2024-11-30 12:48 م

خبايا «صفقة القرن».. ترامب يطرح اتفاقاً مصحوباً بإنذار نهائي وبن سلمان يضغط

2017-11-24
اتضحت ملامح ما يسمى "صفقة القرن" أو الصفقة النهائية التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفلسطينيين، كذلك اتضحت معها ملامح الضغوط التي تمارَس على السلطة الفلسطينية لقبولها.


ولمح دبلوماسي غربي ومسئولون فلسطينيون بأنَّ فريقاً أمريكياً بصدد وضع اللمسات الأخيرة على "الاتفاق النهائي" الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، حسبما ورد في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

نقاط الاتفاق ومصير القدس

وأخـبر الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ لأنَّه غير مخول له مناقشة الموضوع مع وسائل الإعلام، إنَّ الاتفاق سيتضمن ما يلي:
 

- إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية. 


- ستقوم البــلدان المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة. 


-تأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة.


- ستشمل المفاوضات النهائية محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية تخت قيادة المملكة العربية السعودية. 

 

دور بن سلمان

وأخـبر الدبلوماسي إنَّ جاريد كوشنر، المستشار الخاص لترامب وقائد فريقه لعملية السلام، زار السعودية مؤخراً، وأطلع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على الخطة.
 

 ويقول التقرير الذي جاء تحت عنوان بـ"خطة ترامب "التي لا خطة بعدها" إنذار نهائي للفلسطينيين" ، أن كوشنر طلب من السعوديين المساعدة في إقناع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بقبول الخطة التي ستُقدَّم رسمياً في أوائل سـنــــة 2018.


وأخـبر الدبلوماسي المقرب بشدة من النـــــــادي الأمريكي، إنَّ بن سلمان التقى عباس في مطلع تُشَرِّيَــنَّ الثَّانِي2017؛ ليطلعه على الاقتراح. وطلب ولي العهد من الرئيس الفلسطيني قبول الخطة وإبداء رأيٍ إيجابي بشأنها.


وأخـبر الدبلوماسي: "محمد بن سلمان متحمس جداً للخطة، وحريص على التوصل إلى اتفاقٍ سلمي بين الفلسطينيين وإسرائيل أولاً، ثم بين إسرائيل والدول العربية ثانياً، وذلك كخطوة أولى لتشكيل ائتلاف بين السعودية وإسرائيل لمواجهة التهديد الإيراني" ، بحسب" الديار" اللبنانية.


أموال بن سلمان لإقناع عباس

وأخـبر الدبلوماسي إنَّ بن سلمان أبلغ كوشنر أنَّه مستعد لاستثمار كميات كبيرة من رؤوس الأموال في الصفقة، وسيعطي القيادة الفلسطينية الأموال اللازمة ليستجيبوا بصورة إيجابية.
 

وبرهن مسؤولون فلسطينيون لموقع "ميدل إيست آي" أنَّ عباس التقى بن سلمان خــلال زيارته الأخيرة للرياض، التى بدأت في 8 تُشَرِّيَــنَّ الثَّانِي، هناك عرض بن سلمان زيادة المساندة المالي السعودي للسلطة الفلسطينية إلى 3 أضعافه تقريباً، أي من 7.5 مليون دولار شهرياً إلى 20 مليون دولار.


وأخـبر بن سلمان لعباس إنَّ التهديد الإيراني للدول العربية خطير، وأعـلمت مصادر مطلعة على المحادثات أنَّ السعودية في حاجة ماسة لدعم الولايات المتحدة وإسرائيل؛ لمواجهة "نزاعها الوجودي" مع طهران.


ونقل المصدر عن ولي العهد قوله: "إنَّنا لا نستطيع ضم إسرائيل إلى صفنا قبل حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلى".


شرط فلسطيني واحد

وأخـبر مسئولٌ فلسطيني: "يعتقد الرئيس عباس أنَّ الخطة ربما تكون ملائمة، فقط إذا أضفنا إليها عبارة (حدود 1967)، ونحن على استعداد لإعطاء إسرائيل الوقت إذا كانت على استعداد لكي تعطينا الأرض".
 

