2024-11-27 02:21 م

السعودية.. صراع يحتدم ومعارضة تشتد قبل تنصيب بن سلمان!!

2017-09-18
القدس/المنـار/ "الكيانات الوظيفية" في الخليج، على طريق الاندثار، فصراعها آخذ في التصاعد، والقبائل فيها امتشقت سيوفها، وقلوب شيوخها تعتمل حقدا وانتقاما، والكيان المسمى بـ "المملكة الوهابية السعودية"، التي ترى في نفسها الآمر الناهي في الخليج، وجدت زعامتها على حافة السقوط، ونخر سوس الصراعات الداخلية مفاصلها، وارتد عليها الارهاب الذي رعته حروبا تغرق فيها وسياسات ظالمة بددت آمالها ودفعت بالكيانات الاخرى في الخليج الذي شكلها الاستعمار الى منافستها والسعي لتفتيتها، وزاد الطين بلة صعود سلمان بن عبدالعزيز الى الحكم وتجاوز الاعراف بتعيين نجله محمد بن سلمان وليا للعهد، وفتح له أبواب كم الافواه ولجم الطامحين والطامعين في تقلد زمام الامور بالوسائل المتاحة وصولا الى قمة هرم الحكم خلفا لوالده المريض الذي رعى الارهاب ضد شعوب الامة، وأشعل الحروب في اليمن وغيرها.
وعوامل أخرى وضعت النظام الوهابي في الرياض على كف عفريت، نظام فاقد لتوازنه، وفاقد لدعم أبناء العائلة، يشرف اقتصاده على الانهيار، بعد أن نهبت أمريكا وحروب الارهاب خزائن أمواله النفطية.
النظام السعودي في حالة صراع بل حرب مع أفراد العائلة، ويواصل سياساته الفاشلة التي ألحقت به خسائر فادحة في جميع المجالات، متسلحا بروح الانتقام والغباء السياسي، وتمر المملكة هذه الأيام بأجواء من القمع والقلق، وعلامات قرب الانهيار تلاحظ بوضوح في أرجاء المملكة الوهابية، فالصراع محتدم بين آل سعود، ومحمد بن سلمان دمية في أيدي مستشاريه من كل جنس، ويسابق الزمن للفوز بتنصيبه ملكا قبل رحيل والده الخرف.
في السعودية اليوم، بذور معارضة متنامية، ترفض الحكم السعودي بالمطلق وغير راضية عن سياساته الداخلية والخارجية، وأمراء من العائلة الحاكمة داعمون لهذه المعارضة وبعضهم يغذونها ويرون فيها سبيلا لخلع محمد بن سلمان، وفي الخارج تشكلت معارضة تتعاظم يوما بعد يوم، والتذمر ينتشر في أرجاء المملكة بفعل سياسات النظام القمعية، أوضاع صعبة خطيرة تحيط بالملك ونجله، الذي بدأ حربا شعواء ضد معارضيه، وفي السياق ذاته استقدم ولي العهد، مئات العسكريين من الوحدات الخاصة من بلدان مختلفة وأعدادا من المستشارين، خاصة في مجالات التحقيق والحماية ورسم خطط الملاحقة والاعتقال، في وقت عزز من علاقاته مع تل أبيب، الذي يرى فيها صديقة وحامية لهن وبوابته اتجاه واشنطن، وهذا ما يفسر عداءه لايران، ومحور المقاومة في المنطقة.
المصادر كشفت عن أن عددا من المعتقلين قد ماتوا تحت التعذيب في السجون المقام بعضها على أطراف الصحراء في ظروف صعبة وقاسية، وكثيرة هي العائلات التي فقدت أبناءها، ولم تحد أية اجابة عن مصيرهم من الجهات المختصة، وأضافت المصادر أن طواقم الحراسة على عدد من الامراء ومن بينهم محمد بن نايف قد أودعوا في معتقلات خاصة، بعد تجريدهم من سلاحهم ووظائفهم، خشية استمرارهم في الولاء لهؤلاء الامراء، وتوقعت المصادر مزيدا من التدهور في المملكة ووقوع عمليات اغتيال وتفجير من جانب جهات يمولها امراء غاضبون، أو جهات تستغل حالة الخصومة والعداء التي تعيشها عائلة آل سعود.
الأنباء الواردة من الرياض تؤكد أن حملات الاعتقال التي بدأها محمد بن سلمان منذ نصبه والده وليا للعهد، واستنادا الى مصادر مطلعة، قد طالت أكثر من ألف وثلاثمائة من المدنيين وأكثر من ألف عسكري من رتب مختلفة بعضهم تولوا مناصب هامة وبرتب عالية، وتقول هذه المصادر أن ثلاثة وأربعين من العائلة الحاكمة أودعوا في سجون محصنة، وأكثر من سبعة عشر أميرا هم قيد الاعتقال المنزلي، في حين يخضع الآخرون للرقابة المشددة، وهناك مذكرات اعتقال لعدد من الامراء يعيشون خارج المملكة وحظر السفر على آخرين، ولا تستبعد المصادر أن يلجأ ولي العهد السعودي الى تكليف خلايا مسلحة لاغتيال أعداد من هؤلاء، حتى يقضي على أية معارضة لتنصيبه ملكا، حيث من المتوقع أن تجري ترتيبات التنصيب منتصف شهر تشرين أول القادم.