سامي كليب :
هدد اكثر من مسؤول اميركي قطر بمعاقبتها ونقل القاعدة العسكرية منها الى الامارات. قال مثلا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أد رويس، أن بلاده قد تنقل القاعدة إلى بلد آخر إذا لم تغير الدوحة من سياساتها الداعمة للجماعات المتشددة. كذلك تحدث مع الدبلوماسي الخطير والمبعوث السابق إلى الشرق الأوسط دنيس روس الذي اتهم قطر بدعم التشدد ...جاءت التصريحات في مؤتمر عقد في واشنطن لتسليط الضوء على علاقة قطر بالإخوان وخطورة دورها ...
ومن السعودية والإمارات تستمر الهجمة الإعلامية والسياسية على الدوحة، تتهمها تارة بدعم الإرهاب والمتشددين، وتارة أخرى بخرق الصف الخليجي بسبب التقارب مع ايران، وتطالبها ثالثا بتغيير السلوك....
وفي مصر يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دولة تأوي الارهابيين وتمولهم وتدعمهم. ثم يرسل طائراته تقصف متشددين في ليبيا فيتبين أن معظمهم ممن تدعمهم قطر ....
كل ذلك يطرح جملة من التساؤلات وأبرزها التالي :
السؤال الأول: هل انتهى دور قطر ؟
ربما تفاءل البعض كثيرا بالانفتاح الأميركي الكبير على السعودية. اصحاب هذا التفاؤل يعتقدون بأن السعودية تستعيد دور الريادة وان الامارات صارت في الموقع الثاني الاهم وليس قطر . يقول هؤلاء ايضا ان الحظوة الكبيرة التي تمتعت بها قطر في العقدين الماضيين عند الغرب كان سببها إنفتاحها على إسرائيل واستضافتها كل القيادات الإسلامية من الجزائر إلى فلسطين لتدجينهم او استخدامهم بذريعة مساعدتهم ، ثم أموالها الهائلة وقناة الجزيرة التي كسرت كل المحرمات واوحت بأن قطر ستقود معركة التغيير الاجتماعي والسياسي في الوطن العربي من خلال الرأي والرأي الآخر ...
الآن معظم النظام العربي الرسمي يتجه للانفتاح على إسرائيل بما في ذلك السعودية. وانتقل الإخوان المسلمون من حليف محتمل للغرب إلى إرهابي محتمل على اللوائح الأميركية والخليجية، وصارت لعبة التشدد والتكفير والإرهاب خطيرة جدا على الغرب فما عاد مسموحا اللعب على هذا الوتر ......فلماذا تستمر الحاجة إلى قطر ؟
لكن يخطيء كثيرا من يظن أن القوى الكبرى تقبل بدول قوية في اي منطقة من العالم، فهي لعبت وستلعب دوما على التناقضات...ربما الأموال التي حصل عليها ترامب من السعودية تصب في خانة تعزيز احتمال وصول ولي ولي العهد الأمير سلمان إلى العرش، وربما تصب ايضا في خانة تعزيز الزعامة السعودية، لكن قطر كانت وستبقى حاجة غربية يتم التلويح بها ضد السعودية وغيرها حين يكون لذلك أهمية....اما الامارات فهي الحليف الأكثر مثارا للثقة عند الغرب ولعلها الأكثر ريادة في التطوير الداخلي والتحديث ونقل الدولة إلى مصاف كبريات دول العالم المتقدم ...
السؤال الثاني : ما علاقة إيران بالأمر؟
هنا بالضبط جوهر القصد ...ان دعم قطر المتشددين في الوطن العربي ليس جديدا . وهي ليست الوحيدة في ذلك . لكن الذي تغير هو أن إيران عادت إلى محور الشر الأميركي. من غير المقبول اذا أن تتقارب معها قطر ولا أن تطور معها أحد أبرز واكبر واهم حقول الغاز المشتركة في العالم ولا أن تتعاون معها في سوريا ...ومن غير المقبول أن تستمر قطر في دعم حماس التي يجري تطويقها من كل حدب وصوب واضطرت إلى نشر وثيقة مباديء سياسية جديدة من قلب الدوحة تخلت فيها عن فكرة تدمير إسرائيل وقبلت بحدود 1967( وهذا القبول ليس جديدا بالمناسبة ) ...
السؤال الثالث : هل قطر متورطة بمحاولات انقلابية في السعودية والإمارات ؟
ثمة معلومات تشير إلى ذلك ..لكن حتى الآن لا شيء مؤكد ، تماما كما لم يؤكد أحد صحة معلومات سابقة كانت تقول انه حين اتهم العقيد الليبي معمر القذافي بمحاولة اغتيال الملك عبدالله في السعودية لم يكن الأمر بعيدا عن بعض الأطراف القطرية ...لكن من الصعب التأكد من هكذا معلومات حتى ولو ل ان غضب الرياض وأبو ظبي يبدو أكبر من مجرد رد فهل على تصريحات لامير قطر تراجع عنها لاحقا
السؤال الرابع : هل مال قطر مقصود ؟
نعم دون أي مواربة ؟ فبعد المال السعودي سوف يتجه ترامب إلى أموال قطر والإمارات والكويت . وسيحاول اللعب على التناقضات واستخدام العصا والجزرة. ولن نفاجأ اذا ما سمعنا بعد فترة عن صفقات واستثمارات بمئات مليارات الدولارات بين قطر ترامب ...لا حل بغير ذلك ...
انا شخصيا لا اعتقد ان دور قطر انتهى. وكل ما يجري حاليا هو محاولة تاديبها.....وهي ستضطر للتراجع بانتظار فرصة أخرى للهجوم ......واول تراجع حصل اليوم بتسليم معارض وحقوق سعودي إلى الرياض ...