واستمر: "قلنا لهم: إذا كانت الخطة تنص بوضوح على أنَّ (الصفقة النهائية )هي إقامة دولة فلسطينية [على أساس] حدود سـنــــة 1967 بمبادلة طفيفة للأراضي، فإنَّنا [حينئذ] سنقبل المرحلة الأولى منها، وهي إقامة دولة ذات حدود مؤقتة".


وبرهن المسئول المطلع على المحادثات أنَّ المخاوف الفلسطينية تكمن في أنَّ إسرائيل قد تجعل الاتفاق المؤقت نهائياً، نقلا عن " هاف بوست عربي".


وفسر مسئولٌ فلسطيني آخر أنَّ عباس يعتقد أنَّ الخطة التي أعدها كوشنر وجيسون غرينبلات مبعوث الشرق الأوسط، اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأصل. وأخـبر المصدر: "هذه هي خطة نتنياهو، وقد أقنع النـــــــادي الأمريكي بها، الذي يحاول بدوره إقناع الفلسطينيين والعرب بها".


خطة مبهمة

وتناقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ووسائل الإعلام الإسرائيلية  خــلال الأسبوع المــنصرم تقارير تجدي بأن خطة ترامب للسلام تشكلت فعلا. ورغم أن الجهــات التي نُقل عنها الخبر بدت غامضة بخصوص المحتوى الحقيقي للخطة، إلا أن العنصر الذي ورد في كل واحد من هذه التقارير كان التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعترف بالدولة الفلسطينية كجزء من الصفقة الكلية. 
 

وفي الأسبوع المــنصرم، استعرض البرنامج الإخباري الإسرائيلي "حداشوت" بنود خطة السلام التي حصل معدو البرنامج على نسخة مسربة منها، والتي يتبين منها أنه بينما عدا الاعتراف بالدولة لا تقدم الخطة للفلسطينيين شيئا آخر يستحق الذكر، فعلى سبيل المثال لا تقبل الخطة بأن تكون القدس عاصمة وطنية للفلسطينيين، ولن يتم إخلاء مستوطن واحد من أي من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ناهيك عن أن يتم إخلاء أي مستوطنة بأسرها. في الوقت ذاته، سوف تحصل إسرائيل تقريبا على كل ما طلبته من قبل وأخفقت الإدارات الأمريكية السابقة في منحها إياه. 

وتـابع تقرير البرنامج التلفزيوني الإسرائيلي أن الولايات المتحدة سوف تقر بمعظم احتياجات إسرائيل الأمنية، كذلك تنص عليها إسرائيل، بما في ذلك استمرار تواجد القوات الإسرائيلية على امتداد نهر الأردن. 


وأخـبر البرنامج إن نتنياهو، من طرفه، كان يدفع باتجاه احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكلية في كل المناطق الفلسطينية، وهو الموقف الذي ما فتئ نتنياهو يصر عليه في تصريحاته العلنية. فإذا ما حصل نتنياهو على ما يريد، فهذا يعني أن الفلسطينيين لن ينعموا يوما بالسيادة الكاملة على أي من أراضيهم ، بحسب " عربي 21". 


وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تقريرا في وقت سابق، أَرْشَدَت فيه إلى أنه بموجب بنود الاتفاقية ستنفتح إسرائيل تجاريا على أرجاء العـالم العربي، وسيسمح لشركة الطيران التابعة لها بالتحليق في أجواء الخليج. وأخـبرت نيويورك تايمز إن البــلدان العربية، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن "يمكن أن تضيف من طرفها عددا من الالتزامات، على سبيل المثال السماح لطائرات الركاب الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، وإصدار تأشيرات الدخول لرجال الأعمال والتجار وكذلك التعاون في مجال الاتصالات."


وتنص الاتفاقية على إجراء "تبادل للأراضي"، ولكن نظرا لأنه لن يتم إزالة أي من المستوطنات أو ترحيل أي من المستوطنين، فليس من الواضح حتى الآن ما هي الأراضي التي ستخضع للتبادل ولماذا. أو كذلك لخصت صحيفة ذي تايمز أوف إسرائيل ما جاء في تقرير برنامج حداشوت قائلة: "ومع ذلك فإن الحدود لن تكون بالضرورة قائمة على خطوط ما قبل 1967."


