2024-11-25 08:49 م

واشنطن بوست: الصين تتقدم بخطى ثابتة مستغلة التراجع الأمريكي

2018-01-13
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء، في مقال تحليلي للكاتب الصحفي ايشان تارور، على مؤشرات صعود الصين كقوى دولية في ظل تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وأشار التقرير إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين، الاثنين الماضي، والتي لم يقوم فيها ماكرون بزيارة العاصمة الصينية بكين كالعادة، لكنه استهل زيارته بمدينة "شيان" التي كانت تعد نقطة انطلاق شرقية لطريق الحرير القديم، حيث تعمد الرئيس الفرنسي الشاب مغازلة القيادة الصينية عبر حضارتها القديمة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب في اليوم الأول من زيارته للصين إلى تحالف واسع بين فرنسا وأوروبا والصين ولا سيما على صعيد المناخ ومشروع طرق الحرير الجديدة.

وقال ماكرون، في خطاب استمر ساعة وربع الساعة ألقاه في شيان: "المستقبل بحاجة إلى فرنسا وأوروبا والصين، نحن ذاكرة العالم، يعود لنا أن نقرر أن نكون مستقبله".

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرئيس الفرنسي استغل زيارته لتعزيز شراكة القارة الأوروبية مع الصين، حيث حاول ماكرون التمييز بين دعوات القومية الأمريكية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانفتاح المحاورين الصينيين الآخرين في غرب أوروبا.

كما أوضح التقرير أن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شيان يعد بمثابة صورة درامية لمدى ما وصلت إليه الصين على مدى العقود الماضية، مؤكدة أن الحزب الحاكم الصيني استغل "قرون الإهانة" الذي تحملتها الصين على أيدي القوى الإمبراطورية الأوروبية في منتصف القرن التاسع عشر.

وبحسب التقرير، تسعى بكين إلى إعادة تأكيد الأسبقية التاريخية حول العالم، ولذا من المتوقع أن يتجاوز اجمالي الناتج المحلى في الصين معدل نمو الولايات المتحدة بنهاية العقد القادم، حيث ترى القيادة الصينية أن مشروعاتها الاقتصادية الطموحة واستثماراتها أدوات لاستعادة دورها التقليدي كقوة تجارية رائدة في آسيا.

وقال ادوارد وونج، رئيس مكتب بكين السابق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الحزب الشيوعي يقود أراضي شاسعة ومتعددة العرقيات من خلال سياسة "الحرب والدبلوماسية"، مضيفًا أن الصين تستخدم جيشها لبسط سيطرتها على الأراضي الحدودية المتنازع عليها من بحر الصين الجنوبي، بينما تطلق القومية في الداخل".

ووفق التقرير، لا يعتقد أحد أن تنجح الصين في أن تحل محل الولايات المتحدة كقوة عظمى رائدة في العالم، غير أن الارتفاع الكبير الذي تشهده معدلات اقتصادها تنذر بأوضاع مختلفة في ظل انكماش الإدارة الأمريكية من بعض مناطق نفوذها، والتي كان أبرزها الانسحاب من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، والتي وقعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ونقل التقرير عن رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود قوله "نظرا لأن البصمة الاقتصادية للصين في منطقة أسيا تتصاعد بالفعل، فإن دول المنطقة أصبحت مقتنعة بأن الولايات المتحدة لا تعبأ كثيرًا بروابطها الاقتصادية".

وعلى الرغم من تكتم الدوائر السياسية الصينية بالتطورات الأخيرة، لكن الصحيفة الأمريكية ذكرت أن تنامي معدلات النمو في الاقتصاد الصيني لا تثير طموحات بكين نحو استبدال دور الولايات المتحدة الأمريكية كقوى عظمى، لاسيما وأن واشنطن نجحت في ترسيخ النظام الإقليمي في منطقة المحيط الهادئ.

وقال يان شويتونج عميد معهد العلاقات الدولية الحديثة بجامعة تسينجهوا الصينية: "اعتقد أن ترامب هو جورباتشوف الأمريكي. في الصين، يعرفون أن ميخائيل جورباتشوف هو الزعيم الذي قاد الاتحاد السوفيتي إلى الانهيار"، حسبما أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

ولكن لا تزال هناك مخاوف بشأن ما تعنيه الإمبراطورية الصينية الناشئة للعالم، بغض النظر عن موعد وصولها، حيث اختفت الآمال في التحرير السياسي الصيني في ظل مساحة الحرية الضيقة التي حصل عليها المجتمع المدني، وفق التقرير الذي أكد أن القيادة الصينية تمكنت من ارساء قواعد الدولة الأمنية الأكثر تعقيدا جنبًا إلى جنب مع النواحي التكنولوجية.