2024-11-25 11:36 م

إسرائيل قلقة من مبادرة فرنسية ـ بلجيكية مضادة لإعلان ترامب

2017-12-15
وديع عواودة/ القدس العربي
كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشال، يعملان على صياغة مبادرة مضادة لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعتبر القدس عاصمة مشتركة لإسرائيل وفلسطين. يأتي ذلك بعد فشل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في تسويق الإعلان الأمريكي في أوروبا التي أكدت رفضها لتصريح ترامب وتأييدها لدولة فلسطينية عاصمتها القدس تقوم في حدود 1967.
وأشارت القناة العاشرة، إلى أن المبادرة الفرنسية – البلجيكية ترتكز على إعلان القدس عاصمة مشتركة لإسرائيل و«الدولة الفلسطينية المستقبلية»، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال سيطرحان المبادرة في القمة التي سيحضرها قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، وذلك بعد عدة أيام فقط من زيارة نتنياهو إلى باريس وبروكسل، سعيًا لتسويق إعلان ترامب.
ونقلت القناة عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، لم يكشف عن هوياتهم لاعتبارات «سياسية» قولهم إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت تحديثا عاجلا جدا بخصوص المبادرة «الفرنسية البلجيكية»، مساء أول من أمس الأربعاء إلى جميع سفاراتها في أوروبا. وأعلمت الخارجية الإسرئيلية سفارتها الأوروبية أن نص المبادرة، التي لم يتم صياغتها بشكل نهائي، قد يكون قاسيا وناقدًا، وقد يتضمن دعوة لإسرائيل بأن تقدم مؤشرات للفلسطينيين من شأنها أن تدفع ما يسمى بـ«عملية السلام» قدما.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات وتوجيهات مباشرة إلى السفارات في أوروبا ببدء العمل الفوري على أعلى المستويات الدبلوماسية في أماكن وجودهم من أجل اعتراض هذه الخطوة ومحاولة التأثير عليها إن لم يكن إحباطها. وأوضحت القناة أنه من أجل إقرار المبادرة «الفرنسية البلجيكية» في قمة قادة الاتحاد الأوروبي، المزمع عقدها اليوم الجمعة لا بد من كسب تأييد قادة جميع الدول الـ28 الأعضاء، علمًا أن جميع الدول الأعضاء تملك حق النقض (الفيتو)، وأنه لن يتم إقرار المبادرة دون توافق الدول الأعضاء عليها. 
وفى الأسبوع الماضي، وبعد إعلان ترامب، حاولت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إصدار قرار من جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 يدين إعلان الرئيس الأمريكي، إلا أن (الفيتو) المجري منع اتخاذ هذه الخطوة، ما دعا موغيريني إلى إدانة إعلان ترامب باسمها.
يشار إلى أن  موغريني رفضت خلال المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، يوم الإثنين الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت إن الاتحاد الأوروبي متمسك بحل الدولتين وفق القوانين والمواثيق الدولية، ويرى في القدس عاصمة للدولتين.
وفي المؤتمر الصحافي الذي جمع نتنياهو بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد الماضي، في باريس، أدان الأخير إعلان ترامب وأكد أمام نتنياهو أن بلاده تعتبر القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل. وتابع ماكرون «كلانا يريد سلامًا إقليميًا، فرنسا متمسكة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، تعيش كلتاهما بسلام، وشرحت لنتنياهو عدم رضانا عن إعلان ترامب الذي يخالف القانون الدولي ويشكل خطرًا على عملية السلام، فرنسا مقتنعة بأن الحل الوحيد الذي يتوافق والقانون الدولي هو حل الدولتين، وهذا يمكن أن يتم فقط عن طريق المفاوضات، سندعم أي مبادرة لتحقيق ذلك ومن هنا أدعو رئيس الحكومة لتنفيذ خطوة جريئة لكسر الجمود.
وفي سياق متصل كشف مصدر إسرائيلي أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي، مايكل بنس، إلى البلاد قد تأجلت لعدة أيام. ونقل الموقع الإخباري الإسرائيلي «والا» عن مصادر سياسية إسرائيلية أمس قوله إن التأجيل كان بناء على طلب من البيت الأبيض، وذلك بسبب التصويت في الكونغرس. وبحسب تقديرات المصادر ذاتها، فإن الزيارة قد تتأجل ليوم أو يومين، لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة عزت الإرجاء لرفض الفلسطينيين استقباله ولقاءه احتجاجا على تصريح ترامب حول القدس المحتلة.
وترجح مصادر سياسية في إسرائيل أن السلطة الفلسطينية قررت تغيير قواعد اللعبة في الحلبة الدبلوماسية والتوجه قريبا لمجلس الأمن، طالبين عضوية كاملة في الأمم المتحدة على خلفية تصريح ترامب. وتنقل صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية محجوبة الهوية قولها إن الفلسطينيين يرغبون باستغلال الأجواء الدولية الرافضة لتصريح ترامب من أجل التحرك ضد الاحتلال بالسرعة الممكنة. كما ترجح هذه المصادر أن الرئيس عباس ينوي دفع الولايات المتحدة نحو الزاوية واضطرارها لاستخدام حق النقض الفيتو من أجل عرضها كمن يواجه كل العالم.