنطن احتكارها لرعاية عملية السلام، لا سيما بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأميركية اليها. حسبما افادت به مصادر فلسطينية موثوقة لـ القبس.
وأضافت المصادر أن العاهل الاردني والرئيس المصري على الرغم من هذا التفهم، أكدا انه لا بديل ممكن ومقبول من مختلف الأطراف، بخاصة اسرائيل، عن الرعاية الاميركية، وعليه فقد نصحا الرئيس عباس بعدم اقفال جميع قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة والتخفيف من حدة الهجوم الفلسطيني ضد رئيسها، لأن تداعيات ذلك ستكون وخيمة على الفلسطينيين، وبيد واشنطن الكثير من الاسلحة التي يمكن أن تلحق الأذى بهم سلطة وشعباً، وليست اجراءات وقف مساعدات وكالة غوث اللاجئين (اونروا) لشطب ملف اللاجئين، ووقف المساعدات للسلطة سوى عينة عن هذه الاجراءات.

تسريبات خطيرة
ولفتت المصادر إلى وجود خشية من بعض التسريبات والمؤشرات التي باتت بحوزة القيادة الفلسطينية من احتمال اقدام واشنطن على الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على المستوطنات في حال اقرار هذا القانون في الكنيست، وبالتالي شطب ملف الحدود. ووفق المصادر ذاتها، فقد ابلغ كل من العاهل الاردني والرئيس المصري الرئيس الفلسطيني أنهما أوضحا لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي زار كلاً من القاهرة وعمان والقدس المحتلة قبل أسبوعين، رفضهما قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أوضحا مخاطر هذه الخطوة على عملية السلام وعلى أمن واستقرار المنطقة، وأنه ليس بوسع عباس أو أي مسؤول فلسطيني آخر التنازل عن الحقوق العربية والإسلامية في المدينة.

تهويد القدس
وقالت المصادر إن ابومازن أوضح للملك عبدالله والرئيس السيسي أنه يعرف تمام المعرفة أنه لا توجد بدائل عن الدور الأميركي في عملية السلام، مستدركاً: لكن قرار ترامب وما تلاه من إجراءات أنهى عملية السلام بصيغتها السابقة، ولم يعد بإمكانه القبول بلعبة عملية السلام التي استغلتها إسرائيل وبحماية متواصلة من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة لتدمير حل الدولتين، من خلال مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية، الذي تضاعف عشرات المرات منذ توقيع اتفاق «اوسلو»، إضافة الى تهويد القدس وعزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية.
وأشارت المصادر الى أن عباس أوضح في كل من عمان والقاهرة، أن ما وصله من ملامح لخطة ترامب لا يمكن القبول بها، إضافة الى ان هذه الخطة لا تفترض المفاوضات اصلاً، وإنما ستطرح مرفقة بأمر للتنفيذ، ووضع الخاتم أو التوقيع الفلسطيني عليها، وهو ما لا يمكن أن يقدم عليه مهما كان الثمن، كما أن عباس شدد على أن المخرج من الازمة السياسية الراهنة يتمثل بتوسيع دائرة الرعاية الدولية لعملية السلام. وخلصت المصادر إلى نتيجة مفادها أن الأزمة السياسية الراهنة هي الاعمق والاخطر، من حيث سفور اهدافها بتصفية القضية الفلسطينية بقوة الامر الواقع، مقابل حالة من العجز والتخلي العربي والدولي لم تشهد لها مثيلاً منذ وقوع النكبة عام 1948.

رفض واستنكار
على صعيد آخر، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية إدراج الولايات المتحدة الأميركية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على قائمة الإرهاب. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات، في بيان، «نؤكد رفض واستنكار قرار وزارة الخزانة الاميركية بإدراج هنية، على قائمة الإرهاب»، داعيا إلى إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ومواجهة المخططات الهادفة لتصفية هذا المشروع».