تستنهض الذاكرة العربية لتجدد اليوم ومضات منارات عزتها كلما استعاد الحاضر عينة من سطور الماضي وخاصة تلك التي لونت بألون بيارق فرح الانتصار فالذاكرة السورية لاتزال مفرداتها تنبض عزة وكرامة ولاسيما عندما تقف على عتبات محراب ذكرى حرب تشرين التحريرية التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد .. تستذكر كل الذين عانقوا تراب الوطن ولبوا نداءات الإنسانية لينفضوا عن كاهلها صدأ الكذب والرياء والافتراء ففي السادس من تشرين عام / 1973/ تعانقت الأكف العربية وامتزجت الدماء لتعطر أرض الجولان وسيناء مسقطة العديد من جمل الأوهام التلمودية وراسمة معابر جديدة للأمل العربي وعندما أدرك أعداء الأمة خطر هذه المعابر على أطماعهم بدأ فحيحهم الشيطاني لإغلاق كل مسالك الأمل وانصب جهدهم على ترحيل كل قصص وحكايات البطولات من أيقونات ذاكرة التاريخ فعمل الشيطان الأكبر المتمثل بالتحالف الصهيو أمريكي على تفخيخ مجتمعاتنا العربية بألغام الإرهاب وخاصة في سورية منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم لإجهاض كل أمل عروبي بتوحيد طاقات وقدرات الأمة ورص صفوف أبنائها لمواجهة الأطماع الصهيونية والأمريكية وهاهي الجراثيم المصنعة في مخابر واشنطن وتل أبيب تعيث فسادا في المنطقة لتصدع ما أمكنها من محاور ومرتكزات الاهتمام بقضية العرب المركزية فلسطين التي تحاول سكاكين التكفير ذبحها من الوريد إلى الوريد خدمة لخرافات التلمود عبر استهداف قلب العروبة وحصنها الباقي (سورية ) المكللة بأريج دماء الشهداء .
على عتبات محراب ذكرى حرب تشرين لاتزال حناجر السوريين وأبناء الأمة التي تجري في عروقهم دماء العروبة ويفوح من جبينهم شذى الياسمين الدمشقي الموشى بعبق التاريخ تصدح : (( .. سورية يا حبيبتي أعدت لي كرامتي .. أعدت لي هويتي ..)) فسورية اليوم شعبا وجيشا وقيادة كانت وستبقى تصنع المعجزات وتطوي المسافات لتسمع العالم همسات ترابها وألحان أبنائها الذين كحل العزم أعينهم للتصدي لكل معتد على سيادتها ولتعلن أن أرض الطهر لا تُستباح .. وأن عزتها وكرامتها مصانة بسواعد الرجال .. رجال الله في الميدان الجيش العربي السوري ليسمو وطنهم ويرتفع نحو فضاءات تعانق رحيق النور المتصاعد كل صباح من رائحة تراب سورية ..
إن الشعب السوري سيقطف ثمار تضحيات أبنائه قريبا والتي دونها التاريخ الإنساني ضمن دفاتر حكايات أساطيره فهو الآن وغدا سيبقى يزين هامات أبناء المجد في الميدان فهؤلاء لم ترهبهم الخطوب ولم ولن يلامس دوائر بطولاتهم المجدولة فوق قلاع الزمن اليأس لذلك سنبقى سوريين بمفردات كلماتنا نعانق صدر الزمن .. لتسكن الأمجاد السورية الذاكرة العالمية والعربية .. وستبقى الدروب السورية تجاورها أشجار الغار و زهور الياسمين معلنة أن إرثها من المحبة و الصمود باق أمد الدهر رغم كل الأوجاع .. وهاهي وردتها الشامية تجدد كل صباح نشر عبيرها في كل الدروب السورية لتفصح عن عزيمة خلدتها ذاكرة التاريخ بحروف ينبعث منها الضياء ليبدد ظلام العتمة من كل الأرض السورية .
صحفي سوري