في الوقت الذي تصاعدت فيه ردود الفعل الغاضبة والرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي الوقت الذي خرج فيه المجتمعون في قمة إسلامية طارئة في إسطنبول، دعا إليها الرئيس التركي بصفته الرئيس الدوري لمؤتمر التعاون الإسلامي، بعد قرار ترامب بشأن القدس، بقرارات تاريخية ورفض جماعي للقرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لـ"اسرائيل"، وهي القمة التي تشارك فيها 48 دولة بقيادة تركيا وحضرها 16 زعيما منهم 10 من الزعماء العرب، واصل الملك السعودي وولي عهده محمد بن سلمان صمتهما حول القضية، كما لم تصدر عنهما أي إدانة وشجب .
بل واكتفت فقط بتمثيل المملكة العربية السعودية على مستوى وزيرالشؤون الإسلامية صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في القمة الهامة والتاريخية التي شاهدها كلّ العالم باهتمام وترقب.
إذ انشغلت القيادة السعودية بمشروع "الإسلام المعتدل" الذي رسمته ووضعته كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وتبناها ولي العهد السعودي بن سلمان على الفور، واستضافتها بلاده، وما فتئ بإصدار فتاوى على سبيل المثال "عدم جواز الحرب ضدّ الصهياينة"، بتغاضي السعودية عن إعطاء أهمية لقمة القدس التي استضافتها تركيا، تكون قد وجهت طعنة في الظهر وإساءة بالغة للقضية الفلسطينية وقضية القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
الصمت السعودي هذا جاءته المكافأة على الفور من الكيان الصهيوني والذي لم يبد أيّ تأخر في اقتناص أي لحظة ضعف سعودية، فقد كشفت صحيفة هآرتس العبرية أنّ وزير الاستخبارات الصهيوني يسرائيل كاتس وجه دعوة رسمية إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة إسرائيل، بهدف تسريع ودعم عملية السلام بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين.
وأيّ دعم ننتظر ونتوقع من الممكلة في ظلّ حجم رد الفعل السعودي الذي صدر حتى الآن ضدّ قرار ترامب الأخير حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
اللافت في الأمر أنه في الوقت الذي تُعقد فيه القمة بحضور نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا الدولة غير العضو بمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب ممثلين عن الصين وروسيا وتايلاند والبوسنة والهرسك وجمهورية أفريقيا الوسطى. تجاهل الإعلام وجميع الصحف السعودية بشكل واضح تغطية القمة الإسلامية التي عُقدت ردًّا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
غابت السعودية وغاب خادم الحرمين الشريفين عن قمة هامة نصرة للقدس الشريف، وفضّل قادتها المشاركة عوضًا عنها في قمة تستضيفها باريس، في نفس اليوم "الأربعاء"، وهو موعد القمة الإسلامية في تركيا، التي دعت لها بشأن القدس.
التجاهل السعودي، تبعه غياب مصري عن حضور القمة والتي اكتفت فقط هي الأخرى بإرسال وزير خارجيتها للقمة، في رسالة واضحة لـ 2 مليار مسلم عن تواطئهم مع القرار الأمريكي الإسرائيلي بخصوص اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وثالث الدُمى الإسرائيلية التي تجاهلت القمة، كانت الإمارات العربية المتحدة التي لم يحضر شيخها إلى القمة التاريخية بخصوص نصرة القدس.
كما انشغل الإعلام الإماراتيّ وقناة "العربية" بتغطية أخبار البورصة وأسواق المال والاقتصاد بدلًا من بث الجلسة الافتتاحية للقمة الاسلامية.
نفس الدور لعبته قناة "سكاي نيوز عربية" المملوكة لحكومة أبوظبي فكانت مشغولة هي الأخرى ببرنامج اقتصادي يتضمن أخبار الأسهم والبورصة.
ليوضح للجميع تمايز الصفوف والأدوار في من يقف وينصر القضية الفلسطينية ويدافع عن القدس، وأولئك الذين يبيعون القضية بل ويتعاونون مع العدوّ لضرب قضايانا المصيرية لصالح مصالح أنظمتهم وحكمهم.