معن حمية
تقرير لجنة التحقيق الدولية إلى مجلس الأمن حول أحداث خان شيخون، لم يخيّب آمال الولايات المتحدة ولم يخالف تعليماتها، فهو جاء ليؤكد ما سبق للإدارة الأميركية أن أعلنته، لجهة اتهام الجيش السوري، وهو الاتهام الذي تذرّعت به ونفّذت هجوماً بالصواريخ على مطار الشعيرات السوري.
التقرير الدولي تبنّى اتهامات واشنطن لدمشق، وكما جاء الاتهام الأميركي في حينه خبط عشواء، جاء التقرير الدولي بلا أيّ أدلة ومن دون أية قرائن، تشير إلى احتمال ولو ضئيل حول مسؤولية الدولة السورية عن هجوم خان شيخون.
ما هو واضح، أنّ واشنطن مصرّة على هذا السياق الكيماوي، من دون أية أدلة، وبلا أيّ تحقيق شفاف ومستقلّ، وهي عندما هاجمت مطار الشعيرات في سورية، ففي سياق الحرب الإرهابية على سورية، ولم تنتظر لجان تحقيق دولية، ولا توفر أية أدلة. ولأنّ مضمون التقرير يتبنّى الموقف الأميركي، تقدّمت واشنطن بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لتمديد ولاية لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وذلك قبل وصول التقرير إلى مجلس الأمن، واطلاع الدول الأعضاء على مضمونه.
ما انطوى عليه التقرير من اتهامات، كان معلوماً لدى الأميركيين، لذلك سعت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن لتمديد ولاية لجنة التحقيق، وأمام هذا الإصرار المريب، طالب الروس بتأجيل التصويت إلى حين الاطلاع على مضمون التقرير، الأمر الذي لم يرق لواشنطن، فتمّ التصويت، وسقط المشروع بالفيتو الروسي.
ما قبل التقرير محاولة أميركية لتشريعه بالتمديد للجنة الدولية، وما بعد التقرير حديث روسي مرتفع النبرة عن عيوب في أساليب التحقيق، وشهادات مأجورة، وكثرة «التناقضات»، وتأكيد أنّ التقرير محلّ دراسة ويتطلّب «الاستعانة بخبراء من مختلف المؤسسات»، وتشديد من قبل الصين على لسان المتحدث الرسمي باسم خارجيتها، على ضرورة أن «تتأسّس أية استنتاجات للتحقيق على حقائق موثوقة لا جدال فيها، وأن تتوافق مع مبادئ الموضوعية، والعدالة والاحتراف».
عيوب التقرير والشهادات المأجورة التي نبّهت إليها موسكو، و«الحقائق الموثوقة» التي طالبت بها بكين، تؤكد بأنّ التقرير الدولي جاء مسيّساً يلبّي مصلحة لأميركا وحلفائها، لغرض مواصلة الحرب الإرهابية على سورية بأشكال متعدّدة.
تزامناً اعترف رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، بأنّ بلاده قدّمت دعماً عسكرياً للمجموعات الإرهابية في سورية، بما فيها جبهة النصرة الإرهابية، وأنّ هذا الدعم كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، و«كلّ شيء يُرسَل يتمّ توزيعه عن طريق القوات الأميركية والأتراك والسعوديين»، وهذا الاعتراف ختمه بعبارة «التهاوش»، حيث قال: «احنا تهاوشنا على الصيدة سورية ، وفلتت الصيدة واحنا قاعدين نتهاوش عليها».
إنّ الربط بين اعتراف حمد بن جاسم، والتقرير الدولي، هو لأنّ كلّ حملة الإعلام العربي المتأسرل، لا سيما القطري والسعودي، قامت على أساس «شاهد عيان»، والتقرير الدولي بشأن كيماوي خان شيخون قام على أساس شهادات مأجورة.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي