رغم أنها اشتُهرت في ذروة وصول اللاجئين إلى أوروبا في عام 2015 دولياً، بأنها أكبر لاجئة في العالم، ذكرت وسائل إعلام أوروبية أن طلب الأفغانية بيبيخال أوزبكي (106 أعوام) اللجوء في السويد رُفض، وباتت السيدة المسنّة القادمة من مدينة قوندوز، مهدَّدة بالترحيل.
وتعيش المعمّرة الأفغانية منذ عام 2015 في السويد، بعد أن قطعت 8 آلاف كيلومتر براً من موطنها إلى هناك، وحُملت في أجزاء كبيرة من رحلتها من قِبل أقربائها الذين رافقوها، حسب ما ذكر موقع "فاز" التابع لمجموعة "فونكه" الإعلامية، السبت 19 أغسطس/آب الجاري.
وكانت العائلة قد تخلت عن مزرعتها في أفغانستان، وفرّت هرباً من الحرب وغزو طالبان مدينتها، حالمةً بالوصول إلى السويد.
وذكر موقع "بلانكسبوت" السويدي أن طلب لجوئها رُفض في شهر يونيو/حزيران الماضي. وبات عليها -وفقاً لوكالة الهجرة السويدية- العودة لموطنها أو إيجاد بلد آخر يقبل استقبالها، والذي من الممكن أن يكون اليونان، حيث وطئت قدماها للمرة الأولى أراضي الاتحاد الأوروبي؛ إذ باتت أثينا تقبل استقبال بعض اللاجئين الذين تريد بلدان شمال غربي أوروبا ترحيلهم وفق اتفاقية دبلن.
وبيَّن الموقع السويدي أن محاميها قدم اعتراضاً على قرار رفض طلب لجوئها، ليتم طرح القضية الآن على محكمة إدارية.
وكانت "أوزبكي" قد اشتُهرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 بأنها "أكبر لاجئة في العالم"، عندما التقتها الصحافة الدولية في مخيم للاجئين بكرواتيا قرب الحدود الصربية، حيث استطاعت رفقة أقاربها، البالغ عددهم 16 شخصاً، العبور من أفغانستان إلى إيران وتركيا، ثم بحراً إلى اليونان، قبل أن تتابع طريقها براً إلى صربيا والوصول إلى كرواتيا، خلال 20 يوماً.
وكانت قد صرحت حينها، قائلةً: "قدماي تؤلماني، لكن وضعي على ما يرام". وبيَّنت أن أصعب جزء من الرحلة كان في جبال إيران، عندما توجب عليها المشي على قدميها. وأشارت في سياق الحديث عن أسباب مغادرتها وطنها، إلى مقتل ولدين لها هناك.
وبعد أن واظب ابنها البالغ من العمر 67 عاماً، وأحفادها على حملها بمراحل كبيرة على الطريق بالتناوب على ظهورهم، في رحلة شاقة، حصلت السيدة المسنّة على كرسي متحرك من طبيب كهدية عندما وصلت إلى ألمانيا لاحقاً، على ما ذكر ابنها لصحيفة محلية في عام 2015.
وذكر موقع "فاز" أن العائلة وصلت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015 إلى السويد، وحصلت على إقامة دائمة في مأوى للاجئين جنوب السويد. وبيَّن حفيدها محمد، في شهر مارس/آذار من عام 2016، أنه على الرغم من اشتياقهم ليل نهار للعودة لبلدهم إلا أنه لم يعد هناك مستقبل، وذلك خلال زيارة الصحفيين للمأوى، ابتسمت فيه جدته كثيراً وشكرت الصحفيين. وقال "أوزبكي" حينها، إنها سعيد؛ لأن أطفالها وأحفادها موجودون هناك في أمان، معتبرة ذلك أهم ما في الأمر.
وكانت الرغبة في الانضمام إلى عائلتها، دفعت في العام التالي 2016، سيدة سورية قد تكون أكبر سنّاً من الأفغانية "أوزبكي" لخوض رحلة اللجوء الخطرة أيضاً، فبعد أن رفضت الذهاب مع أطفالها إلى ألمانيا قبل 5 سنوات، قررت في ذلك العام عبور البحر والوصول إلى اليونان لتكمل طريقها إلى عائلتها.
ويقول موقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عايدة كرمي لا تذكر تماماً العام الذي وُلدت فيه، ويحمل جواز سفرها تاريخ 1 يناير/كانون الثاني 1890 على أنه تاريخ ميلادها، أي إن عمرها اليوم 126 عاماً؛ ما يجعلها أكبر امرأة في العالم، إلا أنها تضحك من الخطأ الحاصل وأصرت على أن "عمرها يتخطى الـ 100 ببضعة أعوام"، مشيرة إلى أنه لم يكن في قريتها سجلات ميلاد عندما كانت طفلة.
ويضيف الموقع أن غالبية أقارب عايدة، التي وُلدت في العهد العثماني وعاشت الحربين العالميتين وشهدت أخيراً دمار قريتها الواقعة في محافظة الحسكة، غادروا إلى تركيا أو أوروبا عام 2011، ولم يبقَ أحد سواها في سوريا، لتقرر في عام 2016 الذهاب مع عائلة صديق لابنها يدعى أحمد سيدو إلى أوروبا، حيث حمل ذلك الصديق المعمرة على ظهره مسافات طويلة أيضاً.