تغلب لاعب كرة القدم السابق وأفضل لاعب في العالم لعام 1995، جورج ويا بالانتخابات الرئاسية في بلاده، ليكون أول رئيس بخلفية رياضية في تاريخ البلاد، وليثبت تفوقه في مجال السياسة كما فعل على المستوى الكروي سابقا. وتعد هذه أول عملية انتقال ديمقراطية منذ أكثر من سبعين عاما في هذا البلد الناطق بالإنكليزية في غرب أفريقيا.
أعلنت اللجنة الوطنية الانتخابية في ليبيريا الخميس فوز لاعب كرة القدم السابق والسناتور جورج ويا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء بـ61,5 بالمئة من الأصوات مقابل 38,5 بالمئة لخصمه نائب الرئيسة جوزف بواكاي.
وتم إعلان هذه الأرقام التي ينتظرها الليبيريون بفارغ الصبر بعد فرز 98,1 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي دعي للتصويت فيها 2,1 مليون ناخب، كما صرح رئيس اللجنة جيروم كوركويا في مؤتمر صحافي.
وويا نجم ناديي باريس سان جيرمان وميلانو في تسعينات القرن الماضي، سيتولى مهامه في 22 كانون الثاني/يناير 2018 خلفا للرئيسة إيلين جونسون سيرليف.
وستكون هذه أول عملية انتقال ديمقراطية منذ أكثر من سبعين عاما في هذا البلد الناطق بالإنكليزية في غرب أفريقيا.
وكان جورج ويا الذي تغلب في الدورة الأولى التي جرت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر بأكثر من 38 بالمئة من الأصوات، بدا واثقا من الفوز قبل الانتخابات وبعدها.
وكتب في تغريدة الأربعاء إن "الشعب الليبيري قام بخيار بوضوح ومعا نحن واثقون من نتيجة العملية الانتخابية".
لكن بعض أنصاره بدأوا يتململون. وقبيل إعلان النتائج صرح أحدهم دانيال ملين "نحن قلقون لأن الجميع يرى النتائج واللجنة الانتخابية لا تريد إعلانها. هذا يثير القلق وكلما تأخروا ازدادت المخاطر".
في المعسكر الآخر، لم تكن هناك رغبة بالاعتراف بالهزيمة قبل إعلان اللجنة. وصرح أحد أنصار جوزف بواكاي "أعتقد أنه من المبكر جدا أن يحتفل الناس في تحالف التغيير الديموقراطي (الذي يقوده ويا) بالنصر".
وبواكاي (73 عاما) أيضا كان يرفض الاعتراف بالهزيمة. وصرح نائب الرئيسة المنتهية ولايتها لصحافيين "ننتظر النتائج النهائية".
وكان ويا تلقى "تهاني" نجم آخر لكرة القدم من ساحل العاج ديدييه دروغبا. ورد بالفرنسية في تغريدة على تويتر "شكرا لدعمك ديدييه، كلانا قلق ويدرك مصير شعبه. لنتبع الطريق نفسه".
وسيتولى الرئيس المنتخب المنصب خلفا لإيلين جونسون سيرليف المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس دولة في أفريقيا. ويفترض أن تسلم سيرليف حائزة نوبل للسلام في 2011 السلطة في 22 كانون الثاني/يناير إلى الرئيس المنتخب لولاية مدتها ست سنوات.
وليبيريا بلد ناطق بالإنكليزية في غرب أفريقيا، مزقته حرب أهلية استمرت 14 عاما من 1989 إلى 2003 وأسفرت عن 250 ألف قتيل، ثم ضربه مرض إيبولا الذي يحاول أن يتعافى منه.
ووقعت إيلين جونسون سيرليف الثلاثاء مرسوما ينص على تكوين "فريق انتقالي" يتألف من عدد من الوزراء لترتيب "إرسال منظم للسلطة" إلى الرئيس الجديد.
الهدف هو السلام
صرح مدير الإعلام في اللجنة الانتخابية الوطنية "الجميع يقول إن هناك هدفا مشتركا يجب حمايته وهو السلام".
واختار ويا السناتور منذ 2014، في منصب نائب الرئيس معه جويل هاورد-تايلور الزوجة السابق لتشارلز تايلور قائد التمرد السابق ثم الرئيس اوضح العامين 1997 و2003. وهي تشغل في مجلس الشيوخ مقعد منطقة بونغ التي تشكل خزانا آخر للأصوات. لكن كلا منهما يؤكد أن لا علاقة له إطلاقا بالرئيس الأسبق.
وما زالت ليبيريا متأثرة بتشارلز تايلور الذي تولى الرئاسة فيها اوضح العامين 1997 و2003، وأصبح فيما بعد أول رئيس سابق يدينه القضاء الدولي منذ محاكمات النازيين بعد الحرب العالمية الثانية.
ويمضي تايلور (69 عاما) عقوبة السجن خمسين عاما في بريطانيا لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سيراليون المجاورة.
ردود فعل دولية
إِحتفي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وكبير مراقبي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الرئيس الغاني السابق جون دراماني ماهاما "بسير الانتخابات السلمي".
وهنأت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي ماريا أرينا المرشحين والشعب الليبيري على الاقتراع الذي جرى بهدوء و"احترمت بشكل عام القواعد الدستورية خلاله".
وكانت الدورة الثانية التي نظمت غداة عيد الميلاد أرجئت سبعة أسابيع بسبب احتجاجات على نتائج الدورة الأولى من قبل عدد من المرشحين.