"إخفاق محمد بن سلمان الإقليمي جعل المملكة العربية السعودية معزولة".. هكذا بدأ موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريره، مشيراً إلى قرارت ولي العهد السعودي.
قال الموقع البريطاني، إنه في 19 ديسمبر الجاري، أطلقت جماعة الحوثيون من اليمن صواريخها باتجاه قصر اليمامة، المقر الرسمي للملك سلمان في الرياض، وربما كان هذا الهجوم بمثابة رد صارم على الفيديو الثلاثي الأبعاد، الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة، يحاكي عملية غزو السعودية واحتلالها لطهران.
وأوضح الموقع أن هذا الهجوم المباشر على أعلى قيادة سياسية في المملكة ورمز السلطة السعودية له دلالة كبيرة، إذ أنه لم يكن هناك أي احتمالية للتفكير في مثل هذا الهجوم قبل عامين، لكن السياسات السعودية الإقليمية التي لم تكن حكيمة في الآونة الأخيرة جعلتها لا تهاب من قبل الدول الأخرى، بل ومعزولة إقليميا، فعلى سبيل المثال، ظلت تركيا حريصة على الحفاظ على وجود علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية، إلا أن المملكة تجاهلت هذه العلاقات، وظهر هذا بشكل خاص بعد أن وقفت تركيا بجانب قطر وأرسلت قواتها إلى الإمارة بعد الأزمة الدبلوماسية الخليجية في يونيو الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، ظهر التمثيل الدبلوماسي السعودي بمستوى منخفض في قمة "منظمة التعاون الإسلامي" الذي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ردا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، ويعتبر موقف السعودية الضعيف خروج آخر عن التضامن الإقليمي، كما عكس انحياز السعودية إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، الأمر الذي وضع السعودية على خلاف مع تركيا، التي تسعى إلى القيادة الدينية للعالم الإسلامي.
كما أجبرت السعودية، مؤخرا، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على تقديم استقالته، ما أثار ضجة في لبنان، ووحد النخبة السياسية اللبنانية والجماهير ضد السعودية بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين، إلى جانب اعتقال الملياردير الأردني صبيح المصري في إطار "تحقيق فساد"، ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، واحتمالية انصراف الأردن بعيدا عن المملكة، وتوطيد علاقتها مع تركيا ومن المرجح أن تكون أقرب إلى إيران أيضا.
واختتم الموقع البريطاني: "السعودية لا تقتصر على إبعاد القوة الإقليمية مثل تركيا والدول الأخرى، بل أنها تقوض صورتها في العالم العربي، إذ أثبتت فشل سياساتها الإقليمية بصورة كبيرة، ما جعلها معزولة إلى حد كبير، وإذا ما استمرت في الاتجاه نفسه ستصبح أكثر عزلة".
