2024-11-25 09:28 م

عهد التميمي.. طفلة فلسطينية بألف رجل

2017-12-28
أصبحت الطفلة الفلسطينية عهد التميمي بشعرها الأشقر المجعد، التي تحاكم حالياً، بتهمة ضرب جنديين صهيونيين، شخصية مكروهة في الكيان الصهيوني، ورمزاً للمقاومة الشعبية الفلسطينية. 

وتاريخ عهد في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي يعود إلى طفولتها المبكرة، كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما انتشر شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع جيش الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها، وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي صهيوني مع نساء من عائلتها من دون أي خوف أو تردد، في محاولة لإنقاذ الفتى من قبضة الجندي. 

واعتقلت الطفلة في 19 ديسمبر الماضي، بعد انتشار شريط فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين صهيونيين يستندان إلى جدار منزل عائلة عهد، وتبدآن بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما. 

وقررت محكمة عسكرية صهيونية مجدداً الخميس تمديد اعتقال التميمي "16 عاماً" ووالدتها ناريمان "43 عاماً" حتى يوم الإثنين المقبل، أما ابنة عمها نور ناجي التميمي "21 عاماً"، فسيتم الإفراج عنها الأحد "إذا لم يبرز أي دليل جديد"، وفق متحدثة عسكرية صهيونية. 

ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجاً على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية، وسجن لسنوات عدة لدى الكيان. 

ويصف باسم التميمي عهد بـ "الخجولة"، ويقول إن عهد "صاحبة قناعة ترفض الاحتلال بوعي ومسؤولية". 

على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفها فلسطينيون وعرب بالبطلة، وطالبوا بالإفراج عنها، وبين التعليقات "كم أنت عظيمة يا عهد"، "لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك، أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار". 

واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوالد عهد مساء الثلاثاء، مطمئناً إلى "صحة ومعنويات الأسيرة"، مشيداً بها وبعائلتها المتواجدة دائماً في المسيرات السلمية، في النبي صالح ضد الاستيطان والاحتلال. 

وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، وهي حاليا طالبة في الثانوية العامة في مدرسة في مدينة رام الله. 

ويرى باسم التميمي بشيء من الحسرة أن قضية ابنته قد تكون حظيت بكثير من الاهتمام بسبب شكل عهد الذي يشبه الأوروبيين، على حد قوله، بعيداً "عن الصورة النمطية للفلسطينيين" التي "تقدمها الدعاية الصهيونية". 

ويرفض التميمي الرد على اتهامات وسائل الإعلام والمسؤولين الصهاينة، قائلاً "لسنا مضطرين للرد عليهم أو الدفاع عن أنفسنا". 

وترتدي عهد كوفية فلسطينية في شريط الفيديو، بينما تدفع الجنديين على سلم منزلها، وتحاول مع قريبتها ووالدتها ناريمان "43 عاماً" طردهما من أمام المنزل. 

ووقعت الحادثة في يوم من المواجهات في أنحاء الضفة الغربية وقعت خلال احتجاجات على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وكان أصيب فتى من عائلتها في يوم مواجهات آخر قبل أسبوع برصاص مطاطي صهيوني. 

ويقول باسم إن عهد "كبرت وهي تستمع إلى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن في عائلتها "شهداء بينهم خالها وعمتها"، ويضيف "ثقافة المقاومة شكلت وعي عهد وإيمانها" بقضيتها. 

ويرى باسم أن ابنته أصبحت "قضية رأي عام"، متخوفاً من أن يتم الحكم عليها بالسجن، ويقول "لا أتمنى ذلك، ولكنهم سيحمون عليها، لأنهم مصرون على اعتقالها".