أول الضغوط

وتـابع المسئول أنَّ الفلسطينيين يتوقعون حالياً مزيداً من الضغوط من واشنطن والعواصم العربية.
 

وأخـبر المصدر: "الولايات المتحدة تهدد بعقوبات ضد الفلسطينيين إذا رفضوا الخطة، تشمل إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية".

بينما أظــهر مسئولون أميركيون يوم الثلاثاء 21 تُشَرِّيَــنَّ الثَّانِي، أنَّ هذا التهديد قد نُفِّذ هذا الأسبوع، بعد أن أغلقت الولايات المتحدة مكتب الممثل الفلسطيني في واشنطن، وجمد الفلسطينيون بالمقابل كل اجتماعاتهم في الولايات المتحدة.


وأخـبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، لوكالة فرانس برس: "ما فائدة عقد أي لقاءات معهم وقد أغلقوا مكتبنا؟! تبدأ اجتماعاتنا من مكتبنا، والترتيبات موجودة هناك".


وفسر المسئول الفلسطيني أنَّ الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله قالا لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، في سـنــــة 2000: "إنَّنا نقبل فقط بما يقبله الفلسطينيون".

واستمر: "في محادثات كامب ديفيد التي أُجرِيَت سـنــــة 2000، دعَّم العرب الزعيم المفقود ياسر عرفات في مواجهة الضغوط الأميركية. لكن الآن، لا أحد يقف إلى جانبنا".


وتـابع: "والآن، الملك السعودي غارق في النزاع مع إيران باليمن ولبنان وسوريا والعراق، والرئيس المصري غارق في نزاعه بسيناء".


في وقت ماضي أنَّ العلاقات بين السعودية وإسرائيل تحسَّنت كثيراً خــلال الأشهر الأخيرة بفيضٍ من الاتصالات وزيارات غير المسبوقة إلى السعودية قام بها إسرائيليون بارزون.


وفي 16 تُشَرِّيَــنَّ الثَّانِي، أخـبر غادي إيزنكوت، رئيس الأركان العامة بإسرائيل، إنَّ بلاده مستعدة لتقاسم "المعلومات الاستخباراتية" مع المملكة العربية السعودية، وإنَّ البلدين لهما مصلحةٌ مشتركة في مواجهة إيران.


هراء إسرائيلي

إلا أنَّ الكثير من الفلسطينيين يقولون إنَّهم سيرفضون أي اتفاقٍ سلمي تقوده السعودية ويهدد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ويسعى إلى "تطبيع" العلاقات العربية مع إسرائيل.
 

وأخـبر اللواء صبحي أبو عرب، قائد الشرطـــة القومي الفلسطيني بمخيم عين الحلوة للاجئين في صيدا بلبنان: "لن يقبل أي فلسطيني بهذا أبداً، سواءٌ في داخلها أو خارجها أو بأي مكان".
 

وتـابع: "هذه ليست فكرة جديدة، فهي تُثار دائماً، وأبو مازن لن يوافق أبداً على ذلك. هذا هراء يستخدمونه منذ عقود".

 

وأَرْشَدَ ظافر الخطيب، الناشط الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، إلى أنَّ إسرائيل تسعى إلى اغتنام الفرصة مع المملكة العربية السعودية لـ"كسر التابوه حول التطبيع العربي مع إسرائيل".


واستمر: "إنَّهم يعرفون أنَّنا لن نتنازل عن حق العودة، وهذا لا يعني أنَّهم لا يخططون لشيءٍ ما، فمن المؤكد أنَّ هناك مخططاً قيد التنفيذ، لكنَّه غير واضحٍ حتى الآن ولا توجد له شواهد على أرض الواقع".

وكان مسئولون رفيعو المستوى في حركة فتح كشفوا عن أنّ الخطة الأميركية الجديدة التي قدمها المبعوث الخاص جاريد كوشنر إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وعرضها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا تتضمن 4 نقاط أساسية تشمل مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تحت مظلة إقليمية، والتقدم التدريجي نحو حل الدولتين، وتسليم الفلسطينيين مناطق إضافية في الضفة الغربية، ومنح السلطة الفلسطينية "مساعدات اقتصادية سخية".

المصدر : مصر العربية